البرغوثي: "قلنديا الدولي" دلالة على رسوخ الفلسطينيين بأرضهم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
قالت وزير الثقافة سهام البرغوثي إن مهرجان "قلنديا الدولي" دلالة كبيرة على أن الفلسطينيين راسخون على هذه الأرض، وباقون فيها رغم محاولات انتزاعهم، بطرق ووسائل عدة.
وأضافت، في كلمتها خلال افتتاح فعاليات مهرجان "قلنديا الدولي" في بلدة قلنديا شمال القدس، مساء اليوم الخميس، إن إصرار القائمين على هذه المبادرة لعرض الفنون المعاصرة وبمشاركة عدد من المؤسسات الثقافية العريقة والمتميزة في بلدنا، يجسد العمل المشترك من أجل إعلاء صوت الفن وما يعكسه من الإبداع الفلسطيني والتعبير عن الذات الفلسطينية، والانفتاح على الفن العالمي.
وقال رئيس مجلس محلي قلنديا يوسف عوض الله إن قلنديا التي تشرف على القدس ولا تبعد عنها سوى كيلومترات قليلة، خير مثال على ما تعانيه الأرض الفلسطينية من سرقة وتهويد ومحاولة تهجير لأهلها، عبر مصادرة الأراضي وإقامة جدار الضم والتوسع والتنكر لهويتها وتاريخها.
وأشار إلى أن الاحتفال بافتتاح "قلنديا الدوليّ" أمر في غاية الأهمية، حيث أنه يسلط الضوء عليها في وقت تكثر فيه أطماع الإسرائيليين فيها ويجري ضم أراضيها عبر الجدار، إلى جانب مصادرة "مطار القدس الدولي" المقام على أرض القرية منذ عام 1920.
واستعرض عوض الله تاريخ "قلنديا" بدءا من العهد البيزنطي مرورا بالعهد الإسلامي، وفتوحات صلاح الدين الأيوبي، وتسمية البلدة التي جاءت من اسم إحدى القبائل المحاربة مع القائد الأيوبي، حسب ما تغلب عليه الروايات، مستشهدا بالآثار الموجودة في البلدة.
واعتبر عضو اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة الغربية سعيد يقين أن هذا الجهد الثقافي يسعى لمحاربة طمس المشهد الثقافي في محافظة القدس بشكل عام، ويعتبر ردا مباشرا على سياسة تدمير الموروث الثقافي في قلنديا البلد تحديدا.
وقال: "لقد سحقت الجرافات الإسرائيلية عددا من الخرب والمنشآت التاريخية بحجج أمنية، وأصبحت أراضي البلدة في الجهة الأخرى من الجدار، ومن هذا المنظور نعتقد بأن هذا العمل الإبداعي هو مقاومة للتزوير التاريخي الذي يقوم به الاحتلال".
بدورها، اعتبرت مديرة مؤسسة رواق فداء توما، أن هذه التظاهرة الفنية، "أكبر تظاهرة للفنون البصرية والمعاصرة في فلسطين، وإبرازا للإنتاج الفني المعاصر".
وقالت إن شراكة سبع مؤسسات ثقافية فلسطينية، هي: "رواق، والمعمل، ومؤسسة عبد المحسن القطان، وحوش الفن الفلسطيني، ومركز خليل السكاكيني الثقافي ودار الثقافة والفنون في الناصرة، والأكاديمية الدولية للفنون"، بإطلاق المشروع وإنجازه لهو دليل على شراكة قوية في القطاع الثقافي الفلسطيني، معربة عن أملها في أن تتواصل تلك الشراكة وتصبح مثالا يحتذى به، وأن تعيد تسليط الضوء على دور الفن في خدمة القضية الوطنية ووضع فلسطين على الخارطة الفنية والثقافية الدولية".
وقالت توما إن فعاليات المهرجان ستتواصل على مدار 15 يوما في القدس، وغزة، والناصرة، ورام الله، وبيرزيت، وقرية حجة في قلقيلية، وبلدة جماعين في نابلس، وعبوين في رام الله، والظاهرية في الخليل، بمشاركة أكثر من 50 فنانا فلسطينيا وعالميا، يعرضون مجموعة من الأعمال الفنية المعاصرة، تشمل أفلاما قصيرة، وفنا تشكيليا، وعروضا صورية، ومعارض فنية متنوعة، وأمسيات موسيقية أدائية، وندوات ومؤتمرات فنية.