خربة لاسيفر.. "الكف يواجه المخرز"!
مشهد من الحياة في خربة لاسيفر بالخليل
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جويد التميمي.
تسجل عشرات العائلات المقيمة في المناطق والقرى والخرب المستهدفة جنوب الخليل منذ سنوات عديدة، فصولا خاصة في عملية المواجهة مع البرنامج الاستيطاني الإسرائيلي.
على الأرض الشاسعة هناك، جنوب وشرق بلدة يطا، يواجه رجال طاعنون في العمر والتجربة مع عائلاتهم، متسلحين بضلوع الصدر وجرأة القلب، قسوة المحاولات التي تستهدف إجبارهم على الرحيل من الأمكنة التي كونوا معها عشرة طويلة من "العيش والملح".
هناك حياة فلسطينية اعتادت على الالتصاق بالطبيعة إلى درجة التماهي، وخوفا من الاقتلاع وعشقا للأمكنة. للصمود هناك، حيث يواجه الكف المخرز، معنى مختلف، تستشرفه في التجربة اليومية للناس البسطاء الذين يزاولون عملا بطوليا دون ضجيج أو انتظار لإطراء.. فقط، لأن "العرف الاجتماعي" الذي كونته علاقة حميمية وخاصة مع الأرض، جعلت من المآثر اليومية التي يعيشونها أشبه بطقوس عبادة.
في خربة لاسيفر جنوب شرق يطا، وهي واحدة من بين أكثر من 30 قرية وخربة صغيرة تواجه المصير ذاته، يخلع الاحتلال كل الأقنعة، ويتبدى عاريا وبشعا: "إطلاق رصاص، وقتل، وتشريد، وهدم بيوت وكهوف وعرائش، وترك مئات العائلات في العراء"!!
عائلة أبو قبيطة واحدة من عائلات عديدة واجهت في الأيام الأخيرة "رزمة" من عمليات العنف والعربدة على يد "الجيران" من مستوطني مستوطنة "بيت يتير" الذين أقدموا بالتعاون مع قوات الاحتلال على هدم منشأة زراعية وحظيرة أغنام تتسع لأكثر من 220 رأس من الماشية، ودورة مياه وغرفة سكينة من الصفيح تؤوي 15 فردا، وقتل 3 رؤوس من الأغنام.
وهو يئن من هول فاجعته، قال محمود خليل أبو قبيطة (44 عاما) إن "قتل ماشيتنا وسرقتها ومنعنا من رعيها وتدمير بركساتنا ومنشآتنا الزراعية والاستيلاء على أراضينا لن يثنينا عن التمسك بأرضنا التي ورثناها من آبائنا وأجدادنا، وسنبقى صامدين فيها ولن نرحل ونتركها لهم".
وأضاف، "قبل شهرين تقريبا أبلغنا من قبل سلطات الاحتلال بعدم البناء في الخربة، فتقدمنا باعتراض لدى المحاكم الإسرائيلية التي لم تنصفنا يوما من الأيام فهم القاضي والجلاد".
وتابع، "أطفالنا الذين يرحلون مع كل صباح للدراسة في مدرسة منيزل المختلطة التي تبعد عن خربتنا ما يزيد عن 3 كيلو مترات يتعرضون للتفتيش من قبل قوات الاحتلال ويعتدي عليهم المستوطنون، فهي مسيرة عذاب يومية لا يفلت منها أحد، ما يضطرنا في كثير من الأحيان لمرافقتهم حتى يدخلوا إلى مدرستهم بأمان".
وأشار الشاب إسماعيل أبو قبيطة (25 عاما) إلى أن مستوطني "بيت يتير" حطموا عددا من مركباتهم وجراراتهم الزراعية قبل عدة أيام وسرقوا عددا من أغنامهم ومنعوهم من قطاف الزيتون والوصول إلى مزارعهم ومراعيهم.
ونوه إلى أن 70 مواطنا يقطنون في الخربة يملكون ما يزيد عن 500 رأس من الماشية، جميعهم يعانون من شح المياه بسبب هدم الاحتلال لعدد من آبارهم، والكهرباء تصلهم عبر مولدات تعمل بواسطة الطاقة الشمسية، يسعى الاحتلال لتدميرها لإرغامهم على الرحيل.
"الجيش بهدم والمستوطنين يطاردونا وإحنا ما إلنا غير الله.. الشكوى يا ابني لغير الله مذله وإحنا ما رح نترك أراضينا وما برحلني من خربتي إلا الموت"، قالت آمنة أبو قبيطة لـ"وفا" وأضافت "لن نرحل حتى ولو ذبحونا"!!
القائم بأعمال رئيس بلدية يطا أحمد عطية أكد أن الاحتلال ومستوطنيه يستهدفون خربة لاسيفر بشكل متعمد لترحيل سكانها الذين تعمل البلدية والسلطة الوطنية دائما لتعزيز صمودهم، مشددا على أن اعتداءات الاحتلال لن تزيدهم إلا قوة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية الهمجية، وقال "سنواصل تقديم الخيام والمياه لهم لأن تهجيرهم من خربتهم سيفتح باب تهجير مواطنينا من خرب أخرى يطمع الاحتلال في الاستيلاء على أراضيها لتوسيع مستوطناته المحيطة بها".
zaجويد التميمي.
