الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

السيدة زهدية عيسى ...ثمرة نجاح بنكهة انسانية

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
ديما علاونة- ترى ما لا يرى في بريق عينيها المتلائلتين دفئا وطيبة، فللوهلة الأولى تعتقد أنها ما عانت يوما في حياتها ولكن كلما أقحمت نفسك أكثر في حياتها الشخصية تكتشف مدى رضاها عن ذاتها وإيمانها المطلق بقضاء الله وقدره رغم كل ما اعترض طريق حياتها من عوائق .
هي زهدية عيسى في عقدها الأربعين من العمر من بلدة كفر ثلث الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة قلقيلية والتي عانت سنين طويلة في تربية أبناءها بعد أن فقدت زوجها وأصبحت بحكم مجتمعها أرملة وهي ابنة الثمانية عشر عاما وغيرها من مثيلات عمرها لا زلن يحلمن بشكل فستان الزفاف الأنسب لهن على حد قولها، ولكنها لقنت قسوة الزمان درسا اقسي، واستطاعت أن تبرهن أن للمرأة قدرات وطاقات جبارة تمكنها إن أرادت وأيقنت أن هناك أمل في الحياة من تحقيق ما تصبو إليه ومن تعويض الأبناء مصاب فقدهم لوالدهم وإحراز تقدما ونجاحا ليس على صعيد الحياة الأسرية فحسب بل وعلى صعيد الحياة المهنية أيضا.
تقول زهدية عيسى صاحبة مشغل الماسة للخياطة " الحمد لله على كل شيء فأنا والحمد لله استطعت أن اعتمد على ذاتي واطعم أبنائي من عرق جبيني فبعد وفاة والدهم أيقنت انه علي أن أفكر في المستقبل وليس في اليوم الذي أعيشه فحسب فعزمت على تنمية موهبتي الفنية في حب الخياطة والتصميم واحترفتها كمهنة تدر علي مصدر دخل استطيع ومن خلاله أن أوفر كل الاحتياجات الأساسية لعائلتي ولي، والحمد لله ها أنا اليوم أرى حلمي بفتح مشغل صغير للخياطة قد تحقق وتحول الى مشغل كبير لا تقتصر منفعته علي وعلى عائلتي فحسب بل يصل إلى كونه مصدر رزق لأكثر من 40 عائلة في البلدة."
وتشير عيسى بدورها إلى حسها الإنساني العالي الأمر الذي شهد له مختلف من قابلناهم من بلدتها ذاك الإحساس المرهف والعاطفة النابعة من قوة الإيمان والقرب من رب العباد والذي ودفعها بدورها إلى احتراف الإحساس بالفئات المهشمة وعلى مستوى قدرتها وفي إطار محيطها فقد سعت عيسى إلى محاولة دمج سيدات يعانين إعاقات مختلفة ضمن فريق عملها في مشغل الخياطة والمكون من قرابة الأربعين سيدة وتقول في هذا المجال" لدي حس إنساني عالي منذ صغري وارى انه على الجميع أن يراعى الفئات المهمشة في المجتمع لا لشيء ينقصها أو يعيقها وإنما لعدم حصولها على حقوقها كالبقية في مجتمعنا وغيره من المجتمعات فأنا أرى القدرات والطاقات الكامنة لديهم وهم بحاجة فقط الى فرصة يثبتون فيها أنفسهم وذاتهم وبما أنني املك هذه الفرصة قررت أن اتجه إليهم وامنحهم الفرصة ولعل مهنة الخياطة مهنة نسائية بالدرجة الأولى فقد جاءت معظم الحالات التي قمت باستقبالها في مشغلي من النساء
وتضيف مديرة مشغل الماسة للخياطة " الحمد لله فرغم مواجهتي صعوبة في التعامل مع العاملات من ذوات الإعاقة في المشغل وعددهن اربعة ومع وجود إعاقتين عقليتين إلا وإنني لم أيأس فقد عزمت على المتابعة والمواصلة في مساعدتهن على تحقيق ذاتهن ولعل تشجيعي لهن بكلمات بسيطة ركزت على جانب تعزيز ثقتهن بأنفسهن وثقة المحيطين بهن كانت خير وسيلة لمساعدتهن على تخطي وكسر حاجز العزلة الذي كن يعانينه كما وساهم في تغيير النظرة السلبية عن هذه الفئة من صورة الفتاة التي تعاني إعاقة عقلية أو غيرها أو الفتاة غير القادرة والعبء على أسرتها إلى فتيات قادرات ومنتجات في الوقت عينه."
