العيد في الخليل: جنون الأسعار يتسبب في العزوف عن الشراء
أسواق الخليل عشية العيد
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جويد التميمي
جلس الطفل ايوب غيث (13عاما) على حافة الطريق في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، واضعا رأسه بين يديه وعيناه تنظران إلى الملابس التي زينت واجهات المحال التجارية والأسواق.
وعن سبب جلوسه في هذا المكان قال غيث لمراسل "وفا" إنه من عائلة فقيرة الحال لا تستطيع شراء ملابس وحاجيات العيد ولذلك قرر أن يبقى اليوم في الأسواق خارج البيت".
وتابع "لا فرحة لي بالعيد الا وانا بعيد عن عائلتي، فابي متوتر لقلة حيلته المادية، وامي تتحسسنا بحنانها وعطفها، واحيانا تخرج منها كلمة بسيطة تطلب فيها شراء ملابس العيد لنا لكن ابي ينتفض غاضبا فهو لا يملك ما يعطينا والتجار لا يرحمون".
وقال بألم "أسعار الملابس تضاعفت إلى حد أن الميسور أصبح يشكو من ارتفاع ثمنها، فما بالك نحن الذين لا نملك إلا ما نوفر به قوت يومنا، لكنه استدرك رافعا رأسه ومعتدا بنفسه "الحمد لله نحن أفضل من غيرنا".
ويقول الشاب محمود النتشة (33عاما) إنه لم يشتري ملابس وهدايا العيد لأطفاله لضيق اليدـ ويضيف بحسرة بادية أبي يعمل مقاول بناء وكان يساعدني ماديا، ومنذ فترة توقف عن مساعدتي ولا أريد أن أطلب منه مالا، فهو يعيش مثل الحكومة "أزمة مالية"، وأنا لا أريد إحراجه".
ويتابع "خروجي للأسواق هو فقط هروب من المنزل، كي لا تبقى تلاحقني نظرات أطفالي الذين لا يجدون في العيد ما يفرحون به، "ما العمل، لا شيء نفعله سوى انتظار فرج الله".
ويشكو العديد من المواطنين من الارتفاع الكبير لأسعار الملابس ومستلزمات العيد، ومما يسمونه استغلال بعض التجار مناسبة العيد لرفع الأسعار، وهو ما تؤكده الحاجة مريم (52عاما) والتي اكتشفت بعد شرائها ملابس العيد لأبنائها من أحد الأسواق أن بعض هذه الأصناف يباع بنصف السعر في محلات أخرى.
التاجر أبو محمد الحروب والذي يعمل في بيع الملابس والأحذية أكد صحة ما يشاع عن ارتفاع أسعار الملابس، ولكنه يقول أن ذلك ليس في كل الأماكن والمحلات، موضحا أن المحال التجارية التي تتوسط باب الزاوية وشارع الشلالة عادة ما تكون فيها الملابس أقل تكلفة ويرى أن متوسطي الحال يستطيعون شرائها.
وقال مدير مكتب وزارة الاقتصاد الوطني في الخليل ماهر القيسي، "إن أسواق الخليل تشهد حركة تجارية نشطة لكنها ليست كما تعودنا عليها خلال الأعياد الماضية، مرجعا ذلك لعدم استقرار الوضع الاقتصادي للمواطنين مما جعلهم أكثر حرصا على شراء الأساسيات لبيوتهم وأطفالهم".
ونوه القيسي إلى أن تقلبات الطقس جعلت الناس في حيرة من أمرهم بين الملابس الصيفية والشتوية، مشيرا إلى أن "التجار عملوا على بيع ما استطاعوا من الملابس الصيفية قبل أن يقوموا بعرض الملابس الشتوية للمواطنين الذين يتدفقون عليها بشكل كبير لأننا مقبلون على فصل الشتاء".
ودعا القيسي التجار إلى عدم رفع الأسعار والتلاعب فيها، رفقا بمحدودي الدخل لكي يتمكنوا من شراء مستلزمات أطفالهم، مؤكدا ضرورة التزام التجار بالسقف السعري، وقال "إن الوزارة ماضية في خطتها لتنظيم الأسواق ومحاربة كل أشكال الفساد والتلاعب في الأسعار في شتى المجالات".
