مفاجأة العام الدراسي : الضرير أبو دقة.. الأول في خان يونس ..المرتبة الرابعة على فلسطين
وفا- حاتم أبو دقة
رغم أنه فاقد نعمة البصر، إلا أن الطالب محمد غسان أبو دقة أصر على التفوق وحصل على المرتبة الأولى على مستوى قطاع غزة، والرابعة على مستوى فلسطين على الفرع الأدبي، بمعدل 98.9%.
ولم تتسع الفرحة لأسرة الطالب أبو دقة، الذي ازدحم منزلهم في بلدة عبسان الكبيرة شرق محافظة خان يونس جنوب القطاع، بالمهنئين الذين توافدوا بالمئات إلى المنزل لتتواصل الفرحة مع زفاف ابنتهم الأولى أمس السبت
وعبر الطالب أبو دقة عن سعادته بالتفوق الذي حققه، ليقطف ثمرة تعبه وتعب كل من وقف إلى جانبه، متقدما بالشكر لله تعالى ولكل من سانده وساعده وقدم له جزءا من وقته.
وقال: "درست وتعبت، واليوم أحصد ثمرة تعبي وأشعر بالفرح، لأنني أرى بقلبي كيف فرحت قلوب من حولي من أسرتي وأقاربي".
وأكد في اتصال هاتفي مع "وفا" أن الخوف الذي يراوده في الوصول إلي تحقيق حلمه الأكبر هو في كيفية الذهاب والإياب من وإلى الجامعة، معربا عن أمله بأن يسخر له الله من يقف إلى جانبه من زملائه ليتغلب على هذه المحنة.
أما والدته، فأكدت أن إنجاز ابنها الكفيف بمثابة رسالة للعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني قادر على صنع المعجزات ولا حدود للطموح أمام الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، مبينة أن الله حرم ابنها نعمة البصر وعوضه عنها بنعمة الذكاء والإرادة الصلبة، حيث كان يدرس 17 ساعة في اليوم بمساعدة أحد الأقارب وشقيقته التي كانت تساعده في مراجعة دروسه وقت الامتحانات.
وقالت: كان كل يوم عندما يعود إلى المنزل يقوم بمراجعة الأسئلة ويحسب درجاته بمفرده، ويضع درجات افتراضية لكل مادة، حيث إنه لم يفاجأ بالمرتبة التي حصل عليها، ولكن عندما كنا نسأله عن المرتبة التي سيحصل عليها كان يقول لنا "فوق التسعين"، ليجعل تفوقه مفاجأة لنا.
وشكرت والدته الله ثم كل من وقف إلى جانب ابنها أثناء الدراسة، وخصت بالذكر أحد الأقارب الأستاذ نبيل أبو دقة، الذي وقف إلى جانبه حتى نهاية الامتحانات، حيث كان العين التي يبصر بها ابنها.
أما والده الذي كان يعمل موظفا في وزار الداخلية، فارتسمت الفرحة على وجهه وهو يستقبل المهنئين من المحبين والأقارب، الذين جاؤوا للتهنئة بتفوق محمد.
وأكد لـ"وفا" أنه وفر لابنه كافة مستلزماته والأجواء المناسبة، حيث كان يدرس في شقة خاصة بعيدا عن منزل الأسرة، وفرغ نفسه بشكل كامل للدراسة، ولم يشاركهم في شيء بما فيها وجبات الطعام، منوها إلى أن كافة أفراد الأسرة وبعض الأقارب كانوا مسخرين لخدمة محمد نظرا للأخلاق العالية التي يتمتع بها بين أهله وأقاربه، وحرصه على أداء كافة الصلوات في المسجد.
وأضاف أنه وفر لابنه جهاز كمبيوتر محمول "لاب توب" مع ناطق باللغة العربية لتسهيل عملية القراءة، منوها إلى أن عمته دنيا لم تدخر جهدا في الاتصال مع مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة لمساعد محمد في تحقيق ما كان يصبو إليه في النجاح والتفوق.
واعتبر أبو دقة أن تفوق ابنه هو تفوق للشعب الفلسطيني، الذي يوجد فيه الكثير من الطاقات الكامنة التي تحتاج إلي الأجواء المناسبة لتعبر عما بداخلها من إبداعات، رغم الحصار والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا.
وأعرب عن أمله بأن يلقى ابنه الرعاية والاهتمام من السلطة الوطنية، ومن الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء سلام فياض، ليكمل ما يطمح إليه في خدمة وطنه وشعبه.
وناشد الرئيس ضرورة توفير جهاز قارئ باللغة الإنجليزية ليتمكن من تحقيق طموحه في دراسة اللغة الإنجليزية التي أحبها وأبدع فيها، حيث حصل على علامة كاملة فيها.