مختصون يطالبون بإجراءات للحد من نسبة البطالة في صفوف خريجي الإعلام
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
دعا مختصون ومهتمون بالقطاع الإعلامي، إلى اتخاذ إجراءات تكفل الحد من نسبة البطالة في صفوف خريجي الإعلام، وتعزيز فرص التحاقهم بسوق العمل.
وأكدوا خلال مؤتمر "احتياجات سوق العمل الإعلامي"، والذي نظمته مؤسسة "إعلاميون بلا حدود"، ونقابة الصحافيين، في قاعة جمعية "الهلال الأحمر" بالبيرة، اليوم الاثنين، ضرورة تكثيف الجهود لجسر الهوة بين مخرجات دوائر الإعلام في الجامعات والكليات، ومتطلبات سوق العمل.
ولفتوا إلى أهمية زيادة حجم التركيز على الجانب العملي في تدريس الإعلام، وتوفير كوادر متمرسة في العمل الإعلامي الميداني فيها، مشيرين إلى ضرورة البحث في مدى الحاجة إلى وجود نحو 17 جامعة وكلية، تخرج كل عام أعدادا كبيرة من طلبة الإعلام.
وأكد وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة، التزام الوزارة بالعمل من أجل فتح السوق الإعلامية أمام كافة الطاقات، داعيا بالمقابل المؤسسات الأهلية العاملة في حقل الإعلام، إلى عدم استنساخ تجارب بعضها البعض، باعتبار أن ذلك لن يعود بالفائدة لا على القطاع الإعلامي، ولا المجتمع.
وبين أن الوزارة عازمة على مواصلة جهودها لتنظيم القطاع الإعلامي، موضحا بالمقابل أن على المؤسسات الإعلامية الأجنبية المعتمدة لدى السلطة الوطنية، أن تعمل في إطار القانون الفلسطيني.
وأضاف خليفة: آن الأوان لكافة المؤسسات الإعلامية العاملة هنا، إلى أن تعمل وفق النظم والقوانين الفلسطينية، ما من شأنه أن يفتح مجالات العمل بشكل واسع.
بدوره نوه رئيس جامعة "القدس المفتوحة" يونس عمرو، إلى وجاهة الدور الذي يجب على الإعلام أن يلعبه في خدمة المجتمع، لافتا بالمقابل إلى ضرورة تجاوز الصورة النمطية حول الإعلام في نظر البعض، والمتمثلة في اعتباره أمرا هامشيا.
وأشار إلى أن الجامعة لن تتوان عن تقديم كل ما تستطيع في سبيل النهوض بالقطاع الإعلامي، وغيره من القطاعات المجتمعية.
وركز نقيب الصحافيين عبد الناصر النجار، على أن الإعلام مهنة إبداعية، وبالتالي يجب العمل على توفير نوعية متميزة من الخريجين، داعيا بالمقابل إلى البدء في حوار خاصة على مستوى الجامعات والكليات التي تدرس الإعلام، لبحث كيفية المواءمة بين مناهج التعليم، ومتطلبات سوق العمل.
وطالب بالضغط على الحكومة كي يكون كافة العاملين في دوائر العلاقات العامة والإعلام في الوزارات المؤسسات الرسمية من خريجي الإعلام، لافتا إلى أن نحو 95% من العاملين في هذه الدوائر حاليا لا علاقة لهم بالإعلام.
وقال: "سنعمل مع وزارة الإعلام لحمل كافة الوكالات الأجنبية العاملة في الأرض الفلسطينية، على فتح مكاتب لها هنا، الأمر الذي من شأنه توفير فرص عمل لخريجي الإعلام.
وأشار النجار إلى أهمية التركيز على عملية تدريب الخريجين، الذين دعاهم إلى التشبيك والتواصل مع المؤسسات الإعلامية.
من جهته، ذكر مدير المشاريع في "إعلاميون بلا حدود" شادي زماعرة، أن المؤتمر يهدف إلى فتح حوار حول احتياجات سوق العمل الإعلامي، مبينا أن ارتفاع معدل البطالة في صفوف خريجي الإعلام بات يشكل ظاهرة لافتة.
وقال: "لدينا مشكلة تتمثل في تزايد أعداد الخريجين في ظل قلة فرص العمل، وبالتالي فإن أحد أهدافنا هو تقريب وجهات النظر وفتح باب الحوار بين كافة الأطراف المعنية".
بدوره، أكد مدير عام قناة "الفلسطينية" ماهر شلبي، أن الصحافة ليست مثل أية مهنة أخرى، وبالتالي يجب على الصحافي ألا يتعامل مع عمله وكأنه موظف عادي، وإذا أردنا إفساح المجال لاستيعاب مزيد من الخريجين، فلا بد من تعاون من الجميع عبر سن قوانين مناسبة تشجع القطاع الخاص على استيعاب أعداد أكبر من الخريجين.
واعتبر وجود نحو 17 جامعة وكلية تدرس الإعلام في الأرض الفلسطينية كثير، وأن بعضها غير مؤهل لتخريج صحافيين أصلا، عدا عن افتقار الكثير منها إلى كوادر متخصصة ومتمرسة في العمل الإعلامي.
ورأى الباحث الإعلامي محمود فطافطة، أنه يفترض في مناهج الإعلام في الجامعات والكليات المعنية، أن تمزج بين الجانب المعرفي، والنظري والعملي، لافتا إلى وجود إشكالية فيها على صعيد أسلوب تدريس الإعلام.
وقال رئيس تحرير موقع "القدس دوت نت" إبراهيم ملحم، إن الصحافة تعرف بأنها مهنة المتاعب، وبالتالي يجب على كل من يريد العمل في هذا الحقل، أن يكون مستعدا لمواجهة التحديات والمصاعب التي يمكن أن تعترض طريقه، خاصة في البدايات.
وبين أن السوق الإعلامية مثل أي سوق أخرى فيها المنتج الجيد والرديء، لافتا إلى أن السلعة الجيدة تفرض نفسها في مجمل الأحوال.
واستعرضت طالبة الإعلام في جامعة "بير زيت" صابرين طه، تجربة عملها في أكثر من مؤسسة إعلامية بالتزامن مع دراستها في الجامعة، قائلة: "المشكلة ليست في سوق العمل، بل في ضرورة أن يبذل الخريجون جهودا لتطوير قدراتهم ومهاراتهم، وبناء علاقات مع وسائل الإعلام".