في القدس...أطفال مشردون فوق خط القهر!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
من ابتسام اسكافي - بجوار احد اكشاك بيع القهوة والشاي في باب العامود في القدس، يمضي اطفال بعمر الورود ليلهم الطويل على قارعة الطريق بعد ان غادروا دفء الفراش وحنان الابوين وباتوا نهبا للمجهول.
انهم اطفال الشوارع الذين لايجدون لقمة عيش يسدون بها جوعهم يفترشون الارض ويلتحفون بالسماء، ينامون بجوار حاويات القمامة التي منها ايضا يلتقطون بعض زادهم.
الطفل "ر ن" (11) عاما يقول: خرجت من بيت اهلي انا وشقيقي الذي يكبرني باعوام وجئنا على "الكراج" لان والدي يضربني بشدة.. يضربني كل يوم أذا تكلمت يضربني وحين اعود من المدرسة يضربني، وعلى كل صغيرة وكبيرة يضربني.
واضاف: ناكل من الطعام الذي ناخذه من الباعة او العاملين في الكراج، وننام على سقف الكراج وفي الصباح ننزل إلى هنا.
"رن" الذي تشققت وجنتاه من حر الشمس، يرتدي ملابس رثة وسخة يتحدث بالم وهو يعض على شفتيه والدموع تومض من عينيه ويقول : اخاف ان اعود إلى المنزل فلا احد يريدنا هناك لا احد يسال عنا لا أبي ولا امي. اما شقيقه الاكبر فقال انه كان متفوقاً بدراسته، وانه حصل على معدل عالٍ في الثانوية العامة، ولكن الظروف في البيت لا تسمح له البقاء في البيت .
طاقم العمل علم ان بقية المجموعة قد اعتقلتها الشرطة ولم يتسن لهم معرفة بقية القصة، لكن الطاقم تمكن من مباغتة واحدة من مجموعات الاطفال المشردين حيث رصدت الكاميرا سبع اطفال تتراوح اعمارهم من 10إلى 16 عاماً ينامون بجوار بعضهم البعض، فوق فراش "فرشات اسفنج" متسخة تنبعث منها رائحته نتنة واحذية تتناثر في المكان بينما يغطون في نوم عميق.
حين استفاق احدهم بدا بالصراخ لا تصوروا لا تصورا.. حاولت الحديث معه لأعرف القصة لكنه هاجمنا بشراسة ورفض إعطاء معلومات، وانكر قيام الشرطة باعتقالهم وان الاعتقال يطال الذين يسرقون السيارات، ورداً على سؤال قال :أنا الزعيم وانا اقتل وآخذ نقود نحن نضرب ونعتدي ولا احد يعتدي علينا، انا الزعيم هنا.
و قال وهو يطلب منا الابتعاد وعدم التصوير :انا ليس لي ام ولا أب لقد نزلت من السماء، لقد وجدوني في الشارع.
وقال آخر قال اهلي لا يحضرون لنا الملابس او الطعام لقد خرجت من المدرسة وجئت إلى هنا اريد العيش هنا. نحن نعمل وننام ونعيش هنا.
اما "ا م " الذي انسحب من الموقع دون حديث، وكان بادياً عليه الخوف والندم والحرج، قال لا نستطيع استئجار بيت فنحن من الضفة لا أحد يقبل تاجيرنا بيت.
ابو ارميلة صاحب محل فلافل، في المنطقة وصف الاطفال بالمجموعات التي تخرب الكراج مشيرا الى ان اهلهم يعلمون بوجودهم وانهم يرسلونهم للعمل في القدس ويعرفون ما هي اوضاعهم واين ينامون، ونحن لا نستطيع تقديم المساعدة لهم، فمن الناحية القانونية ممنوع ايواء اطفال بدون اثباتات.
اما ابو رياض العامل في موقف الباصات فقد هوجم من قبل المجموعة ووقع بينه وبينهم شجار وقال، انهم يجبروننا على تنظيف الكراج من البول والبراز، واضاف في كل زاوية من الزوايا تنتشر الروائح الكريهة، ناتي في الصباح لنجد البراز موزع في كل مكان على الدرج ومدخل الحمامات ومكان وقوف الباصات ومغطى بكرتون، وحينها لا يكون امامنا سوى القيام بعمليات تنظيف، وهذا بات عملاً يومياً، واشار إلى وجوب التخلص منهم فهم آفة اجتماعية خاصة حين تكثر اعدادهم في رمضان.
