الاسير عصمت منصور يحاكم السجان بروايته وقصائده
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
نجيب فراج - سلطت وزارة شؤون الأسرى الضوء على سيرة ومسيرة الاسير الفلسطيني عصمت عمر عبد الحفيظ منصور، (35 عاما)، المعتقل منذ تاريخ 26/10/1993، والمحكوم 22 سنة وذلك بمناسبة الذكرى العشرين لاعتقاله.
الاسير عصمت ابن قرية دير جرير قضاء رام الله يدخل عامه العشرين، حيث كان ابن السابعة عشر عاما عند اعتقاله، وتعرض للتعذيب الشديد رغم صغر سنه، وخط مسيرته في أقبية الزنازين والسجون كقائد ومناضل ومثقف وكاتب، لتشع كلماته بما تختزنه من صمود وإرادة لا زالتا تتحديان قضبان السجون.
في الذكرى العشرين لاعتقاله اصدر الاسير عصمت كتابه (سجن السجن)، رواية الأسرى وبطولاتهم ومعاناتهم في أدق تفاصيلها خلال مواجهاتهم للسجان وظلام السجون، ليسجل في روايته مدى قدرة الاسير على مواجهة ظروف السجن وسياسة الطمس الإسرائيلي بإنسانيته وإيمانه الكبير بعدالة قضيته.
أحلام الأسرى وتألق إنسانيتهم تبرز في قصصه ورواياته شاهدة على المقاومة وعلى بشاعة دولة الاحتلال، ليضيف إلى التجربة الثقافية للأسرى وجها آخر وشهودا يتحدثون عن السجن الذي أرادوه أن يسحق الإنسان المقاوم ويجرده من آدميته بشتى طرق القمع والحصار والحرمان.
عصمت منصور يختلس من ذاكرة الأسرى كل المحطات التي عبر بها جسده وذاكرته في أيام السجن الطوال، وكيف يستطيع الاسير أن يتعايش مع كافة الظروف، ليرسل لنا تلك الصور المتناقضة بين إنسان حوله السجن إلى وحش آدمي مجرد من إنسانيته، وإنسان آخر أعاد له السجن إنسانيته في ذلك التحدي الاعجازي وفي ذلك الاشتباك المتواصل في السجون.
عصمت منصور يفتح جدار السجن بذاكرته وخياله، يعود إلى أمه وبيته وقريته وحبيبته ورفاقه كأنه يصنع جسر العبور إلى الحرية التي يراها قريبة، وتكاد جدران الزنزانة أن تنفجر مما يفيض في داخله من مشاعر حارقة.
"سجن السجن" لعصمت منصور، هو محاكمة إنسانية لدولة الاحتلال، ولكل السجانين الذين اعتقدوا أن العدالة غائبة، وأنهم محميون بالقوة والسيطرة على الآخرين ، ولكن يملك المفاجآت عندما يتجاوز الاسمنت السميك ويحرك الزمن من جموده، ويطلق للضحية لسانها وبيانها لتقول كل شيء.
يقول عصمت منصور، "هنا يسجنون السجين، يسجنون الظل، دون أن يدركوا أن هذا يحرره من أبشع اسر، لأن الاسير ينتصر في اللحظة التي يدرك فيها أن أحلامه غير مسجونة، وذاكرته غير مسجونة"
لقد أهدى عصمت منصور في الذكرى العشرين لاعتقاله روايته (سجن السجن) إلى زملائه الأسرى المغيبين قسرا خلف القضبان وقال أن غيابهم ليس عبثا، بل إنهم يوقدون بغيابهم قنديل الأمل.
يقول عصمت منصور في إحدى قصائده:
أفرغونا مثل أية بضاعة، كنا من مختلف السجون ...
أبو جمال يعرف صحراء سيناء مثل كف يده..
