حياة في البيداء
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد ابو فياض
على طول 450 كيلو مترا تفصل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، هناك صحراء قاحلة تخلو من الحياة على جانبي الطريق في بعض المناطق، وفي البعض الآخر هناك بعض الحياة لبني البشر والحيوان والنبات ولكن بقلة قليلة.
اخترقت حافلة الحجاج هذه الصحراء وسط ذهول الركاب من سواد الأرض في هذه الصحراء وضخامة وسواد صخورها، قاطعة هذه المسافة في نحو ست ساعات تخللها ساعة راحة على الطريق نحو المدينة "يثرب قديما"، التي تضم المسجد النبوي الشريف وضريح رسولنا الكريم ورفيقيه الصديق والفاروق.
وتنتشر على جانبي الطريق هذه الصخور التي احترقت واسودت بفعل درجات الحرارة المرتفعة في شبه جزيرة العرب، وجبال شاهقة الارتفاع بالكاد يكون عليها وحولها أي نوع من الحياة، وكذلك هو حال رمال تلك البقعة التي تحولت هي الأخرى لسوداء بفعل درجات الحرارة المرتفعة، بالمجمل الصخور والتربة المحترقة هي ما يميز المنطقة بل وتكتسي بها ارضها التي لا ترى فيها سوى السراب.
وبين كل هذا كله فجأة تظهر لك بيوت صغيرة لا يتجاوز عددها اصابع اليدين ويعيش فيها قليل من النفر لقحالة الارض وانعدام ادنى الخدمات.
ورغم هذا كله تجد على جانبي الطريق استراحات تتوافر فيها كل سبل الحياة كمحطة للوقود ومسجد مكيف ومطعم وبقالة، مشكلة معا واحة للحياة وسط صحراء قاحلة جرداء لا تستأنس فيها سوى بالمركبات المارة عبر الطريق.
وبعد عدة ساعات اتفق الحجاج على الاستراحة على الطريق فتزودنا بالمشروبات الغازية والماء البارد وبعض الماكولات الخفيفة للسفر وتوضأنا وجلسنا في المسجد المكيف للاستراحة انتظارا للصلاة.
في المسجد وقبل صلاة الظهر بنصف ساعة تبادلنا الحديث مع حاج كردي من ديار بكر بلغة عربية ركيكة تعلمها خلال عمله في السعودية خلال السنوات الثلاث الاخيرة وتركز الحديث حول القضيتين الفلسطينية والكردية وتعمقنا في التاريخ النضالي للشعبين وتحديدا فترة صلاح الدين الايوبي وحكمه الاسلامي ومهارته القتالية كمحارب مقدام وطبيب ماهر وعالم بعلوم كثيرة .
وفي هذه اللحظات صدح صوت شاب مصري ثلاثيني مدويا في مسجد مطلقا عبارة "الله اكبر" رافعا اذان الظهر قاطعا حديثنا الثنائي بصوت خاشع ابكى مصلين اتحدوا في الدين واختلفوا في الجنسيات والقوميات والالوان.
الشاب المصري يعمل ضمن فريق القائمين على خدمة المساجد المنتشرة على طول الطريق الموصلة بين مكة والمدينة. وما ان انهى الشاب المصري الاذان حتى رفعت الصلاة وأمنا في الصلاة كهل افغاني تجاوز العقد السابع من عمره وانتهينا من صلاتي الظهر والعصر قصرا وتفرق من في المسجد كل نحو حافلته التي تنقله للمدينة المنورة.
وبعد ذلك بدات بعض النباتات الشوكية بالظهور وهي نباتات لا تنبت سوى في الصحراء وتقتات عليها الابل والاغنام والماعز وسط تساؤل الحجاج كيف هاجر النبي المصطفى من مكة المدينة عبر هذه الجبال والارض وتحت حرارة هذه الشمس وكم يوم قضى في هجرته ووصوله من مكة الى المدينة؟.
وبعد ساعة من المسير بعد الاستراحة وقعت عيون الحجاج على قطيع من الابل البيضاء واخر من الاغنام البيضاء ايضا وعدد من الحمير التي كانت ترعى النباتات الشوكية وسط سؤال الحجاج عن كيفية حصول هذه المخلوقات على الماء في هذه الارض.
وما ان اوشكنا بدخول المدينة المنورة حتى بدات الخضرة بالظهور على ارضها الطيبة وشاهدنا اشجار النخيل التي تنتج اجود انواع التمور السعودية وبعد ذلك تلمسنا الحياة بمعناها في المدينة حيث اهلها الطيبون الذين يستقبلون زوارهم وحجاج بيت الله بترحاب ويعاملونهم بكرم ولين وبشاشة وجه وسعة صدر.
zaمحمد ابو فياض
على طول 450 كيلو مترا تفصل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، هناك صحراء قاحلة تخلو من الحياة على جانبي الطريق في بعض المناطق، وفي البعض الآخر هناك بعض الحياة لبني البشر والحيوان والنبات ولكن بقلة قليلة.