اما ابو خليل، فقال: الكراج فالت للمشردين من امثال هؤلاء عليهم ان يعودوا إلى اهلهم، انهم لا يتركون مكاناً إلا ويعيثون فيه خرابا.
واضاف، بالنسبة للبلدية لا يهمها الامر، لا يهمهما ما يحصل انها لا تقوم بواجباتها وتترك الكراج كما هو، وفي هذا يكون الدور على الاوقاف لانها صاحبة الامر في هذا المكان.
وتبين لمراسلة دوت كوم ان غالبية الاطفال المشردين من بيت لحم، والشيوخ قضاء الخليل، ورام الله، وعناتا، ومخيم شعفاط، يهربون عبر الجدار او يدخلون عبر الحواجز، حيث اعمارهم تساعدهم على التسلل، ومعظمهم يعملون في جمع علب العصائر والزجاج الفارغ ويبيعونه ليعتاشوا منه.
ووفقاً لمعطيات اخرى، حصلنا عليها، من خلال موظف شؤون اجتماعية يعمل في القدس ومطلع على عمليات اعتقال هؤلاء الاطفال قال، ان اعدادهم كبيرة جداً خاصة القادمين من قضاء الخليل، وهؤلاء ناشطون في سرقة السيارات، فالطفل لا يتجاوز عمره 14 عاماً يفتح سيارة ويقودها بسرعة ليرسلها إلى تجار السيارات "للتقطيع" فتقوم الشرطة بمتابعة الامر فاما تعتقله واما يعود غيره ليكرر نفس العمل عبر سيارة أخرى وهكذا، ومنهم من يسرق من المحلات، ومنهم من يعمل في مهن مهينة بين السيارات وفي جمع القمامة من الشارع، او التسول، أو في اعمال قذرة..ومنهم من يتم استغلالهم في تجارة المخدرات، وهؤلاء تخصص لهم الحكومة الاسرائيلية محققين خاصين في المسكوبية لإعتقالهم بين الحين والاخر كما تخصص لهم محققين ليحققوا معهم بعد اعتقالهم وهنا مكمن الخطورة من الناحية الامنية.
وقال اخصائيون اجتماعيون ان ظاهرة أطفال الشوارع مثل أي ظاهرة اجتماعية تنشأ بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع وتعتبر الاكثر حساسية وانفضاحاً حين تزداد الظاهرة لاسباب اخرى من بينها الاسباب السياسية المرتبطة بالاحتلال والفصل العنصري الذي يلقي بظلاله ونتائجه على العائلات الفقيرة لتلقي باطفالها إلى مهاوي الذل والرذيلة والجريمة بكافة انواعها وأصنافها بحثاً عن الحرية او لقمة العيش او لاسباب ذاتية وراثية قد يكون من بينها صفة التمرد او الانفلات.
وقالوا : ان ظاهرة اطفال الشوارع في المناطق الفلسطينية المحتلة أهمها منطقة القدس تتداخل مع غيرها من الظواهر التي تعرضهم للخطورة من حيث تداخل الممارسات التي يقومون فيها او تقوم فيها البيئة المحيطة واهمها الأسرة، حيث يتعرضون لمثل هذه الظروف لاسباب وظروف ليس لهم ذنب فيها، من ذلك دخول هؤلاء الاطفال إلى عالم المخدرات والجريمة وظواهر اخرى كالدعارة والسرقة والتسرب من البيوت والمدارس، وارتباط ذلك بالفقر والبطالة والجهل والتفكك الاسري وتدهور النظام القيمي كما التعليمي وتضاف اليها محدودية شبكة الامان الاجتماعي. التي اساسها الاهل وتحديداً الاب والام الذين يتحملون الجزء الاكبر من المسؤولية عن تشريد وتشرد هؤلاء الاطفال فلذة اكبادهم، والاحزاب السياسية التي تراجعت بدورها في التنشئة والتعبئة.
وتساءل الاخصائيون الاجتماعيون عن دور المؤسسات التي تنشط في القدس كما في الضفة الغربية وتنادي بحقوق الطفل وحق الاسرة في حياة كريمة وقالوا فاين تلك المؤسسات من هؤلاء المشردين؟ اين تلك المؤسسات النشاطة عبر المؤتمرات والندوات التي نشاهدها عبر كافة وسائل الاعلام .
