حماس تستقبل الأمير لوحدها.. أسباب رفض الفصائل ومقاطعة الزيارة ؟

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
وضعت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة, حماس لوحدها في استقبال الأمير القطري حمد بن خليفة أل ثاني في زيارته التي اعتبرت مشبوهة وتلبي السياسات الأمريكية في المنطقة, وسط دعوات لمقاطعة الزيارة التي تعتبر لأول زعيم عربي منذ الحصار الإسرائيلي الذي فرض عام 2007.
وبررت الفصائل الفلسطينية مقاطعتها لإستقبال الأمير القطري كون زيارته تأتي لتكريس الإنقسام السياسي وتعزز نفوذ  حماس التي تسيطر على غزة بقوة السلاح, وتزيد من فرقة الفلسطينيين, إضافة لتوقيتها المشبوهة.
وتلقت الفصائل الفلسطينية دعوات من حماس للمشاركة في استقبال الأمير القطري, الا أن كافة الفصائل رفضت تلك الدعوات وأكدت على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ممثلة بمؤسساتها الشرعية المختلفة عبر الرئيس محمود عباس.
فتح: الزيارة تكريس للانقسام..
وأكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح, الإثنين, زيارة الأمير القطري حمد بن خلفية أل ثاني إلى قطاع غزة, تكريس للإنقسام وتعزيز لحالة الفرقة الفلسطينية.
وأدانت حركة فتح في بيان أصدرته هيئتها القيادية العليا بغزة, الزيارة واعتبرتها لحظة حزينة في تاريخ الشعب الفلسطيني ووحدته الوطنية, لافتة إلى أن أموال التنمية التي تدفع للشعب الفلسطيني ليست منة من أحد, بل هي واجب قومي مقدس, وأن البحث عن نفوذ سياسي بالمنطقة على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه ووحدته أمر مرفوض.
وأضافت الحركة " إن ثمة بوابة واحدة ووحيدة للشعب الفلسطيني تتمثل بمؤسساته الشرعية التي تشكل منظمة التحرير الفلسطينية عمودها الفقري, ويشكل الرئيس محمود عباس عنوانها الشرعي.
وأوضحت الحركة في بيانها أن من يستخدم فلسطين وقضاياها الإنسانية ومعاناة شعبها لغايات خفية كان أولى به أن يقدم سبل المساندة للحقوق الوطنية الفلسطيني في المحافل الدولية.
وأشارت الحركة في ختام بيانها إلى أن زيارة الأمير القطري لغزة لا تعني الشعب الفلسطيني شيئا ابعد من تعزيز الفرقة وتعزيز الانقسام وأن حركة فتح التي جعلت الوحدة غاية وطنية في رؤيتها السياسية وعملها, ترفض الزيارة وتدعو أبناء شعبنا الفلسطيني إلى مقاطعتها.
ومن جانبه عقب الدكتور عاطف أبو سيف مسئول العلاقات الوطنية في الهيئة القيادية العليا لحركة فتح, على حديث حماس أنها دعت فتح للمشاركة في استقبال الأمير القطري, قائلاً " إن الأمر ليس له علاقة في الدعوة وعدمها ", منوهاً إلى الأمر لا يعدو كونه دعوة شفوية عادية.
وقال أبو سيف في تصريح خاص لـ" فلسطين برس", حركة فتح ترفض الزيارة وضدها في هذا التوقيت بالتحديد في ظل الإنقسام السياسي.
وأوضح أبو سيف أن حركة فتح تعتبر زيارة الأمير القطري لغزة, تكريس للإنقسام السياسي وتجاوز للشرعية الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ممثل الشرعية.
ومن المقرر أن يصل الأمير القطري على رأس وفد رفيع من المسؤولين القطريين برفقة زوجته الشيخة موزة إلى قطاع غزة, حيث أعلنت الحكومة المقالة أنها أنهت كافة التحضيرات والتجهيزات اللازمة لاستقبال الأمير القطري.
وكان الأمير القطري قد هاتف الرئيس محمود عباس أمس لإبلاغه بنيته زيارة قطاع غزة وذلك من أجل افتتاح عدد من المشاريع التي تأتي في إطار إعادة اعمار قطاع غزة.

