الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

جامعيون بين عمال النظافة في نابلس

عمال نظافة خلال قيامهم بجمع النفايات في البلدة القديمة بنابلس وفا- رشا حرز الله
يجول شاب في مطلع الثلاثينات من عمره بكل جدية وهدوء، أركان إحدى كبرى البنايات في مدينة نابلس بالضفة الغربية.. يكنس وينظف ويجمع النفايات، ويتوسط أكياسها، تمهيدا لنقلها إلى الحاويات.
سمير حشاش، واحد من بين حاملي اللقب الجامعي الأول، الذين يعملون كعمال نظافة في مدن محافظات الوطن، بعد أن ضاقت بهم الحال، وفشلوا في الحصول على وظيفة تؤمن لهم قوت أطفالهم.
حشاش الذي حصل على شهادة البكالوريوس في التربية الابتدائية من جامعة النجاح الوطنية، متزوج وأب لأربعة أطفال، يقول:"أعمل منذ ما يقارب من 14 عاما عامل نظافة، حتى عندما كنت على مقاعد الدراسة، وذلك لعدم استطاعة عائلتي تأمين مصاريف الدراسة، وبعد التخرج من الجامعة، عملت جاهدا في الحصول على وظيفة إلا أن الطلبات التي قدمتها لعدد من المؤسسات، ومنها مديرية التربية والتعليم لم تعط نتيجة بعد".
ويتابع حشاش: أعمل في بلدية نابلس بعقد ثابت، ولا يتركز عملي على منطقة واحدة، بل في مناطق مختلفة من المدينة، دوامي يبدأ من الساعة السابعة والنصف صباحا، ولغاية الثانية مساء حسب طبيعة العمل، مقابل أجر يصل إلى 2200 شيقل شهريا، على الرغم من أن هذا الأمر يسبب لي تأخيرا عن البيت وعن الأولاد، ولكن الإنسان مضطر للتضحية، وأعرف جامعيون يعملون في جمع النفايات.
ولكنه يتساءل، متى ستلغى كلمة "زبال"، التي ينعتُ بها المواطنون عامل النظافة؟
ويشكو طريقة تعامل بعض المواطنين مع عمال النظافة، ويسرد قصة أحد باعة اللحوم: "في أحد الأيام كنت أنظف بمحاذاة أحد محلات اللحوم وسط المدينة، فما كان من صاحب المحل إلا أن أخرج كيس يزن ما يقارب 70 كيلو غراما من العظم والنفايات، وألقاه في وجهي بطريقة غير لائقة ".
ويضيف: "هناك بعض المواطنين وأصحاب المحلات التجارية يطلبون منا تنظيف محلاتهم وأدراج منازلهم، بحجة أنه يقوم بدفع ضريبة النفايات نهاية كل عام، وهناك أرض استغرق تنظيفها ما يقارب خمس ساعات، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى مكب نفايات بعد يومين فقط من تنظيفها، فعلى من نلقي اللوم"؟
وتحدث حشاش عن مدى معاناة عمال النظافة خلال فترة الأعياد: "تعتبر فترة أواخر أيام شهر رمضان المبارك ووقفة العيد من أكثر الأيام التي يعاني فيها عمال النظافة، نظرا للكميات الكبيرة من النفايات التي تتراكم في شوارع المدينة نتيجة عمليات التسوق، حيث نبقى نعمل طوال الليل ولغاية الثامنة صباحا، كذلك فإن أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع تشهد ضغطا كبيرا في العمل".
على الجهة المقابلة، يقف الشاب الأسمر النحيل إيهاب مبروك (20 عاما) من مخيم عسكر في مركز مدينة نابلس على "دوار الشهداء" يتصبب عرقا، يجر مكنسته وحاويات نقل النفايات الصغيرة، يتحدث إلينا وهو لا يزال منهمكا في إزالة ما تبقى من كراتين وأكياس تجمعت أمام أحد المحلات: "أنا طالب في كلية الروضة، أدرس تكنولوجيا المعلومات، بحثت عن عمل في أماكن عدة... في المطاعم ومحلات الملابس فلم أفلح في الحصول على وظيفة... قسط الجامعة مرتفع، عائلتي مكونة من 11 فردا، وهي لا تستطيع توفير جميع احتياجاتي اللازمة، لذلك تقدمت للعمل في البلدية قسم النفايات".
ويطرح مبروك السؤال ذاته، "لماذا يُنظر إلى عامل النظافة من قبل البعض بنظرة دونية؟ فهناك نظرة غير منصفة حيال عامل النظافة، وهناك من يتعامل معه وكأنه شخص دون المستوى، ويصل الحد إلى أن يمتنع البعض عن تزويج ابنته لعامل نظافة بدعوى أن ينتقص من شأنها... أنا فخور بعملي لأنني أخدم بلدي ووطني، وفي النهاية فإنها تغنينا عن سؤال الغير أو الكسب بطرق غير مشروعة، لذلك نحن بحاجة لتغيير الصورة النمطية عن عامل النظافة".
ويطالب الشاب سمير عرايشة (27 عاما) من مخيم بلاطة، بضرورة تثبيت العمال الذين يعملون بعقود مؤقتة أو بـ"المياومة"، كذلك بأن تكون للعمال علاوات وزيادة على الراتب، وتأمين صحي لهم ولعائلاتهم، كما حث المؤسسات بضرورة مساعدة عمال النظافة بكافة الطرق الممكنة، كتنظيم حملات النظافة التطوعية.
وأضاف عرايشة: "نحن نعمل بكل طاقتنا وجهدنا في جعل مدينة نابلس جميلة ونظيفة دائما، ولكن هذا لا يكفي إن لم يبد المواطن تعاونا معنا، ونحن واثقون أن المواطن لا يستطيع العيش بدون عامل النظافة، لأنه في حال تراكمت النفايات ليوم واحد في شوارع المدينة، ترى تذمرا واضحا من قبله".
وقال مفتش قسم الصحة في بلدية نابلس هاني الحويطي: "يبلغ عدد عمال النظافة الذين يعملون في قسم النفايات الصلبة في بلدية نابلس 162 عاملا ممن يعملون بعقود ثابتة، موزعين على أماكن مختلفة في المدينة، ولكل منهم تأمين صحي، إلا أن بعض المستشفيات لا تعتمده إلا في حال توجه لهم العامل إثر إصابة عمل.
وأضاف الحويطي: "هناك 30 عاملا إضافيا يعملون بنظام "المياومة"، يتقاضون أجرهم على اليوم الذي يعملون فيه، حيث تبلغ معدل الأجرة 50 شيقلا.
ونتيجة للوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب، وعدم توفر فرص عمل كافية، يزداد الإقبال على تقديم طلبات توظيف في قسم النفايات في بلدية نابلس، هذا ما أكده مراقب العمال في قسم الصحة في بلدية نابلس زياد أبو شاهين.
وقال: "هناك طلبات توظيف تقدم بها ممن يحملون شهادات جامعية عليا، هم بحاجة ماسة إلى العمل".
وتعاني نابلس كغيرها من المناطق الفلسطينية من البطالة، التي تكدر حياة شبابها حتى الخريجين منهم، وأفادت مديرة دائرة إحصاءات العمل في الجهاز المركزي للإحصاء سهى كنعان بأنه وحسب مسح القوى العاملة للربع الأول من عام 2011 الذي أجراه الجهاز، أن عدد العاطلين عن العمل في محافظة نابلس يقدرون بـ11,200، في حين بلغ عدد العاطلين من الخريجين الجامعيين وحملة شهادة الدبلوم المتوسط 4,200.
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025