أضحى .. ما زال حزينا
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
رشا حرزالله
الساعة العاشرة من صباح كل ثلاثاء، موعد مقدس ثابت لا تغيره الظروف مهما بلغت عظمتها، تشق الحاجة مسعدة حجيجي، من بلدة قراوة بني زيد، شمال مدينة رام الله، طريقها على استعجال، نحو مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في رام الله، لتجلس ساعة من الزمن محتضنة صورة نجلها الأسير سامي في الاعتصام الأسبوعي للأسرى.
الحاجة مسعدة "قلبها محروق" كما تقول، فهي لم تر نجلها سامي الذي يقبع في سجن نفحة، منذ ثلاثة شهور، بسبب المرض الذي أعياها.
تتحدث مسعدة بصوت متحشرج :"اعتقل سامي وعمره 24 عاما، ويبلغ الآن من العمر 30 عاما، قضى زهرة شبابه خلف القضبان، كانت لديه أحلام كثيرة يرغب بتحقيقها، لكن الاحتلال والسجان حالا دون تحقيق أي منها".
وبينما يغرق الجميع بالنوم كل ليلة، غير أن مسعدة تلازم السهر كل ليلة، مترددة على غرفته، تمسد براحتيها فراش ابنها سامي، وتدعو في سرها "الله يفرج عنك يما".
تتوقف لبرهة عن الحديث، وسرعان ما تعود لتتذكر: " أخبرني ذات يوم عن نيته بالزواج غير أنني رفضت كونه كان ملاحقا من قبل قوات الاحتلال، حلم عمري أن أرى أولاده، كذلك كان حلم والده قبل أن يموت قبل عامين".
وترفع المناسبات التي تمر على شعبنا سواء الأعياد أو شهر رمضان وغيرها، منسوب الألم لدى عائلات وذوي الأسرى، فلا تتلفظ ألسنتهم سوى بكلمة "يا ريت".
وعشية عيد الأضحى المبارك، تغوص مسعدة عميقا في تفكيرها بنجلها سامي، مستذكرة ملامح قديمة لنكهة العيد حينما كان سامي بينهم: "حينما أتكلم معه في المناسبات، أحاول التخفيف عنه، كان يحب كعك العيد، يستيقظ صباحا ليذهب مع والده للصلاة، ومن ثم يزور العائلة، كل عيد يمر حزينا، لكن الحمد لله على كل شيء".
وتأمل والدة الأسير سامي بأن يكون حجم التضامن مع قضية الأسرى أكبر، ليلتفت العالم إلى ما يعانيه الأسرى في سجون الاحتلال، غير أنها مصممة على الحضور أسبوعيا للاعتصام أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتستمد كما قالت قوتها من أمهات الأسرى اللواتي يشاركنها في الاعتصام.