مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

الحجر الأسود القريب البعيد

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد أبو فياض
الظفر والفوز والنجاح في الوصول الى الحجر الأسود في الكعبة المشرفة في مكة المكرمة وتقبيله يتحقق بعد جهاد وجهد جهيد لشدة التزاحم في الطواف حوله من حجيج بيت الله العتيق من مشارق الأرض ومغاربها.
وفي المقابل يكتفي العاجزون ومن شق عليهم تحقيق هذا الشرف لصعوبة الوصول الى الحجر من الحجيج خاصة الشيوخ والنساء وصغار السن، بالإشارة إليه دون تقبيل.
وقد دلت على ذلك السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والحجر الأسود حجر لونه أسود مائل للحمرة موجود في الركن الجنوبي، يسار باب الكعبة المشرفة، وهو أشرف حجر على وجه الأرض، وهو أشرف أجزاء البيت الحرام، لذا شرع تقبيله واستلامه، ووضع الخد والجبهة عليه
وقال صلى الله عليه وسلم عنه "الحجر الأسود من حجارة الجنة"، "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم"، "إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب".
من الحجر الأسود يبدأ الطواف وينتهي، لذا يقال له الركن باعتبار وجوده في الركن الأهم من البيت الحرام وهو الركن الذي يبتدئ الطواف منه وهو الركن الشرقي.
وعندما تسأل رجل ابن عمر رضي الله عنهما عن استلام الحجر، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله، قال: قلت: أرأيت إن زحمت، أرأيت إن غلبت؟ قال: اجعل أرأيت باليمن، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله.
مرّ على الحجر الأسود حوادث كثيرة أولها ما ذكره ابن إسحاق أنه عندما أخرجت جرهم من مكة خرج عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي بغزالي الكعبة والحجر فدفنها في زمزم وانطلق، غير أنّ امرأة من خزاعة شاهدت عملية الدفن فأخبرت قومها فأعادوه إلى مكانه.
وفي الجاهلية كان خويلد أبو خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها واحداً من رجالات قريش الذين سجّل التاريخ لهم مآثر في مكّة المكرّمة من أعظمها مأثرة الدفاع عن الكعبة يوم هاجمها تبع، وأراد أن يحمل الحجر الأسود إلى اليمن لقد قاد خويلد جماعة من رجالات قريش ونازع تبعاً ليصدّه عن أخذ الحجر الأسود، ونقله من مكانه في الكعبة المكرّمة، فحال الله دون ما أراد تبع، ولم يقدر على ما أراد.
وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل مبعثه الشريف أصاب الكعبة حريق صدّعَ بنيانها، وأوهن حجارتها، فحارت قريش في أمرها، وترددوا في هدمها، حتى تقدم الوليد بن المغيرة فاقتلع أول حجر منها، وشارك النبي صلى الله عليه وسلم وهو شاب في نقل حجارتها مع الناقلين من بني هاشم، وهو الذي وضع الحجر الأسود في مكانه، فاستقر ببركة جهوده، بعد أن اختلف الناس واحتكموا إلى أول داخل للبيت، فكان هو صلى الله عليه وسلم أول داخل للكعبة، فاتفقوا على تحكيمه في قصة مشهورة ترويها كتب السيرة الشريفة.
ولم يعتر الحجر الأسود نقل أو تغييب من عهد قصي إلى بناء عبد الله بن الزبير وهو أول من ربط الحجر الأسود بالفضة عندما تصدع من الأحداث التي جرت عام (64 هـ) حيث احترقت الكعبة بسبب الحرب بين ابن الزبير الذي تحصَّن داخلها، وقائد يزيد - الحصين بن النمير- الذي رمى الكعبة بالمنجنيق، وتطايرت النار وأحرقتها، وتكررت الفعلة سنة (73 هـ) على يد الحَجّاج، ثم أضاف إليه الخليفة العباسي هارون الرشيد تنقيبه بالماس وأفرغ عليه الفضة.
