حاجز قلنديا.. المعاناة جزء ثابت من يوميات آلاف المسافرين
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
من محمد ابو الريش- اذا كنت واحداً ممن يسافرون من معبر قلنديا، فإن حرصك على تفادي الاختناقات التي أصبحت ثابتاً من يوميات المارة من هناك سيبوء بالفشل مهما كنت دقيقا، فلا يحتاج الامر غير بضع ثواني لتقفل فرص الحركة امام آلاف المواطنين الذين أضحىت فكرة اجتياز نحو 300 متر، عبئاً وعذاباً عليهم تسديده في كل ذهاب وإياب.
مفترق قلنديا، "كابوس" اجندة المسافرين بين القدس ورام الله، والقادمين من جنوب الضفة عموما، فالمسافر يقضي نحو ساعة لاجتياز هذه المسافة قبل ان ينطلق لجنوب الضفة ان كانت وجهته، او يقطع نحو كيلومتر واحد بين حاجز ومخيم قلنديا ان كانت القدس وجهته.
الازمة المستحكمة وما يترتب عليها من عذاب يسدد فاتورته الاف الفلسطينيين دون توقف منذ عدة اعوام، وليدة جدار الفصل وانشاء المعبر لمرور ابناء القدس، وحملة التصاريح المتجهين الى المدينة، فالمعبر ليس غير بوابة وحيدة وضيقة لعدة مدن في آن واحد، على الموظفين والزائرين والسائقين، والاطفال و الشيوخ المرور منها بمزاج جندي يحكمها بمزاجه.
الازمة تفاقمت مؤخرا بعد ان تم اغلاق طريق الكسارات المجاور، وهو طريق بائس وَعرٌ، كان البعض يسلكه في ذروة الاختناقات.
ويرى محمد جبر (32 عاما) وهو سائق سيارة اجرة عمومية، ان الاكثر تأثرا من الازمات على طريق قلنديا، هم سائقو المركبات العمومية، لانهم مضطرين للمرور من المكان بشكل دائم، خاصة اولئك الذين ينقلون الركاب للمحافظات الجنوبية.
ويقول جبر: " الازمة تهدر الوقت، وتقلل العمل وتزيد من استهلاك الوقود، واحيانا تحتاج ما لا يقل عن ساعة لاجتياز بضع مئات من الامتار فقط".
واضاف:" كنا نحاول تفاديها (الازمة) والالتفاف عن طريق الكسارات، لكن في الاونة الأخيرة أغلقت هذه الطريق ببوابة حديدية واكوام من الاتربة، مما اصبح يضطرنا احيانا للتوجه الى مناطق بعيدة بعيدة كبلدة سردا شمال رام الله رغم ان الطريق اطول بكثير قياسا لطريق قلنديا".
ويقول محمد ابو زيد (22 عاما) وهو طالب من بلدة العيزرية شرق القدس يدرس في جامعة بيرزيت انه يضطر للخروج مبكرا قبل موعد الدوام الرسمي لتفادي التاخير بسبب الازمة التي تكلفه نحو ساعة اضافية ينفقها لاجتياز "ازمة قلنديا".
وتابع "بعيدا عن الضوضاء وصراخ السائقين وحوادث السير عند محاولة البعض التجاوز، الا ان الفكرة المسبقة لما ستضيعه من وقت في هذه الازمة في كل رحلة اصبح عبئا ثقيلا ومزعجا لكل من يضطر للمرور من هناك بانتظام".
واضاف: "في النصف الاول من العام الدراسي كنت دوما اتغيب عن المحاضرات الصباحية، ليس كسلا، ولكن هناك ازمة مرورية يوميا، وهذا ما هدد معدلي التراكمي، لكن هذا الفصل تعمدت ان أنسق برنامج محاضرتي كي تبدأ من العاشرة صباحا لاتفادى ذلك وحتى لا اضطر كل يوم لتقديم التبريرات للمحاضرين بسبب التاخر الدائم، ولكي يكون لدي وقت التقط فيه انفاسي من عناء السفر المرهق".
مجد سنار، سائق سيارة تحمل لوحة تسجيل صفراء، يقول بانه يتجنب زيارة رام الله بسبب الازمة، وخشية تبديد نهاره لاتمام امر مهما كان بسيطا.
ويضيف "وجود معبر قلنديا في هذا المكان هو السبب الرئيسي للازمة الدائمة، اضافة الى ان الجنود يتعمدون تفتيش السيارات ببطئ، ما يزيد أعداد السيارات في المسالك لتمتد خارج المعبر، وبالتالي تصل الازمة والمعاناة لتلك السيارات التي تمر من جانب المعبر".
الشاب المقدسي سعيد العموري (25 عاما) الذي يعمل في مدينة رام الله، ويمر يوميا عبر معبر قلنديا، قال "ان استخدام مسلك واحد، واغلاق اثنين آخرين على المعبر هو سبب رئيسي لتفاقم الازمة".
واضاف "ان المواجهات التي تدور بين الشبان وقوات الاحتلال على المعبر بين حين وآخر، تؤدي الى اغلاق المعبر بالكامل، وتكدس السيارات، اضافة لتضررها، هذا عوضا عما يعانيه المارة في مثل هذه الحالات جراء قنابل الغاز المسيل للدموع التي يطلقها الجنود عادة".