"الزيتونة" تصدح بالاغاني الشعبية الفلسطينية وسط لندن
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
خليل الاغا - تستعد فرقة "الزيتونة" للفن الشعبي الفلسطيني لتقديم احد ابرز عروضها في العاصمة البريطانية لندن يومي الجمعة والسبت المقبلين تحت عنوان "نحو القضية" Unto the Breach. وتعرض الفرقة، التي انطلقت في عاصمة الضباب قبل نحو 7 سنوات فقط، نمطا جديدا في تقديم الفن الشعبي الفلسطيني في ثوب من الادب العالمي، اختارت ادب شكسبير مدخلا له. ويتزامن هذا العرض الفريد من نوعه مع ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
ويعتمد العرض في شكله الاساسي على ادبية هنري الخامس التي تعرض الى حقبة من التاريخ الانجليزي في اواخر العصور الوسطى ويتناول فيها اقدام الملك الانكليزي الشاب على تحدي الهيمنة الفرنسية. كما تستلهم عروض الفرقة الربيع العربي في اقبال الشعوب العربية على تسطير تاريخ جديد باختيارها الحرية مطلبا اساسيا لتصنع به مستقبلا افضل. هذه الدلالات تجسدها عروض فرقة الزيتونة، في سيمفونية مسرحية، ايقونتها الشعب الفلسطيني الذي يتسلح بالامل والشجاعة والتصميم على التحدي؛ تحدي كل المعوقات في طريق تحقيق حلمه بالحرية. ويمثل تقديم هذا العرض بهذا الشكل تحديا كبيرا للفرقة، على حد قول هاجر ناصر التي تشارك المخرج المسرحي الفلسطيني في اخراج العرض مناصفة.
وتستطرد هاجر في حديث خاص لـلقدس: "جاء التفكير بهذا العرض في ظل عدد من المؤثرات، اضافة الى الرغبة في مخاطبة الجمهور الغربي الذي نعيش وسطه. خاطبت عروضنا في السنوات الماضية الجمهور المحب لفلسطين، لككنا هذه المرة بحثنا عن التغيير في اتجاه مخاطبة الشعب البريطاني على نطاق اوسع من خلال شخصية شكسبير".
وفي هذا السياق، تذكر هاجر ان اختيار ادب شكسبير الاديب الانجليزي الكبير لم يكن بتلك السهولة، خصوصا وان الشعب البريطاني يعرف ادب شكسبير بشكل عميق وليس من السهولة بمكان ان يتم عرض جزء من ادب هذه الشخصية في قالب فلسطيني ويلقى في ذات الوقت قبول المشاهد البريطاني، هذا هو التحدي الاكبر".
المزج بين روح ادبية شكسبير "هنري الخامس"، والصورة المشرقة للشعوب العربية التي تتطلع نحو الحرية، والفن الشعبي الفلسطيني هو لوحة فريدة ترسمها فرقة "الزيتونة" بكل ابداع، ويقودها المخرج الفلسطيني المسرحي احمد مسعود مناصفة مع هاجر ناصر، وتمتزج في هذا العرض الحان الدبكة الشعبية الفلسطينية، مع قطع موسيقية اعدها الملحن وعازف الجيتار الشهير ديف راندال خصيصا لهذا العرض.
ومن بين ثنايا هذه اللوحة تبرز شخصية الزعيم الراحل ياسر عرفات، الذي دفعه ما يعانيه شعبه الى مواجهة التحديات الجسام بكل روح المسؤولية غير عابئ بقوة الخصم الذتي تفوقه كثيرا، لكن اصرار شعبه هو الذي كان يغذي روح التصميم على الوصول بشعبه الى بر الامان. صورة تتشابه الى حد كبير مع الصورة الادبية التي رسمها شكسبير لهنري الخامس.
وتتطرق هاجر الى الحديث عن روح الشعب الفلسطيني من خلال هذا الاداء، قائلة "ان الروح التي تتحدث عنها ادبية هنري الخامس تتشابه الى حد كبير مع عزم الشعب الفلسطيني وتحديه للاحتلال، مؤكدا رغبته في تحقيق حلمه الكبير في الحرية والخلاص".
من الجدير ذكره، ان فرقة "الزيتونة" نشأت بجهود ذاتية وتعتمد على الجهد التطوعي غالبا لجميع اعضائها، وتضم بين اعضائها فلسطينيين وعربا وغير عرب ايضا ممن يحبون الفن الفلسطيني الشعبي.
واخيرا، قياسا الى النجاحات السابقة التي حققتها عروض فرقة "الزيتونة"، يتوقع لهذا العرض الذي تموله منحة صندوق "بي بي سي" للفنون المسرحية، ان يحقق ذات النجاح ان لم يكن اكبر، وتحديدا في اولى تجاربه في طرقه ابواب الادب العالمي وعرضه في ثوب فلسطيني مطرز بالامل والتصميم والعزم على نيل الحرية. ستكون على موعد مع قرائها لتغطية هذا الحدث الكبير مساء السبت المقبل.