عن القدس
zaمن ابتسام اسكافي - بجوار احد اكشاك بيع القهوة والشاي في باب العامود في القدس، يمضي اطفال بعمر الورود ليلهم الطويل على قارعة الطريق بعد ان غادروا دفء الفراش وحنان الابوين وباتوا نهبا للمجهول.
انهم اطفال الشوارع الذين لايجدون لقمة عيش يسدون بها جوعهم يفترشون الارض ويلتحفون بالسماء، ينامون بجوار حاويات القمامة التي منها ايضا يلتقطون بعض زادهم.
الطفل "ر ن" (11) عاما يقول: خرجت من بيت اهلي انا وشقيقي الذي يكبرني باعوام وجئنا على "الكراج" لان والدي يضربني بشدة.. يضربني كل يوم أذا تكلمت يضربني وحين اعود من المدرسة يضربني، وعلى كل صغيرة وكبيرة يضربني.
واضاف: ناكل من الطعام الذي ناخذه من الباعة او العاملين في الكراج، وننام على سقف الكراج وفي الصباح ننزل إلى هنا.
"رن" الذي تشققت وجنتاه من حر الشمس، يرتدي ملابس رثة وسخة يتحدث بالم وهو يعض على شفتيه والدموع تومض من عينيه ويقول : اخاف ان اعود إلى المنزل فلا احد يريدنا هناك لا احد يسال عنا لا أبي ولا امي. اما شقيقه الاكبر فقال انه كان متفوقاً بدراسته، وانه حصل على معدل عالٍ في الثانوية العامة، ولكن الظروف في البيت لا تسمح له البقاء في البيت .
طاقم العمل علم ان بقية المجموعة قد اعتقلتها الشرطة ولم يتسن لهم معرفة بقية القصة، لكن الطاقم تمكن من مباغتة واحدة من مجموعات الاطفال المشردين حيث رصدت الكاميرا سبع اطفال تتراوح اعمارهم من 10إلى 16 عاماً ينامون بجوار بعضهم البعض، فوق فراش "فرشات اسفنج" متسخة تنبعث منها رائحته نتنة واحذية تتناثر في المكان بينما يغطون في نوم عميق.
حين استفاق احدهم بدا بالصراخ لا تصوروا لا تصورا.. حاولت الحديث معه لأعرف القصة لكنه هاجمنا بشراسة ورفض إعطاء معلومات، وانكر قيام الشرطة باعتقالهم وان الاعتقال يطال الذين يسرقون السيارات، ورداً على سؤال قال :أنا الزعيم وانا اقتل وآخذ نقود نحن نضرب ونعتدي ولا احد يعتدي علينا، انا الزعيم هنا.
و قال وهو يطلب منا الابتعاد وعدم التصوير :انا ليس لي ام ولا أب لقد نزلت من السماء، لقد وجدوني في الشارع.
وقال آخر قال اهلي لا يحضرون لنا الملابس او الطعام لقد خرجت من المدرسة وجئت إلى هنا اريد العيش هنا. نحن نعمل وننام ونعيش هنا.
اما "ا م " الذي انسحب من الموقع دون حديث، وكان بادياً عليه الخوف والندم والحرج، قال لا نستطيع استئجار بيت فنحن من الضفة لا أحد يقبل تاجيرنا بيت.
ابو ارميلة صاحب محل فلافل، في المنطقة وصف الاطفال بالمجموعات التي تخرب الكراج مشيرا الى ان اهلهم يعلمون بوجودهم وانهم يرسلونهم للعمل في القدس ويعرفون ما هي اوضاعهم واين ينامون، ونحن لا نستطيع تقديم المساعدة لهم، فمن الناحية القانونية ممنوع ايواء اطفال بدون اثباتات.
اما ابو رياض العامل في موقف الباصات فقد هوجم من قبل المجموعة ووقع بينه وبينهم شجار وقال، انهم يجبروننا على تنظيف الكراج من البول والبراز، واضاف في كل زاوية من الزوايا تنتشر الروائح الكريهة، ناتي في الصباح لنجد البراز موزع في كل مكان على الدرج ومدخل الحمامات ومكان وقوف الباصات ومغطى بكرتون، وحينها لا يكون امامنا سوى القيام بعمليات تنظيف، وهذا بات عملاً يومياً، واشار إلى وجوب التخلص منهم فهم آفة اجتماعية خاصة حين تكثر اعدادهم في رمضان.