ولعل أفظع ما مرّ على الحجر الأسود حادثة القرامطة الذين أخذوا الحجر وغيبوه 22 سنة، وردّ إلى موضعه سنة 339 هـ، فلقد غزى أبو طاهر القرمطي القطيف واحتلها واحتل مكة المكرمة وانتهب الحجر الأسود 317هـ وفي 318هـ تقريبا سن الحج إلى الجش بالأحساء بوضع الحجر الأسود في بيت كبير في قرية الجش وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان، ولكن الأهالي رفضوا تلك الأوامر، فقتل القرامطة أناساً كثيرين من أهل القطيف ولا زالت بعض آثار ذلك البناء باقية وهي عين الجعبة ( الكعبة) وفي ذلك يقول شاعرها المعاصر:
ولو لم تكن من رياض الخلود لما زارها الحجر الأسود.
ويقال أن أبا طاهر نقل الحجر الأسود إلى الكوفة خلال عام 330 هـ ولكنه أعيد ثانية إلى الإحساء.
والكعبة المشرفة في وضعها الحالي لها أربعة أركان: ركن الحجر الأسود، والركن الشمالي، والركن الغربي، والركن اليماني، وهو ما يمر عليه الطائف قبل مروره بالحجر الأسود. وسمي يمانيا لأنه في جهة اليمن.
وجاء في فضل مسحه واستلامه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاً". رواه أحمد عن ابن عمر، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
أما الحجر الأسود فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نزل من الجنة، وذلك فيما رواه الترمذي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضاً من اللبن، فسودته خطايا بني آدم".
وجاء في فضل استلامه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "والله ليبعثنه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق". رواه الترمذي عن ابن عباس، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
والمشروع استلامه وتقبيله، فإن شق ذلك استلمه بيده، وقبل يده، وإلا أشار إليه دون تقبيل. وقد دلت على ذلك السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ففي الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك".
وروى مسلم عن نافع قال: رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده، ثم قبل يده وقال: "ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله".
وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعير، كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده وكبر".
ولا يشرع استلام الركن الشمالي، ولا الغربي، لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى الشيخان من حديث ابن عمر أنه كان يقتصر على مسح الركنين: اليماني، والذي فيه الحجر.
وقد طاف معاوية رضي الله عنه فجعل يستلم الأركان الأربعة، فأنكر عليه ابن عباس رضي الله عنه، فقال معاوية: إنه ليس شيء من البيت مهجوراً، فقال ابن عباس: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، ولم يستلم النبي صلى الله عليه وسلم من البيت إلا الركنين اليمانيين، فقال: صدقت" أخرجه أحمد والترمذي. والله أعلم
اقتسمت قريش عمارة البيت، فكان الباب لبني عبد مناف وبني زهرة، وكان ما بين الركن الأسود واليماني لبني مخزوم وتيم وقبائل من قريش، وكان ظهرها لسهم وجمح، وكان شق الحجر لبني عبد الدار وبني أسد، وبني عدي بن كعب؛ فبنوا حتى بلغ البناء موضع الركن، فكانت كل قبيلة تريد أن ترفعه حتى تجاذبوا وتخالفوا وأعدوا للقتال، فبقوا أربع ليال أو خمس ليال، فقال أبو أمية المخزومي‏:‏ يا معشر قريش، اجعلوا بينكم أول من يدخل من باب المسجد، فلما توافقوا على ذلك ورضوا به، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ هذا الأمين قد رضينا به، فلما انتهى إليهم أخبروه الخبر، فقال‏:‏ هلموا ثوباً، فأتوه به، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الركن فيه بيده، ثم قال‏:‏ لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوا جميعاً، فرفعوه حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم بنى عليه‏.‏
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى في الجاهلية‏:‏ الأمين، قبل أن يوحى إليه‏.‏ وقيل‏:‏ كان سبب بنائها أن السيل ملأ الوادي، ودخل الكعبة فتصدعت، فبنتها قريش‏. وقيل‏: إن الذي أشار بأول من يدخل أبو حذيفة بن المغيرة، وكانت هذه فضيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر قريش، ومما قدمه الله قبل المبعث من الكرامة‏.
za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024