والدة الاسير البرق: العيد لاصحابه ليس لنا
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
علي سمودي- "العيد لاصحابه وليس لنا فكيف لقلبي ان يفرح ويحتفي ومأساة ابني مستمرة وما من احد يجيب على تساؤلاتنا المريرة الى متى سيبقى رهن الاسر والمرض"، كلمات رددتها الوالدة ام سامر البرق دون ان تتوقف عن البكاء من شدة الخوف والقلق على مصير باكورة ابنائها سامر (38 عاما) الذي استقبل العيد السادس خلف القضبان وهو مضرب عن الطعام بعدما اغلقت في وجهه كل الابواب وما زال ينتظر وعائلته اجابة واضحة ومقنعه عن سبب استمرار احتجازه في السجون الاسرائيلية رغم الوعود بالافراج عنه.
العيد لاصحابه
واقع مرير تعايشه عائلة البرق في منزلها في بلدة جيوس قضاء قلقيلية، ورغم ما تتمتع به من روح ايمان ومحاولتها تحرير الاطفال من اثره وادخال الفرحة لديهم، لكنه سلبها فرحة عيد الاضحى المبارك الذي كانت تتمنى حلوله واسيرها حر بدون قيود، وتقول الوالدة الستينية "العيد لاصحابه وليس لنا لاننا نعيش اصعب لحظة في حياتنا والسجن اكثر رحمة من هذا العذاب الذي نكتوي بناره مع المصير المجهول لابني فنعيش المعاناة بأقسى صورها وتطاردنا كوابيس الرعب فلا مذاق لطعام ولا معنى لحياة ولا طعم للعيد"، وتضيف ام سامر "قلبي يتمزق من شدة الالم بعد 125 يوما تساوي كل العمر بسبب ما تجرعه ابني من عذاب صبر وتحمله ليحقق حلمنا بالحرية فوعدنا الجميع بان يغادر سامر السجن بعد فك اضرابه".
احباط الافراج عنه
وتكمل "حتى اخر لحظة تأملنا ان ينفذ الوعد قبل عيد الاضحى المبارك بعدما انتهت الاعياد الاسرائيلية التي ابلغونا انها سبب التأجيل، ولكن حسرتنا كبيرة وصدمتنا اكبر لان ابني في جهة وانا في جهة اخرى، بعدما كنا ننتظر وبفارغ الصبر الافراج عنه وكنا فرحين فور سماعنا بتحرره".
في العيد، لم تجهز ام سامر الكعك والمعمول والحلويات، وقضت ايامه في منزلها بين الصلوات والدعوات لله كما تقول "ليفك قيد واسر سامر وكل الاسرى المسلمين وان يفرج عنهم بقدرة رب العالمين، تمسكنا بالامل حتى اخر لحظة رغم حزننا والمنا؛ لان ابني استأنف اضرابه عن الطعام وارسل لنا مؤكدا انه لن يوقفه حتى الشهادة او الحرية الحقيقية".
خارج التغطية الاعلامية
لم يغمض جفن لوالدي سامر منذ وصول الرسالة واستئناف الاضراب، ويقول والده "ما يحزننا انهم يرفضون منحنا حتى تصريح لزيارته لمرة واحدة وقلقنا الشديد بعد عودته لاضرابه بينما اصبح حتى خارج التغطية الاعلامية، ما يجعل ادارة السجون تمارس الضغوط عليه رغم وضعه الصحي الصعب".
واضاف الوالد حلمي البرق "بين الفترة التي قضاها ابني رهن الاعتقال الاداري التعسفي منذ اعتقاله في 11-7-2010 حتى تعليق اضرابه والمرحلة الحالية هناك فرق كبير وخطير في كل شيء سواء في استمرار اعتقاله او وضعه الصحي لذلك نطالب بالتحرك السريع وايجاد حل يضع حدا لمعاناته الذي يشكل كل يوم يمضيه في مقبرة الرملة خطر مضاعف على حياته".
ويقول " منذ استئناف سامر اضرابه نعيش على اعصابنا بسبب انقطاع اخباره، وفي الوقت نفسه لا يوجد لدينا اطلاع حول عدم اخلاء سبيله وما هي المعيقات رغم الوعود لذلك نناشد الحكومة المصرية ورئيسها محمد مرسي التدخل ومتابعة القضية وانقاذ حياة ابني".
العيد بحريته
يوميا يتنقل والد سامر بين المؤسسات لاثارة قضية ابنه، بينما تلازم الوالدة الصابرة المذياع وتجلس قرب الهاتف تنتظر أي خبر يحمل لها بشرى حرية ابنها، وتقول "عيدنا يوم حرية سامر، كنا نتمنى ان نحتفل بالعيد وابني حر ولكن الاحتلال حرمنا الفرحة كما حرمه من العودة لمنزلنا ورغم رفضنا للابعاد ولكن الاحتلال اغلق امامنا كل الابواب"، وتضيف "في كل الاحوال بين حياة الاسر والمعاناة والمرض والحرية حتى رغم مرارة الابعاد فإنني اصلي لحرية ابني بغض النظر عن أي ارض ستحتضنه ولكني اناشد الرئيس المصري مساعدتنا والزام الاحتلال باخلاء سبيله لانه بحاجة لعلاج".