الجبهة الشعبية تعتبر الزيارة تلبية لسياسات أمريكا..
هذا وأكد جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أن جبهته لن تشارك في استقبال الأمير القطري, مشيراً إلى أن الشعبية تلقت دعوة من حركة حماس لكنها لن تلبي الدعوة لأسباب تتعلق بتوقيت الزيارة.
وقال مزهر في تصريح لـ" فلسطين برس" إن طريقة الزيارة جزء من تكريس الانقسام, وكان يجب أن تجري الزيارة عبر التوافق للأطراف الفلسطينية باعتبار أن منظمة التحرير الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وعنوانه.
وأوضح مزهر أن السياسات التي تنتهجها قطر على المستوي الإقليمي تخدم السياسات الأمريكية في المنطقة لخلط الأوراق ومحاولة للاستجابة للساسة الأمريكي في فلسطين.

جبهة النضال ترفض الزيارة والمشاركة..
وبدوره أكد محمود الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بان الجبهة قد تلقت دعوة من حركة حماس لاستقبال أمير قطر الذي سيزور قطاع غزة غدا موضحا بان الجبهة تعتبر هذا الأمر في غياب التوافق الوطني واستمرار الانقسام يأتي في سياق تكريس حالة الانقسام وتعتبر الزيارة محاولة بائسة لشرعنته
وأدان الزق هذا التوقيت البائس لهذه الزيارة التي تأتي في خضم جهد فلسطيني هائل لانتزاع الاعتراف الدولي بعضوية فلسطين فى الأمم المتحدة من حيث أبرازها لحالة الانقسام وتشجيعها لشرعنته .
وأضاف بان " الجهد الحقيقي لأشقائنا العرب يجب تكريسه لأجل إنهاء الانقسام وليس إدامته وإطالة عمره عبر مبادرات عنوانها لا بعبر عن محتواها ", ومؤكدا بان شعبنا أبدا لن يصمت إزاء محاولات البعض إضفاء الشرعية على حالة انقسامية شكلت ماساه وطنية لشعبنا وأضعفت قواه وطاقاته في مواجهة المخططات الرامية لشطب هوية شعبنا الفلسطيني وتمزيق كينونته الموحدة .
وأوضح عضو المكتب السياسي لجبهة النضال أن مليارات الدولارات قد تم رصدها لإعمار غزة والعائق الأساسي لاستثمارها هو الإصرار على المضي فى مشروع الانقسام وتغيب التوافق الوطني الفلسطيني عبر إجراء انتخابات ديمقراطية لشعبنا وتشكيل حكومة فلسطينية منتخبة وشرعية يتم التعامل معها دوليا لانجاز مشاريع تعمير ما دمره الاحتلال فى عدوانه المجرم على قطاع غزة .
كما أكد ضرورة تصعيد النضال الميداني الجماهيري لرفض الانقسام واستعادة وحدة شعبنا الوطنية التي هي شرطا رئيسي لانتصار شعبنا بتحقيق أهدافه بالحرية والعودة .

حزب الشعب: نرحب بأي دعم ولكن..
ومن جانبه رحب وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني بأي دعم عربي يصل الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية, كون الواقع الاقتصادي متردي وكل الشعب الفلسطيني بحاجة إلى دعم ومساندة.
وقال العوض في تصريح لـ" فلسطين برس" الشعب الفلسطيني بحاجة لمزيد من العون من قبل الأشقاء العرب ونتمنى أن توضع في مكانها الصحيح لإعادة اعمار قطاع غزة, كما نأمل أن تقدم مساعدات مماثلة للمواطنين في الضفة الغربية.
وأضاف " نرحب بكل الدعم ولمن نعتقد أن المطلوب من العرب وخاصة الملوك والرؤساء أن يبذلوا ما بوسعهم لإنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني والتعجيل بإتمام المصالحة حرصاً على المشروع الوطني.

وتابع " المطلوب إظهار الدعم والتأييد للموقف الفلسطيني في خضم المعركة وليس تظهير الانقسام لان مثل هذا التظهير يمكن أن يستخدم من أعداء الدولة.