عندما ينتزع "الصمود على الحلم" 11 دونما من أيدي المستوطنين
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
لما أبو هلال - منذ أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا في "أيار" الماضي بتفكيك 5 مساكن كان بناها المستوطنون الإسرائيليون بالقوة ( وبتواطؤ قوات الاحتلال ) في أراض تعود لعائلته وعائلات أخرى، لا يزال المواطن خالد ياسين من بلدة دورا القرع شمال رام الله في انتظار أن يتحول القرار إلى واقع ملموس يسمح له بدخول الأرض و زراعتها من جديد؛ على الأقل لأجل أن تطمئن روح أمه في التراب، ذلك أن الأخيرة وافاها الموت وهي مؤرقة بسبب سرقة المستوطنين "أرضا كانت ألفتها كأم" ...
استعادة الأرض المملوكة لعائلة ياسين بعد إقامة المستوطنين 5 مساكن عليها و على أراض مجاورة ( في حي تابع لمستوطنة "بيت إيل" أطلق عليه إسم "أولبانا" ) تعكس قصة تحدي جديرة بالإنتباه، سيما وأن اثنين من المواطنين كانا استشهدا على أيدي المستوطنين بالمنطقة ( المواطنان خير عبد الحفيظ قاسم – قتل في 13 آب 1996 وعلي حمدان الذي استشهد في17 أيار عام 2002 بعد اختطافه )، حيث لفت المواطن ياسين إلى أن محاولات ثنيه عن متابعة الوسائل القانونية لإسترداد الأرض، شملت تعريض العائلة لصنوف من الإغراءات و التهديدات، بما في ذلك محاولة النيل من سمعة نجله الأكبر (...) .
مقابل "فض يديه طوعا" والتوقف عن متابعة الوسائل القانونية لاستعادة أرض العائلة التي سلبت قبل 16 عاما، قال المواطن خالد ياسين أن المستوطنين الذين وضعوا أيديهم على حقول العائلة المزروعة بالتين و اللوز و الزيتون.. وحيث عاشت والدته "محبوبة" أجمل أيامها – مقابل ذلك عرض عليه تأمين سفره و عائلته إلى الولايات المتحدة و توفير منزل لإقامتها هناك.. وأيضا عرض مبلغ 16 مليون شيكل كثمن للأرض، لافتا إلى أن فشل تلك الإغراءات قادهم إلى وسائل أخرى، بينها إضرام النار في سيارته قبل موعد انعقاد المحكمة المكلفة بالنظر في القضية؛ لمنعه من الوصول إليها و .. كتابة شعارات تهديدية على جدار قبالة المنزل، و في وقت لاحق، إضرامهم النار بالطابق العلوي من المنزل حيث يقيم و أسرته ( في بلدته دورا القرع ) ثم محاولتهم تشويه سمعة نجله الأكبر.
حتى هذه الأيام، لاتزال أسرة المواطن ياسين قيد المعاناة جراء إعتداءات المستوطنين التي استهدفت ثنية عن متابعة "مهمته" المتمثلة في تمكين العائلة من العودة على أرضها، ليس فقط باعتبار ذلك "واجب مقدس"، بل وأيضا لأن والدته قضت و هي تحلم بيوم كهذا ، مشيرا إلى من بين المصاعب التي تحياها العائلة، الإنهيارات العصبية التي تنتاب زوجته جراء اندلاع النيران بالمنزل و الهواجس المخيفة التي تحاصر طفلته الصغيرة في الليل و النهار .
بدء المستوطنين بالرحيل من المساكن الخمسة التي بنوها في الأرض المملوكة لعائلة المواطن ياسين ، تنفيذا للقرار الذي تمكن من انتزاعه من المحكمة العليا الإسرائيلية العليا في "أيار" الماضي، أشعره بمعنى "الصمود على الحلم"، باعتباره يوازي أو يتفوق، أحيانا، على الصمود في الجغرافيا، موضحا أن مثابرته في ملاحقة قضية عادلة لاستعادة 11 دونما تملكها العائلة ( منذ بدأ المستوطنون في تجريفها عام 2006 ) لم تذهب سدى.
تجدر الإشارة إلى أن المواطن ياسين كان نجح و مواطنان آخران في تثبيت ملكيتهم للأراضي حيث أقيم حي "أولبانا" الإستيطاني، هما عبد الرحمن قاسم (تملك عائلته نحو 14 دونما ) و حربي حسن ( تمكلك عائلته نحو 30 دونما ونصف الدونم ).