اخترقت حافلة الحجاج هذه الصحراء وسط ذهول الركاب من سواد الأرض في هذه الصحراء وضخامة وسواد صخورها، قاطعة هذه المسافة في نحو ست ساعات تخللها ساعة راحة على الطريق نحو المدينة "يثرب قديما"، التي تضم المسجد النبوي الشريف وضريح رسولنا الكريم ورفيقيه الصديق والفاروق.
وتنتشر على جانبي الطريق هذه الصخور التي احترقت واسودت بفعل درجات الحرارة المرتفعة في شبه جزيرة العرب، وجبال شاهقة الارتفاع بالكاد يكون عليها وحولها أي نوع من الحياة، وكذلك هو حال رمال تلك البقعة التي تحولت هي الأخرى لسوداء بفعل درجات الحرارة المرتفعة، بالمجمل الصخور والتربة المحترقة هي ما يميز المنطقة بل وتكتسي بها ارضها التي لا ترى فيها سوى السراب.
وبين كل هذا كله فجأة تظهر لك بيوت صغيرة لا يتجاوز عددها اصابع اليدين ويعيش فيها قليل من النفر لقحالة الارض وانعدام ادنى الخدمات.
ورغم هذا كله تجد على جانبي الطريق استراحات تتوافر فيها كل سبل الحياة كمحطة للوقود ومسجد مكيف ومطعم وبقالة، مشكلة معا واحة للحياة وسط صحراء قاحلة جرداء لا تستأنس فيها سوى بالمركبات المارة عبر الطريق.
وبعد عدة ساعات اتفق الحجاج على الاستراحة على الطريق فتزودنا بالمشروبات الغازية والماء البارد وبعض الماكولات الخفيفة للسفر وتوضأنا وجلسنا في المسجد المكيف للاستراحة انتظارا للصلاة.
في المسجد وقبل صلاة الظهر بنصف ساعة تبادلنا الحديث مع حاج كردي من ديار بكر بلغة عربية ركيكة تعلمها خلال عمله في السعودية خلال السنوات الثلاث الاخيرة وتركز الحديث حول القضيتين الفلسطينية والكردية وتعمقنا في التاريخ النضالي للشعبين وتحديدا فترة صلاح الدين الايوبي وحكمه الاسلامي ومهارته القتالية كمحارب مقدام وطبيب ماهر وعالم بعلوم كثيرة .
وفي هذه اللحظات صدح صوت شاب مصري ثلاثيني مدويا في مسجد مطلقا عبارة "الله اكبر" رافعا اذان الظهر قاطعا حديثنا الثنائي بصوت خاشع ابكى مصلين اتحدوا في الدين واختلفوا في الجنسيات والقوميات والالوان.
الشاب المصري يعمل ضمن فريق القائمين على خدمة المساجد المنتشرة على طول الطريق الموصلة بين مكة والمدينة. وما ان انهى الشاب المصري الاذان حتى رفعت الصلاة وأمنا في الصلاة كهل افغاني تجاوز العقد السابع من عمره وانتهينا من صلاتي الظهر والعصر قصرا وتفرق من في المسجد كل نحو حافلته التي تنقله للمدينة المنورة.
وبعد ذلك بدات بعض النباتات الشوكية بالظهور وهي نباتات لا تنبت سوى في الصحراء وتقتات عليها الابل والاغنام والماعز وسط تساؤل الحجاج كيف هاجر النبي المصطفى من مكة المدينة عبر هذه الجبال والارض وتحت حرارة هذه الشمس وكم يوم قضى في هجرته ووصوله من مكة الى المدينة؟.
وبعد ساعة من المسير بعد الاستراحة وقعت عيون الحجاج على قطيع من الابل البيضاء واخر من الاغنام البيضاء ايضا وعدد من الحمير التي كانت ترعى النباتات الشوكية وسط سؤال الحجاج عن كيفية حصول هذه المخلوقات على الماء في هذه الارض.
وما ان اوشكنا بدخول المدينة المنورة حتى بدات الخضرة بالظهور على ارضها الطيبة وشاهدنا اشجار النخيل التي تنتج اجود انواع التمور السعودية وبعد ذلك تلمسنا الحياة بمعناها في المدينة حيث اهلها الطيبون الذين يستقبلون زوارهم وحجاج بيت الله بترحاب ويعاملونهم بكرم ولين وبشاشة وجه وسعة صدر.