الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

نتائج التوجيهي تفتح الجروح العتيقة!

محافظات- ألف - عبد الباسط خلف :

كان فايز أبو ناصرية، الذي أبصر النور عام 1946، ببلدة طوباس يؤدي امتحانات التوجيهي في نابلس يوم السادس من حزيران، لكن أخبار النكسة قطعت اعتيادية الامتحان وأعادته إلى بلدته، ليتجرع مر النكسة، ولتُعلن النتائج بعد مدة طويلة، ولكن من دون الاحتفالات المعهودة التي كانت تنظمها العائلات لأبنائها قبل سقوط البلاد.
وفق رواية أبو ناصرية، فإن الجيل الذي سبقه من الناجحين في الثانوية العامة، يحظى بتعليلة (سهرة) لثلاثة أيام متتالية، تغني فيها النسوة الأهازيج الشعبية، ويستخدمن" الدربكة"، وتوزع الحلوى حتى ساعات الليل المتأخرة.
فيما يفتح إعلان النتائج، باب الذكريات لعلي الصفدي المعلم المتقاعد، الذي انتزع علامة مرتفعة عام 1961.
يقول الصفدي: "كنا نتقدم للامتحانات بشكل مكثف، ونتقدم لمبحثين في اليوم الواحد، وكانت المعدلات العالية غير موجودة، والأسئلة أصعب، ومن كان يجتاز علامة 70، يفرح أهله، ويغنون، ويدعون الجيران لسهرات ليلية لأيام متتالية".
ينظر الصفدي بعين المقارنة إلى نتائج الثانوية العامة بين الماضي والحاضر، فيقول: "لم نكن نعرف الإنترنت والرسائل القصيرة، وكانت النتائج تذاع في الإذاعة الأردنية، ويحصل المتفوقون لقب الأوائل على الضفتين. أما نتائج اليوم فطعمها ليس كأيام زمان، والأجواء التي تحيط بالنتائج هذه السنة صعبة، فلا رواتب للموظفين، والضفة وغزة لا زالتا تعانيان الانقسام، والأسعار باهظة، وكيلو البقلاوة يتجاوز ثمنه العشرة دنانير".
وتسترد هند الشيخ إبراهيم، التي تسكن قرب جنين، حكاية الثانوية العامة سنة 1974، إذ كانت تقيم العائلات ولائم للأقارب والجيران، وتأتي البلدة كلها لتهنئة أهالي الناجحين، ويحملون معهم الحلوى والأدوات المنزلية والنقود وغيرها.
لم يكن في ذلك الوقت شبكة إنترنت ولا هواتف نقالة، وكانت النتائج تصل في وقت متأخر، أو ينتظر الناس أن تورد الإذاعة أسماء الناجحين كما تؤكد الشيخ إبراهيم، وتضيف: "صحيفة النتائج فقد كانت تصدر إما في المساء المتأخر أو صباح اليوم التالي للإعلان عن المعدلات.
ويطلق سمير صافي العنان لذاكرته ليحط عند نتائج العام 1980، يروي أن الأقارب كانوا يجتمعون حول المذياع يوم إعلان النتائج، أما أصحاب الشأن من الطلبة فكانوا يذهبون مبكرا إلى مديريات التربية والتعليم المركزية في المدن.
يسرد صافي: "أيامها لم نكن نتصل بعائلاتنا عبر الهواتف النقالة لإخبارهم بالنتيجة، ولم نكن نعرف المفرقعات ولا الألعاب النارية، وكان علينا السفر إلى طولكرم لتصديق الشهادة من لجنة الامتحانات العامة، التي كانت تتبع لوزارة التربية والتعليم الأردنية..الكثير من (طقوس) التوجيهي تغيرت هذه الأيام".
تندب سمر يونس التي تقدمت لامتحانات الثانوية العامة في طولكرم قبل زواجها في جنين؛ حظها نيابة عن جيل الانتفاضة الأولى، إذ لم تساعد الظروف في تلك الفترة على تنظيم امتحانات "نزيهة".
تقول يونس: "كان الغش في أوجه، ولم تكن لدينا فرصة حقيقة للحصول على تقديرنا الحقيقي، وحرمنا بسبب سقوط الشهداء والجرحى واقتحامات الاحتلال، من فرحة النجاح واحتفالاته".
ينكأ دنو موعد الإعلان عن نتائج امتحانات التوجيهي جراح علام المصري، وبخاصة حين يذكر حالة "الهستيريا" التي يثيرها باعة الجرائد المتجولون في شوارع المدن، وهم يروجون لنسخ خاصة من الجرائد المحلية تحمل قاعدة بيانات الناجحين وعلاماتهم.
فعامَ 1994 لم تصدر الجرائد، وتم الاكتفاء بإعلان النتائج إذاعيّا، رغم أن صدورها قد تأخر كثيرا حسب رواية المصري، بسبب اضطراب الامتحانات إبان دخول السلطة الوطنية لغزة وأريحا تنفيذا لاتفاق أوسلو، كما أنه وفي ذات العام وقعت مجزرة الحرم الإبراهيمي.
يضيف: "أذكر أننا تقدمنا للامتحان الأخير يوم 21 تموز، ولم تعلن بالنتائج إلا في أواخر آب. كنت أتمنى لو صدرت في حينه جريدة تحمل اسمي ودرجتي..كنت بالتأكيد سأحتفظ بها ليراها أبنائي".

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025