عادل يشرح الفرق بين باقة الغربية والشرقية بدقة متناهية
أبو أحمد يصف شاطئ غزة، ويكاد يجعلنا نلعب بالرمل
وأنا أسأل وسجونكم؟
كأن السجن قد صار المعبار الوحيد بين حريتين
zaنجيب فراج - سلطت وزارة شؤون الأسرى الضوء على سيرة ومسيرة الاسير الفلسطيني عصمت عمر عبد الحفيظ منصور، (35 عاما)، المعتقل منذ تاريخ 26/10/1993، والمحكوم 22 سنة وذلك بمناسبة الذكرى العشرين لاعتقاله.
الاسير عصمت ابن قرية دير جرير قضاء رام الله يدخل عامه العشرين، حيث كان ابن السابعة عشر عاما عند اعتقاله، وتعرض للتعذيب الشديد رغم صغر سنه، وخط مسيرته في أقبية الزنازين والسجون كقائد ومناضل ومثقف وكاتب، لتشع كلماته بما تختزنه من صمود وإرادة لا زالتا تتحديان قضبان السجون.
في الذكرى العشرين لاعتقاله اصدر الاسير عصمت كتابه (سجن السجن)، رواية الأسرى وبطولاتهم ومعاناتهم في أدق تفاصيلها خلال مواجهاتهم للسجان وظلام السجون، ليسجل في روايته مدى قدرة الاسير على مواجهة ظروف السجن وسياسة الطمس الإسرائيلي بإنسانيته وإيمانه الكبير بعدالة قضيته.
أحلام الأسرى وتألق إنسانيتهم تبرز في قصصه ورواياته شاهدة على المقاومة وعلى بشاعة دولة الاحتلال، ليضيف إلى التجربة الثقافية للأسرى وجها آخر وشهودا يتحدثون عن السجن الذي أرادوه أن يسحق الإنسان المقاوم ويجرده من آدميته بشتى طرق القمع والحصار والحرمان.
عصمت منصور يختلس من ذاكرة الأسرى كل المحطات التي عبر بها جسده وذاكرته في أيام السجن الطوال، وكيف يستطيع الاسير أن يتعايش مع كافة الظروف، ليرسل لنا تلك الصور المتناقضة بين إنسان حوله السجن إلى وحش آدمي مجرد من إنسانيته، وإنسان آخر أعاد له السجن إنسانيته في ذلك التحدي الاعجازي وفي ذلك الاشتباك المتواصل في السجون.
عصمت منصور يفتح جدار السجن بذاكرته وخياله، يعود إلى أمه وبيته وقريته وحبيبته ورفاقه كأنه يصنع جسر العبور إلى الحرية التي يراها قريبة، وتكاد جدران الزنزانة أن تنفجر مما يفيض في داخله من مشاعر حارقة.
"سجن السجن" لعصمت منصور، هو محاكمة إنسانية لدولة الاحتلال، ولكل السجانين الذين اعتقدوا أن العدالة غائبة، وأنهم محميون بالقوة والسيطرة على الآخرين ، ولكن يملك المفاجآت عندما يتجاوز الاسمنت السميك ويحرك الزمن من جموده، ويطلق للضحية لسانها وبيانها لتقول كل شيء.
يقول عصمت منصور، "هنا يسجنون السجين، يسجنون الظل، دون أن يدركوا أن هذا يحرره من أبشع اسر، لأن الاسير ينتصر في اللحظة التي يدرك فيها أن أحلامه غير مسجونة، وذاكرته غير مسجونة"
لقد أهدى عصمت منصور في الذكرى العشرين لاعتقاله روايته (سجن السجن) إلى زملائه الأسرى المغيبين قسرا خلف القضبان وقال أن غيابهم ليس عبثا، بل إنهم يوقدون بغيابهم قنديل الأمل.
يقول عصمت منصور في إحدى قصائده:
أفرغونا مثل أية بضاعة، كنا من مختلف السجون ...
أبو جمال يعرف صحراء سيناء مثل كف يده..
عادل يشرح الفرق بين باقة الغربية والشرقية بدقة متناهية
أبو أحمد يصف شاطئ غزة، ويكاد يجعلنا نلعب بالرمل
وأنا أسأل وسجونكم؟
كأن السجن قد صار المعبار الوحيد بين حريتين