الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

كان مروان...- صالح مشارقة


كنت اراه في مكاتب رام الله وفي شوارعها دائما، يدخن على باب المقر القديم لنادي الاسير، وحيدا او على خصومة ما في اروقة التشريعي, او مبحوحا بين ثلاثة شبان واقفين على مدخل "الحركية العليا" قرب مسجد عبد الناصر.
طبعا زيه البرلماني الفاخر لم يتعد جاكيت جلد اسود واحدا على رجل قصير وبنطال قد تجد منه 30 الف نسخة في متاجر رام الله، وسيارة برلمانية مغبرة ومشحمة كانها خارجة من كراج للتو, وبقايا نوم لم يأت الى عينيه.
غير معطر وغير حليق، ورغم ذلك كانوا يجبرونه على الجلوس على رأس الطاولة.
مرة نادى عليّ الدكتور سمير فجأة: يلا تعال... عزت بدو يكرم كتاب وادباء من الجليل والناصرة. وهناك كانت الطاولة عامرة بالرؤوس والشوارب البيضاء. كتاب شيوعيون وعلمانيون ودروز ومسيحيون وهكذا....
كان يحترم الكتّاب الكبار "طه محمد علي وسالم جبران ومحمد علي طه واخرين... خاف مثلنا وجلس معنا على اخر الطاولة. وقبل تسليم التكريم قال الراحل عزت والدكتور سمير مازحين: الكلمة الان لقائدنا السياسي وضحكا، فانحنى كطفل وقال: معاذ الله معاذ الله... انتم اساتذتي.. انت المعلمون الاوائل والكبار.
اعتقدت انه مجبر وان عقله السياسي اليومي لن يضيف شيئا في حضرة الكتاب الكبار. وانتبهت بعد دقائق من كلمته على ابتسامات بيضاء واياد لم تعرف سوى الكتابة تصفق كأنها منذ سنين محرومة من ذلك. صفقوا له كحفيد ذكي او ابن بار عاد بعلامة عالية من المدرسة.
كان مروان...هكذا.
حسين البرغوثي كان يقول لي دائما: لا لا مروان مختلف يا صالح... مروان شيوعي ووطني ممتاز.
نتذكره اليوم وقد وقع السقف على رؤوس كثيرين يختنقون ويعدمون انفسهم بالقول: المرحلة ليست لنا. وان الحياد طريقنا الوحيد.
نتذكره وسط انكسارات كثيرة يتم التعتيم على ارتطاماتها، وبين مجاميع كثيرة تتذكر حنجرته التي لم يسكتها مرض الاوتار وقراره الذي لم ينتظر احدا وشبابه المنتفضين والجاهزين دوما لرفع السقف المنهار.
 
 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024