تسجل عشرات العائلات المقيمة في المناطق والقرى والخرب المستهدفة جنوب الخليل منذ سنوات عديدة، فصولا خاصة في عملية المواجهة مع البرنامج الاستيطاني الإسرائيلي.
على الأرض الشاسعة هناك، جنوب وشرق بلدة يطا، يواجه رجال طاعنون في العمر والتجربة مع عائلاتهم، متسلحين بضلوع الصدر وجرأة القلب، قسوة المحاولات التي تستهدف إجبارهم على الرحيل من الأمكنة التي كونوا معها عشرة طويلة من "العيش والملح".
هناك حياة فلسطينية اعتادت على الالتصاق بالطبيعة إلى درجة التماهي، وخوفا من الاقتلاع وعشقا للأمكنة. للصمود هناك، حيث يواجه الكف المخرز، معنى مختلف، تستشرفه في التجربة اليومية للناس البسطاء الذين يزاولون عملا بطوليا دون ضجيج أو انتظار لإطراء.. فقط، لأن "العرف الاجتماعي" الذي كونته علاقة حميمية وخاصة مع الأرض، جعلت من المآثر اليومية التي يعيشونها أشبه بطقوس عبادة.
في خربة لاسيفر جنوب شرق يطا، وهي واحدة من بين أكثر من 30 قرية وخربة صغيرة تواجه المصير ذاته، يخلع الاحتلال كل الأقنعة، ويتبدى عاريا وبشعا: "إطلاق رصاص، وقتل، وتشريد، وهدم بيوت وكهوف وعرائش، وترك مئات العائلات في العراء"!!
عائلة أبو قبيطة واحدة من عائلات عديدة واجهت في الأيام الأخيرة "رزمة" من عمليات العنف والعربدة على يد "الجيران" من مستوطني مستوطنة "بيت يتير" الذين أقدموا بالتعاون مع قوات الاحتلال على هدم منشأة زراعية وحظيرة أغنام تتسع لأكثر من 220 رأس من الماشية، ودورة مياه وغرفة سكينة من الصفيح تؤوي 15 فردا، وقتل 3 رؤوس من الأغنام.
وهو يئن من هول فاجعته، قال محمود خليل أبو قبيطة (44 عاما) إن "قتل ماشيتنا وسرقتها ومنعنا من رعيها وتدمير بركساتنا ومنشآتنا الزراعية والاستيلاء على أراضينا لن يثنينا عن التمسك بأرضنا التي ورثناها من آبائنا وأجدادنا، وسنبقى صامدين فيها ولن نرحل ونتركها لهم".
وأضاف، "قبل شهرين تقريبا أبلغنا من قبل سلطات الاحتلال بعدم البناء في الخربة، فتقدمنا باعتراض لدى المحاكم الإسرائيلية التي لم تنصفنا يوما من الأيام فهم القاضي والجلاد".
وتابع، "أطفالنا الذين يرحلون مع كل صباح للدراسة في مدرسة منيزل المختلطة التي تبعد عن خربتنا ما يزيد عن 3 كيلو مترات يتعرضون للتفتيش من قبل قوات الاحتلال ويعتدي عليهم المستوطنون، فهي مسيرة عذاب يومية لا يفلت منها أحد، ما يضطرنا في كثير من الأحيان لمرافقتهم حتى يدخلوا إلى مدرستهم بأمان".
وأشار الشاب إسماعيل أبو قبيطة (25 عاما) إلى أن مستوطني "بيت يتير" حطموا عددا من مركباتهم وجراراتهم الزراعية قبل عدة أيام وسرقوا عددا من أغنامهم ومنعوهم من قطاف الزيتون والوصول إلى مزارعهم ومراعيهم.
ونوه إلى أن 70 مواطنا يقطنون في الخربة يملكون ما يزيد عن 500 رأس من الماشية، جميعهم يعانون من شح المياه بسبب هدم الاحتلال لعدد من آبارهم، والكهرباء تصلهم عبر مولدات تعمل بواسطة الطاقة الشمسية، يسعى الاحتلال لتدميرها لإرغامهم على الرحيل.
"الجيش بهدم والمستوطنين يطاردونا وإحنا ما إلنا غير الله.. الشكوى يا ابني لغير الله مذله وإحنا ما رح نترك أراضينا وما برحلني من خربتي إلا الموت"، قالت آمنة أبو قبيطة لـ"وفا" وأضافت "لن نرحل حتى ولو ذبحونا"!!
القائم بأعمال رئيس بلدية يطا أحمد عطية أكد أن الاحتلال ومستوطنيه يستهدفون خربة لاسيفر بشكل متعمد لترحيل سكانها الذين تعمل البلدية والسلطة الوطنية دائما لتعزيز صمودهم، مشددا على أن اعتداءات الاحتلال لن تزيدهم إلا قوة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية الهمجية، وقال "سنواصل تقديم الخيام والمياه لهم لأن تهجيرهم من خربتهم سيفتح باب تهجير مواطنينا من خرب أخرى يطمع الاحتلال في الاستيلاء على أراضيها لتوسيع مستوطناته المحيطة بها".