الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

الطائرة من دون طيار تدق "جرس إنذار" لإسرائيل وتثير أسئلة عن جاهزية سلاح الجو وكيفية الرد عليها

صورة عرضها الجيش الاسرائيلي لاسقاط الطائرة من دون طيار

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
الى جانب تباهي سلاح الجو الإسرائيلي بنجاحه في اعتراض الطائرة بلا طيار التي اخترقت أجواء إسرائيل أول من أمس ويرجّح إسرائيلياً أنها إيرانية الصنع، أقرّت أوساط أمنية بأن هذا الاختراق يعتبر "جرس إنذار" لما قد يأتي في المستقبل، خصوصاً في حال اندلاع حرب مع إيران أو "حزب الله"، كما أنه يستدعي الكثير من الاستفسارات عن جاهزية سلاح الجو الإسرائيلي، خصوصاً بعد أن تبين أن الطائرة "التي خرجت من لبنان، كما يبدو، حلّقت في سماء البحر ثلاث ساعات حتى اقتربت من شاطئ غزة وتم إسقاطها في منطقة الخليل (جنوب فلسطين)، من دون أن تثير ريبة لدى سلاح الجو الإسرائيلي".
وأفادت تقارير صحافية أن الجيش الإسرائيلي منكبّ منذ يومين على التحقيق في حادث اختراق الطائرة الأجواء الإسرائيلية في ظل قلق متعاظم لدى المؤسسة الأمنية من "طائرات بلا طيار انتحارية إيرانية الصنع قد تصل إلى يد حزب الله وترسَل لتتفجر فوق أهداف إسرائيلية عسكرية واستراتيجية حساسة، خصوصاً في حال حلقت على ارتفاع منخفض"، كما يقول ضابط احتياط كبير في سلاح الدفاع الجوي لموقع "ولاّ". وأضاف: "يجب فحص من أنزل عينيه عن شاشات أجهزة الرادار"، معتبراً أن نجاح الطائرة في اختراق أجواء إسرائيل من الشمال إلى الجنوب من دون رصده "يكشف موطن الضعف والتهديد المتعاظم".
وأضافت التقارير أن ما حصل يطرح أسئلة صعبة عن أداء منظومات المراقبة والرصد في الجيش، علماً أن منظومة الدفاع الجوي كانت تمتلك حتى عام 2005 جهاز رادار أميركياً نقالاً استُخدم لرصد أهداف تكتيكية في الجو مثل طائرات خفيفة تقترب من الحدود، لكن تم وقف استعماله بداعي غياب موازنة وبعد أن رأى الجيش أن خطر اختراق طائرات بلا طيار حدود إسرائيل ليس في أولويات سلاح الجو.
وتابعت التقارير أن المؤسسة الأمنية تدرس كيفية التعامل مع تسلل هذا النوع من الطائرات وإدخال شبكات إنذار مبكر تعزز قدرة رصد صواريخ وطائرات على ارتفاع منخفض، متوقعة أن الحرب المقبلة ستشهد محاولات إرسال سورية وإيران طائرات بلا طيار في عمليات انتحارية، وهذا تهديد معنوي لإسرائيل.
ويشمل التحقيق العسكري في الحادث فحص ما إذا كانت الطائرة متجهة حقاً نحو المفاعل النووي في ديمونه أم أن إرسالها لم يكن سوى اختبار لاحتمال استعمال طائرات في المستقبل من دون طيار لضرب أهداف استراتيجية إسرائيلية. لكن الترجيح السائد هو أن مهمة الطائرة انحصرت في جمع المعلومات الاستخبارية وفحص الرد الإسرائيلي.
وطبقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية التي استقت معلوماتها من الجيش، فإن الطائرة بلا طيار حلقت مدة 20 دقيقة في سماء إسرائيل قبل تفجيرها، وأنه خلال هذه الفترة لاحقتها مقاتلات إسرائيلية بينما واصلت قواعد الدفاعات الأرضية رصد تحركها.
