السمّاق البلدي لون وطعم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
حمزة الحطّاب
أخذت شجيرة السمّاق مكانها في أرض المزارع موسى أبو تركي، ونمت بين أشجار الزيتون ودوالي العنب، خرجت سيقانها من بين الصخور، معلنة وجودها المتواضع في الحقول المحلية، إذ تقتصر زراعتها على نحو 400 دونم في محافظة الخليل.
يقول أبو تركي: "شجيرة السماق لا تحتاج لكثير من العناية والاهتمام كباقي الأشجار، هي بحاجة فقط للتقليم حتى تتمكن الشمس من الدخول للثمار والأغصان، وتعتبر من التوابل، وتابعة في تقسيماتها للأشجار الحرجية أكثر منها للبستنة الشجرية، وشجيرة السماق تتكاثر لوحدها مثل النعناع".
تبدأ ثمرة السماق بالتشكل بعد أزهارها في نهاية شهر نيسان (أبريل)، وتتميز بزهورها الصفراء التي ما تلبث أن تتحول إلى عناقيد خضراء، تشبه إلى حد كبير قطوف العنب "الحصرم" وفي نهاية شهر أيلول (سبتمبر) تنضج مكتسبة لوناً بنياً.
يعتبر تصنيع السماق من أصعب مراحل إنتاجه، فعندما تتحول الثمار إلى اللون البني يتم قطفها، وبعد ذلك تتم عملية تنقيتها من الورق وتنشيفها تحت أشعة الشمس لمدة أسبوع، ثم تفرك الثمار في وعاء يسمى "الكربال"، وهو عبارة عن وعاء دائري يحيطه إطار خشبي، ويحتوي على شبك مثقوب توضع الثمار بداخله، حتى تفصل الأغصان عن الثمار نفسه، بعد ذلك يعاد تنشيفه لمدة أسبوع أخر، وينقى من جديد باستخدام "الغربال"، وهو وعاء يقوم بنفس عمل الكربال إلا أن شبكه أصغر وأدق، ويستخدم لفصل الزهور الصغيرة عن الثمار، وبذلك تكون ثمار السمّاق جاهزة للمرحلة الأخيرة وهي الطحن.
مديرية الزراعة في الخليل، أكدت أهمية قطاع زراعة وإنتاج السمّاق، كونه لا يحتاج إلى رعاية كباقي المزروعات، إضافة إلى وفرة إنتاجه وجدواه الاقتصادية.
تبين سحر الشعراوي، رئيسة قسم الإرشاد النباتي في مديرية زراعة الخليل، أن السماق ينمو بشكل كبير في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، وأن هذه النبتة تنمو على حواف الحقول، وفي الأراضي الجبلية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الصخور، وأن الدونم الواحد ينتج من 100_120 كيلو غرام من السمّاق في الموسم الواحد.
تضيف الشعراوي: "وزارة الزراعة تشجع زراعة السماق في إستراتيجيتها، وتعمل على زيادة المساحات المزروعة في السمّاق، لأنه محصول اقتصادي، حيث يباع الكيلو البلدي بما يقارب 40 شيكلا، وهو من المحاصيل التي لا تحتاج لعناية فائقة ولا تصيبه الأمراض، وفي المشاتل التابعة لمديرية الزراعة تتم سنوياً زراعة بذور السماق، وتوزيعها على المزارعين بشكل مجاني. نسعى جاهدين لزيادة رقعة الأراضي في المحافظة المزروعة بالسمّاق، وننصح بزراعته في الأراضي الجبلية."
استعمال السمّاق يكون حسب نوع الطعام، فيستخدم الحب غير مطحون منه في أكلات المحاشي، مثل محشي اللفت والباذنجان والخيار وغيره، أما المطحون فيستخدم مع البهارات في الدجاج والمشاوي والمسخن، وفي الدقة "الزعتر".
محلات العطارة والتوابل، تؤكد وجود أنواع مستوردة من السمّاق، مصدرها تركيا وسوريا، وتؤكد وجود سمّاق مغشوش يتم تصنيعه من نخال العدس المجروش وملح الليمون وملح الطعام، إضافة الى الأصباغ.
يقول الحاج محمود دنديس: "هناك نوعان من السمّاق البلدي، وهما السماق الدبوقي والسماق الجندلي. الجندلي لونه على بياض أكثر، بينما السماق الدبوقي لونه أحمر، ولكن السماق الجندلي أكثر حموضة ونكهته أفضل. هذه المعلومات لا يعرفها كثيرون، وتقتصر معرفتها على من يزرعون شجيرات السمّاق. نكهة السمّاق البلدي أفضل بكثير من السمّاق التركي أو السوري، لأن المستورد لونه أحمر ولا يحتوي على نكهة أو حموضة، ويتم غشه.