وتشيد مشرفة برنامج التأهيل المجتمعي في منطقة كفر ثلث لطيفة الشلبي بالمجهود الكبير الذي بذلته السيدة زهدية عيسى في مساعدة النساء ذوات الإعاقة في بلدة كفر ثلث لافتة إلى التطور الجذري الذي حصل لهن قبل وبعد دمجهن في العمل خاصة وأنها من المتابعات لحالات الإعاقة منذ زمن حيث عبرت عن سعادتها برؤيتها عدد من الفتيات ذوات الإعاقات المختلفة من سمعية وحركية وذهنية يعملن جنبا الى جنب مع باقي الفتيات بالإضافة إلى حصولهن على دخل خاص بهن يكفل لهن تأمين مستقبلهن .
ومن جانبها ركزت امتنان أبو رويس مسؤولة وحدة الضغط والمناصرة في قلقيلية والتابعة لبرنامج التأهيل المجتمعي على أهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل كحق لهم دون منة من احد ومؤكدة على ذلك خلال استعراضها للمادة العاشرة من قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الفلسطيني رقم 4 للعام 1999 والتي تلزم المؤسسات الحكومية وغير الحكومية باستيعاب عدد من المعوقين لا يقل عن 5% من عدد العاملين بها يتناسب مع طبيعة العمل في تلك المؤسسات مع جعل أماكن العمل مناسبة لهم لافتة الى الجهد الذاتي والالتزام الأخلاقي الذي قامت به السيدة زهدية عيسى في دمجها لحالات الإعاقة في مشغلها الخاص .
وفي سياق متصل وجهت عاملة برنامج التأهيل المجتمعي التابع لكل من جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني داليا غرابة دعوة إلى جميع مؤسسات بلدة كفر ثلث الى الحذو حذو فكرة مشغل الماسة للخياطة في استقطاب الأشخاص ذوي الإعاقة واستغلال الطاقات الكامنة لديهم في أعمال يستطيعون من خلالها تفريغ طاقاتهم والإنتاج والحصول على مصدر دخل خاص بهم لافتة في ذات السياق إلى وجود ما يقارب 103 حالة إعاقة في بلدة كفر ثلث وفق أخر إحصائية قام بها برنامج التأهيل المجتمعي في البلدة الأمر الذي يشعر بحجم المشكلة والتي يجب التعامل معها بمنطق يكفل المصلحة للجميع.
وحول طبيعة عمل برنامج التأهيل المجتمعي في بلدة كفر ثلث أشاد السيد حسين الصيفي رئيس بلدية كفر ثلث بالأفاق الجديدة التي استطاع البرنامج فتحها بين البلدية من جهة والمجتمع المحلي من جهة أخرى والتي استطاعت البلدية ومن خلالها تغيير النظرة التقليدية للبلديات والمقتصرة على تقديم الماء والكهرباء إلى التطرق إلى الجانب الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية تجاه مواطنيها .
وأكد الصيفي على أهمية ورش العمل التي يعقدها البرنامج باستمرار والتي تناقش في الغالب موضوعة الإعاقة أسبابها وطرق الوقاية منها وكذلك مفهوم الدمج في مجالات عدة كالتعليم والعمل وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي كفلها لهم القانون منوها إلى الدور الذي استطاع البرنامج القيام به في إعادة استنهاض روح التطوع وإحياء قيمته والتي كادت أن تندثر بالإضافة إلى إعادة ثقة الشباب بأنفسهم من خلال شبكة المتطوعين التي استطاع البرنامج تكوينها في البلدة وبما يخدم البلدة ككل والجانب الاجتماعي بشكل خاص.
za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024