ــ
zaجويد التميمي
جلس الطفل ايوب غيث (13عاما) على حافة الطريق في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، واضعا رأسه بين يديه وعيناه تنظران إلى الملابس التي زينت واجهات المحال التجارية والأسواق.
وعن سبب جلوسه في هذا المكان قال غيث لمراسل "وفا" إنه من عائلة فقيرة الحال لا تستطيع شراء ملابس وحاجيات العيد ولذلك قرر أن يبقى اليوم في الأسواق خارج البيت".
وتابع "لا فرحة لي بالعيد الا وانا بعيد عن عائلتي، فابي متوتر لقلة حيلته المادية، وامي تتحسسنا بحنانها وعطفها، واحيانا تخرج منها كلمة بسيطة تطلب فيها شراء ملابس العيد لنا لكن ابي ينتفض غاضبا فهو لا يملك ما يعطينا والتجار لا يرحمون".
وقال بألم "أسعار الملابس تضاعفت إلى حد أن الميسور أصبح يشكو من ارتفاع ثمنها، فما بالك نحن الذين لا نملك إلا ما نوفر به قوت يومنا، لكنه استدرك رافعا رأسه ومعتدا بنفسه "الحمد لله نحن أفضل من غيرنا".
ويقول الشاب محمود النتشة (33عاما) إنه لم يشتري ملابس وهدايا العيد لأطفاله لضيق اليدـ ويضيف بحسرة بادية أبي يعمل مقاول بناء وكان يساعدني ماديا، ومنذ فترة توقف عن مساعدتي ولا أريد أن أطلب منه مالا، فهو يعيش مثل الحكومة "أزمة مالية"، وأنا لا أريد إحراجه".
ويتابع "خروجي للأسواق هو فقط هروب من المنزل، كي لا تبقى تلاحقني نظرات أطفالي الذين لا يجدون في العيد ما يفرحون به، "ما العمل، لا شيء نفعله سوى انتظار فرج الله".
ويشكو العديد من المواطنين من الارتفاع الكبير لأسعار الملابس ومستلزمات العيد، ومما يسمونه استغلال بعض التجار مناسبة العيد لرفع الأسعار، وهو ما تؤكده الحاجة مريم (52عاما) والتي اكتشفت بعد شرائها ملابس العيد لأبنائها من أحد الأسواق أن بعض هذه الأصناف يباع بنصف السعر في محلات أخرى.
التاجر أبو محمد الحروب والذي يعمل في بيع الملابس والأحذية أكد صحة ما يشاع عن ارتفاع أسعار الملابس، ولكنه يقول أن ذلك ليس في كل الأماكن والمحلات، موضحا أن المحال التجارية التي تتوسط باب الزاوية وشارع الشلالة عادة ما تكون فيها الملابس أقل تكلفة ويرى أن متوسطي الحال يستطيعون شرائها.
وقال مدير مكتب وزارة الاقتصاد الوطني في الخليل ماهر القيسي، "إن أسواق الخليل تشهد حركة تجارية نشطة لكنها ليست كما تعودنا عليها خلال الأعياد الماضية، مرجعا ذلك لعدم استقرار الوضع الاقتصادي للمواطنين مما جعلهم أكثر حرصا على شراء الأساسيات لبيوتهم وأطفالهم".
ونوه القيسي إلى أن تقلبات الطقس جعلت الناس في حيرة من أمرهم بين الملابس الصيفية والشتوية، مشيرا إلى أن "التجار عملوا على بيع ما استطاعوا من الملابس الصيفية قبل أن يقوموا بعرض الملابس الشتوية للمواطنين الذين يتدفقون عليها بشكل كبير لأننا مقبلون على فصل الشتاء".
ودعا القيسي التجار إلى عدم رفع الأسعار والتلاعب فيها، رفقا بمحدودي الدخل لكي يتمكنوا من شراء مستلزمات أطفالهم، مؤكدا ضرورة التزام التجار بالسقف السعري، وقال "إن الوزارة ماضية في خطتها لتنظيم الأسواق ومحاربة كل أشكال الفساد والتلاعب في الأسعار في شتى المجالات".
ــ