تتيح شجيرة السمّاق، فرصةً أخرى لأصحاب الأراضي الجبلية القريبة من نقاط التماس مع المستوطنات والجدار العازل لزراعتها وتعميرها، كونها تتكاثر بقدراتها الذاتية، ولا تحتاج إلى الرعاية، فتجذّرها يجذر ديمومة الفلسطيني على أرضه.
zaحمزة الحطّاب
أخذت شجيرة السمّاق مكانها في أرض المزارع موسى أبو تركي، ونمت بين أشجار الزيتون ودوالي العنب، خرجت سيقانها من بين الصخور، معلنة وجودها المتواضع في الحقول المحلية، إذ تقتصر زراعتها على نحو 400 دونم في محافظة الخليل.
يقول أبو تركي: "شجيرة السماق لا تحتاج لكثير من العناية والاهتمام كباقي الأشجار، هي بحاجة فقط للتقليم حتى تتمكن الشمس من الدخول للثمار والأغصان، وتعتبر من التوابل، وتابعة في تقسيماتها للأشجار الحرجية أكثر منها للبستنة الشجرية، وشجيرة السماق تتكاثر لوحدها مثل النعناع".
تبدأ ثمرة السماق بالتشكل بعد أزهارها في نهاية شهر نيسان (أبريل)، وتتميز بزهورها الصفراء التي ما تلبث أن تتحول إلى عناقيد خضراء، تشبه إلى حد كبير قطوف العنب "الحصرم" وفي نهاية شهر أيلول (سبتمبر) تنضج مكتسبة لوناً بنياً.
يعتبر تصنيع السماق من أصعب مراحل إنتاجه، فعندما تتحول الثمار إلى اللون البني يتم قطفها، وبعد ذلك تتم عملية تنقيتها من الورق وتنشيفها تحت أشعة الشمس لمدة أسبوع، ثم تفرك الثمار في وعاء يسمى "الكربال"، وهو عبارة عن وعاء دائري يحيطه إطار خشبي، ويحتوي على شبك مثقوب توضع الثمار بداخله، حتى تفصل الأغصان عن الثمار نفسه، بعد ذلك يعاد تنشيفه لمدة أسبوع أخر، وينقى من جديد باستخدام "الغربال"، وهو وعاء يقوم بنفس عمل الكربال إلا أن شبكه أصغر وأدق، ويستخدم لفصل الزهور الصغيرة عن الثمار، وبذلك تكون ثمار السمّاق جاهزة للمرحلة الأخيرة وهي الطحن.
مديرية الزراعة في الخليل، أكدت أهمية قطاع زراعة وإنتاج السمّاق، كونه لا يحتاج إلى رعاية كباقي المزروعات، إضافة إلى وفرة إنتاجه وجدواه الاقتصادية.
تبين سحر الشعراوي، رئيسة قسم الإرشاد النباتي في مديرية زراعة الخليل، أن السماق ينمو بشكل كبير في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، وأن هذه النبتة تنمو على حواف الحقول، وفي الأراضي الجبلية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الصخور، وأن الدونم الواحد ينتج من 100_120 كيلو غرام من السمّاق في الموسم الواحد.
تضيف الشعراوي: "وزارة الزراعة تشجع زراعة السماق في إستراتيجيتها، وتعمل على زيادة المساحات المزروعة في السمّاق، لأنه محصول اقتصادي، حيث يباع الكيلو البلدي بما يقارب 40 شيكلا، وهو من المحاصيل التي لا تحتاج لعناية فائقة ولا تصيبه الأمراض، وفي المشاتل التابعة لمديرية الزراعة تتم سنوياً زراعة بذور السماق، وتوزيعها على المزارعين بشكل مجاني. نسعى جاهدين لزيادة رقعة الأراضي في المحافظة المزروعة بالسمّاق، وننصح بزراعته في الأراضي الجبلية."
استعمال السمّاق يكون حسب نوع الطعام، فيستخدم الحب غير مطحون منه في أكلات المحاشي، مثل محشي اللفت والباذنجان والخيار وغيره، أما المطحون فيستخدم مع البهارات في الدجاج والمشاوي والمسخن، وفي الدقة "الزعتر".
محلات العطارة والتوابل، تؤكد وجود أنواع مستوردة من السمّاق، مصدرها تركيا وسوريا، وتؤكد وجود سمّاق مغشوش يتم تصنيعه من نخال العدس المجروش وملح الليمون وملح الطعام، إضافة الى الأصباغ.
يقول الحاج محمود دنديس: "هناك نوعان من السمّاق البلدي، وهما السماق الدبوقي والسماق الجندلي. الجندلي لونه على بياض أكثر، بينما السماق الدبوقي لونه أحمر، ولكن السماق الجندلي أكثر حموضة ونكهته أفضل. هذه المعلومات لا يعرفها كثيرون، وتقتصر معرفتها على من يزرعون شجيرات السمّاق. نكهة السمّاق البلدي أفضل بكثير من السمّاق التركي أو السوري، لأن المستورد لونه أحمر ولا يحتوي على نكهة أو حموضة، ويتم غشه.
تتيح شجيرة السمّاق، فرصةً أخرى لأصحاب الأراضي الجبلية القريبة من نقاط التماس مع المستوطنات والجدار العازل لزراعتها وتعميرها، كونها تتكاثر بقدراتها الذاتية، ولا تحتاج إلى الرعاية، فتجذّرها يجذر ديمومة الفلسطيني على أرضه.