أهل "الخان الأحمر" يحلمون بالماء والكهرباء و.. يصارعون لأجل البقاء !
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد أبو الريش - ثمة أحلام تكون بدرجة من التواضع، بحيث تتحول، أحيانا، إلى أمنيات فرصتها في التحقق بالدرجة ذاتها، كما لو أن أصحابها يحلمون بـ"الجنّة"...
هكذا حاول البدوي الفلسطيني "أبو خميس" الجهالين المقاربة ما بين الأحلام المتواضعة التي تعبشها عائلته و عشرات العائلات البدوية الأخرى في منطقة "الخان الأحمر" شرقي القدس و.. الانتظارات المضنية للوعود التي أغدقت لتحقيقها من قبل مسؤولين في المؤسسات الفلسطينية المختصة ، حيث يؤكد الرجل: زارنا العشرات من المسؤولين وأمطروا وعودا، لكننا لا نزال ننتطر إنشاء عيادة طبية و قرطاسية مدرسية لأطفال المدرسة، وأيضا، كما يقول، تزويدنا بالكهرباء من مولد يبعد فقط كيلو متر واحد .
"أبو خميس" الذي يقيم و عائلته في مسكن من صفيح و خيش على مقربة من الطريق الواصلة ما بين القدس و أريحا، كما عائلات كثيرة موزعة على 5 تجمعات بدوية يصل تعداد المقيمين فيها نحو 1600 موطنا، يعلم أولاده في "مدرسة" بنيت من الطين و إطارات السيارات المستهلكة ، وهي مدرسة تتعرض
لاعتداءات متكررة من جانب نزلاء مستوطنة "كفار أدوميم" الإسرائيلية المقامة في المنطقة، فيما يواجه مثل غيره سيلا من إخطارات الهدم و الإخلاء التي تصدرها "الإدارة المدنية" الإسرائيلية بهدف إجباره و العائلات المستهدفة على الرحيل ؛ كخطوة ضرورية للإستيلاء بصورة نهائية على الأراضي بالمنطقة لصالح المستوطنات المقامة حولها .
عائلة المواطن "أبو خميس" التي تنحدر أصولها من مدينة بئر السبع وراء "الخط الأخضر" و العائلات الأخرى التي تعيش الضنك تحت وطأة العطش و لظى الشمس الحارقة صيفا، لم تجرب "التمتع" باستخدام الكهرباء، وهي تتزود بالمياة و العائلات الأخرى من فتحة صغيرة بخط المياه الواصل إلى "كفار أدوميم"، وهي فتحة مزودة بعداد لإحصاء كمية المياه المستهلكة، بالرغم من أن معدل المياه المتدفق منها يكفي، أو يكاد، أسرة من 7 أشخاص، مشيرا إلى أن سلطات الإحتلال سمحي بالفتحة كـ"تنازل" مقابل عدم إقدام المواطنين بفعل العطش على إحداث ثقوب في خط المياه !
منذ ٢٠ عاما و "أبو خميس" يواصل "معاركه" للدفاع عن حقوق التجمعات البدوية في منطقة الخان الاحمر، سواء من خلال "الزيارات المكوكية" للمؤسسات الحقوقية للحيلولة دون قيام الإحتلال بتهجيرهم، أو في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتنوعة التي ترمي إلى ذلك، بينها ( الانتهاكات )
الإعلان عن كل الأراضي على جانبي الطريق من القدس إلى أريحا كـ"مناطق عسكرية مغلقة" ، و الإهمال المتعمد في تنظيفها من مخلفات التدريبات التي يجريها جيش الاحتلال ؛ ما أدى – مثلا - إلى
انفجار "جسم مشبوه" تسبب في بتر الساق اليمنى لأحد الفتية و فقدان البصر بإحدى عينيه .
الشاب احمد الجهالين، كما "أبو خمس"، لم يخفيا غضبهما مما يعتبرانه "إهمالا " من جانب المؤسسات الفلسطينية المسؤولة ، مؤكدين ضرورة إنشاء عيادة طبية تنقذ أطفالهم "في حالات الطواريء"، و الإسراع في "المشروع الموعود" لتوليد الكهرباء من الطاقه الشمسية ( قيل أن المعدات اللازمة للشروع في تنفيذه موجودة في مدينة أريحا ) و أيضا المساندة في مواجهة تهديدات قوات الاحتلال بهدم المدرسة التي بناها المواطنون من الطين و إطارات السيارات، وهي تهديدات تزامنت مع اعتداء للمستوطنين طال الأطفال الذين يتعلمون فيها و أجزاء منها بالهدم !