اما ابو خليل، فقال: الكراج فالت للمشردين من امثال هؤلاء عليهم ان يعودوا إلى اهلهم، انهم لا يتركون مكاناً إلا ويعيثون فيه خرابا.
واضاف، بالنسبة للبلدية لا يهمها الامر، لا يهمهما ما يحصل انها لا تقوم بواجباتها وتترك الكراج كما هو، وفي هذا يكون الدور على الاوقاف لانها صاحبة الامر في هذا المكان.
وتبين لمراسلة دوت كوم ان غالبية الاطفال المشردين من بيت لحم، والشيوخ قضاء الخليل، ورام الله، وعناتا، ومخيم شعفاط، يهربون عبر الجدار او يدخلون عبر الحواجز، حيث اعمارهم تساعدهم على التسلل، ومعظمهم يعملون في جمع علب العصائر والزجاج الفارغ ويبيعونه ليعتاشوا منه.
ووفقاً لمعطيات اخرى، حصلنا عليها، من خلال موظف شؤون اجتماعية يعمل في القدس ومطلع على عمليات اعتقال هؤلاء الاطفال قال، ان اعدادهم كبيرة جداً خاصة القادمين من قضاء الخليل، وهؤلاء ناشطون في سرقة السيارات، فالطفل لا يتجاوز عمره 14 عاماً يفتح سيارة ويقودها بسرعة ليرسلها إلى تجار السيارات "للتقطيع" فتقوم الشرطة بمتابعة الامر فاما تعتقله واما يعود غيره ليكرر نفس العمل عبر سيارة أخرى وهكذا، ومنهم من يسرق من المحلات، ومنهم من يعمل في مهن مهينة بين السيارات وفي جمع القمامة من الشارع، او التسول، أو في اعمال قذرة..ومنهم من يتم استغلالهم في تجارة المخدرات، وهؤلاء تخصص لهم الحكومة الاسرائيلية محققين خاصين في المسكوبية لإعتقالهم بين الحين والاخر كما تخصص لهم محققين ليحققوا معهم بعد اعتقالهم وهنا مكمن الخطورة من الناحية الامنية.
وقال اخصائيون اجتماعيون ان ظاهرة أطفال الشوارع مثل أي ظاهرة اجتماعية تنشأ بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع وتعتبر الاكثر حساسية وانفضاحاً حين تزداد الظاهرة لاسباب اخرى من بينها الاسباب السياسية المرتبطة بالاحتلال والفصل العنصري الذي يلقي بظلاله ونتائجه على العائلات الفقيرة لتلقي باطفالها إلى مهاوي الذل والرذيلة والجريمة بكافة انواعها وأصنافها بحثاً عن الحرية او لقمة العيش او لاسباب ذاتية وراثية قد يكون من بينها صفة التمرد او الانفلات.
وقالوا : ان ظاهرة اطفال الشوارع في المناطق الفلسطينية المحتلة أهمها منطقة القدس تتداخل مع غيرها من الظواهر التي تعرضهم للخطورة من حيث تداخل الممارسات التي يقومون فيها او تقوم فيها البيئة المحيطة واهمها الأسرة، حيث يتعرضون لمثل هذه الظروف لاسباب وظروف ليس لهم ذنب فيها، من ذلك دخول هؤلاء الاطفال إلى عالم المخدرات والجريمة وظواهر اخرى كالدعارة والسرقة والتسرب من البيوت والمدارس، وارتباط ذلك بالفقر والبطالة والجهل والتفكك الاسري وتدهور النظام القيمي كما التعليمي وتضاف اليها محدودية شبكة الامان الاجتماعي. التي اساسها الاهل وتحديداً الاب والام الذين يتحملون الجزء الاكبر من المسؤولية عن تشريد وتشرد هؤلاء الاطفال فلذة اكبادهم، والاحزاب السياسية التي تراجعت بدورها في التنشئة والتعبئة.
وتساءل الاخصائيون الاجتماعيون عن دور المؤسسات التي تنشط في القدس كما في الضفة الغربية وتنادي بحقوق الطفل وحق الاسرة في حياة كريمة وقالوا فاين تلك المؤسسات من هؤلاء المشردين؟ اين تلك المؤسسات النشاطة عبر المؤتمرات والندوات التي نشاهدها عبر كافة وسائل الاعلام .
عن القدس