وتبرر أوساط عسكرية التأخير في اعتراض الطائرة باقترابها من مواقع سكنية، وأنه بعد أن تأكد تشخيص الطائرة تقرر الانتظار حتى تصل فوق مناطق مفتوحة لتفجيرها من دون أن تصيب أحداً. وأضافت وسائل إعلام أن إسرائيل أرادت تفجير الطائرة فوق أراضيها وليس فوق قطاع غزة كي تتمكن من جمع شظاياها لفحص نوعيتها. وبحسب التقارير الأولية، فإن قوة انفجار الطائرة لم تشر إلى أنها كانت تحمل مواد تفجير، وأن مهمتها الرئيسة كانت جمع معلومات استخباراتية عن مواقع إسرائيلية لاستهدافها في المستقبل، وفحص يقظة منظومة الدفاع الجوي. واستبعدت أن تكون الطائرة نجحت في التقاط صور قبل تفجيرها.
وكتب المعلق العسكري في "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان أن اختراق الطائرة هو "إشارة من الجو بوجوب الحذر"، وقال إن النجاح في اعتراض الطائرة لا ينفي حقيقة أنها اقتربت مسافة 30 كيلومتراً من المفاعل النووي في ديمونه. وأضاف أن إسرائيل تلقت رسالة من إيران تحذرها فيها بأنها هي أيضاً قادرة على التحليق في سماء إسرائيل والتصوير والوصول إلى المواقع الأكثر حساسية، و"لذا لا يجدر بكم التحرش بنا". وتابع أن هذه الحادثة تستدعي تساؤلات كثيرة توجَّه إلى سلاح الجو ومنظوماته الدفاعية "وهي بلا شك تشكل علامة فارقة أمنية مهمة. إيران بعثت إلينا برسالة عبر لبنان تقول فيها: ليس فقط صواريخ وقذائف صاروخية ستصلكم، إنما أيضاً طائرات غير مأهولة محمّلة بالمواد التفجيرية".
وقال مصدر في جهاز الأمن الإسرائيلي للصحيفة: "إسرائيل تدرك القدرات التكنولوجية لإيران وحزب الله، والنقاش الدائر في إسرائيل حالياً هو كيفية التعامل مع تسلل هذا النوع من الطائرات".
 من جهته وتحت عنوان " حرب قائمة في الفضاء الالكتروني. من يكسب ساحات المعركة القادمة؟" كتب الباحث الفلسطيني اليف صباغ يقول : الطائرة التي طيرت عقول الاسرائيليين .
وفي مقالته قال : يبدو ان الطائرة بدون طيار التي حلقت فوق ديمونة امس الاول ومن ثم اسقطتاها طائرتان حربيتان اسرائيليتان f16 ما تزال تقلق القيادة الاسرائيلية الى حد الجنون. اقول الجنون لان المعني يكتشف بين ليلة وضحاها وبسبب فضيحة صغيرة انه ليس عظيما بل يعاني من جنون العظمة فقط، وهذا ما يقلق قادة اسرائيل، ويجعل المواطن الاسرائيلي اليهودي يستصغر نفسه في المرآة ، فتصوروا لو كانت هذه الطائرة مع طيار او محملة بالاسلحة. ربما يكون هذه هي العبرة التي رددها العديد من قادة الحركة الصهيونية منذ حرب تشرين ولغاية اليوم مرورا بحرب تموز ومفادها ان انهيار القوة / الشعور بالعظمة الاسرائيلية في نظر الاسرائيليين اخطر على الوجود الاسرائيلي من اي شيء آخر.
ما يقلق الاسرائيليين بالتفاصيل، هو : اولا، كيف دخلت هذه الطائرة ؟ دون اكتشافها بواسطة السايفر الالكتروني (رادار يراقب الفضاء الالكتروني) الاسرائيلي في الجنوب وآخر الامريكي ومركزه في النقب. هل هي طائرة صديقة جاءت لتفحص مدى اليقظة الاسرائيلية كما يقول البعض؟ هنا تدخل الامور في نظرية المؤامرة فعلا. وثانيا، هل صورت الطائرة مواقع حساسة مثل مفاعل ديمونة ومضادات الصواريخ الامريكية والاسرائيلية في الجنوب؟ وهل استطاعت ان ترسل الصور الى القاعدة على الارض؟ وهل أُرسِلت الصور مباشرة الى القاعدة؟ اوهذا يعني ان القاعدة على اتصال مباشر وقريب من العين الالكترونية في الطائرة، وهذا لا يمكن ان يتم الا من غزة. اذن هل تمتلك جهة ما في غزة هذه الطائرات وما يرافقها من تكنولوجيا وخبراء؟ أم انها ارسلت بواسطة قمر اصطناعي؟ وهذا يعني ان المرسل يستخدم تكنولوجيا متطورة تقلق اسرائيل اكثر مما يقلقها السلاح المتطور، وهنا لا بد ان تكون ايران هي المرسل او حزب الله. واذا كان الامر كذلك فهل مرت الطائرة كل هذه المسافة فوق دول عربية تراقبها الاجهزة الالكترونية الامريكية دون ان يكتشفها أحد؟ وهذه بحد ذاتها مصيبة من وجهة النظر الاسرائيلية. اما اذا كان حزب الله هو المرسل للطائرة عن طريق البحر فهذا يعني ان حزب الله يحدد اهدافا كبرى وبوسائل تكنولوجية متطورة تعجز عنها دول صناعية كبرى وهذه ايضا مصيبة. يكبر القلق طالما ان مصدر ارسال الطائرة غير معروف، لانه يصعب على الخبراء الاسرائيليين، وقد تحطمت الطائرة بالكامل، تقدير ما قامت به هذه الطائرة وقدرات الجهة التي ارسلتها وما يمكن ان يترتب على ذلك من مفاجئات في حالة حرب قادمة. ومن يشعر بالعظمة لا يحب المفاجئات ابدا.
ما زالت اسرائيل تتكتم على الكثير من المعلومات فيما يخص الطائرة المذكورة، وتجاريها في ذلك وسائل الاعلام الكبرى مثل موقع هارتس، اكثرهم مجاراة، الذي نقل رواية الناطق باسم الجيش باختصار مشيرا ان الطائرة حلقت في سماء اسرائيل مدة ربع ساعة بينما قال موقع معاريف انها حلقت نصف ساعة قبل ان تسقطها الطائرات الحربية الاسرائيلية، وهذه فترة طويلة جدا بالمفهوم العسكري. بينما اضاف موقع ديبكا امقرب من مصادر مخابراتية معلومات اضافية منتقدا اداء سلاح الطيران والمراقبة بحدة، واعتبر الكاتب ان حقيقة دخول الطائرة في الاجواء الاسرائيلية وتحليقها لمدة نصف ساعة دون ان يستطيع خبراء السايفر الالكتروني الاسرائيلي والامريكي من اكتشافها وفشل الخبراء في التحكم بها وقدرة مرسليها على الهروب والمناورة، او الطائرات الحربية من اسقاطها ، يعني ان اسرائيل فشلت فشلا ذريعا في عملية الدفاع عن الفضاء الالكتروني، وهذا يعني انها غير مستعدة بعد لحرب اسرائيلية ومفاجئات محتملة من الطرف الآخر، بالرغم من صرف 10 مليارات شاقل في السنة الاخيرة على التدريبات والتزود بكل الوسائل اللازمة لخوض الحرب القادمة، تلك الحرب التي سيشكل فيها الفضاء الالكتروني ملعبا اساسيا اكثر من كل الحروب السابقة التي عرفها العالم حتى اليوم.
يبدو ان الفضاء الالكتروني تحول الى الشغل الشاغل لمن يبحث عن التفوق العسكري. لم تعد قوة الجيوش والعتاد العسكري المتطور واللوجستيكا العسكرية تكفي لتدخل الدول الى نادي الدول العظمى اقيليميا او عالميا. بل تحتاج في الاساس الى علوم وتكنولوجيا متطورة جدا وخبراء على افضل مستوى لانهم هم الذين يصنعون العظمة الحقيقية. اليس هذا ما يجعل اسرائيل تطمح لضرب مسيرة التطور التطنولوجي لايران؟


 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024