بيان بمناسبة ذكرى استشهاد الرمز القائد ياسر عرفات- سفارة دولة فلسطين - مسقط
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
تحل ذكرى استشهاد ياسر عرفات ككل عام عابقة بريح الجنة التي تنشقها في بيروت وامتلأت بها روحه على أرض الرباط في المقاطعة كما أراد وتمنى، قبل أن تفضي أخيراً إلى بارئها راضيةً مرضية إنه صوت ياسر عرفات لا يزال يهدر ويجلجل وإنها أجراسه تقرع ليستيقظ العالم من غفلته ومن غفوته ويعلن قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف والتمسك الأزلي بحق الوجود فوق هذه الأرض وبحق العودة.
لم يكن ياسر عرفات بلحمه ودمه وانصهاره الدافئ بالناس وسلوكه العفوي اسطورياً بل بسيطاً ومتواضعاً حد الإبهار ولكنه كان بمواقفه وأعماله وبشجاعته وإقدامه وتضحيته وعطائه متجاوزاً فضاء المعقول ومتخطياً حدود الممكن، ولهذا سيبقى كما قال محمود درويش الفصل الأطول في تاريخنا أو كما شبهه بأوذيس بطل الملحمة الإغريقية الشهيرة، وإنما بنسخة أروع منها وأكثر ملحمية هي النسخة الفلسطينية.
تحل ذكرى استشهاد ياسر عرفات على مسافة أيامٍ قليلةٍ من يوم الاستقلال الفلسطيني وذكرى إعلان دولة فلسطين في المجلس الوطني في الجزائر عام 1988م لتؤكد بهذا التوافق وتبرهن على أن الموت من أجل الوطن ولادة وحياة جديدة وخلود في السماوات العلى وفي أفئدة وقلوب تخفق و تنبض وفاءً لمن صنعوا الثورة ووضعوا دعائم الدولة وانسلوا من الحياة بعد أن أفعموها كفاحاً وجهاداً بصمت وهدوء مطمئنين خاشعين ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
إنه اليوم الذي تتحول فيه الآلام والأحزان إلى تهاليل وبشائر وتتقدم فيه منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بمندوب فلسطين في الأمم المتحدة بطلب اعتراف الجمعية العمومية بفلسطين دولة غير عضو وسط استعدادات وتوقعات بحصول هذا الطلب على موافقة وتأييد الأغلبية، وعلى طريق الحصول على الاعتراف بالعضوية الكاملة من مجلس الأمن والتقدم نحو حقوقنا المشروعة والثابتة بخطوات واثقة وحثيثة.
ارفع رأسك أيها الفلسطيني عالياً واطمئن ولا تلتفت إلى الأصوات الناعقة والناعبة بالخراب وبث الخوف وبث الشك والمنهمكة بفض الشمل وتفريق الصفوف فحقوقك الوطنية ثوابت وخطوط حمراء لا تجاوز لها ولا تفريط فيها ولا رجوع عنها وهي حقوق طبيعية وتاريخية وسياسية غير قابلة للتصرف ومنصوص عليها في القرارات الدولية ومترسخة في قرارات المجلس الوطني الفلسطيني والقوانين السيادية الصادرة عن السلطة الوطنية الفلسطينية ومنها قانون القدس العاصمة الموقع من الشهيد الرمز ياسر عرفات وقانون تحريم وتجريم التنازل عن القدس وقانون حق العودة الموقعين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ العام 2007م والتي ضمن نصوصها أن لا حق لأي شخص أو جهة أو وفد مفاوض في التنازل عنها أو التفريط بها وإعتبار أي أمر مخالف لاغياً وباطلاً وخيانة وطنية تستوجب العقوبة تحت طائلة الأحكام والقوانين السارية والمعمول بها.
فلنتحد جميعاً في ذكرى استشهاد أبو عمار على قلب رجل واحد كجبل لا تهزه الرياح ولنواصل مسيرة الكفاح والبناء متسلحين بوحدتنا الوطنية ووقوفنا خلف ممثلنا الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية نابذين الإنقسام والفرقة وبالتخلي عن المصالح الشخصية والفئوية والحزبية من اجل المصالح الوطنية والمصلحة العامة لشعبنا الفلسطيني، وان حرية اسرانا البواسل امانةً في اعناقنا وواجبٌ وطني يجب العمل من اجله على كافة الاصعدة. ولنعلن للعالم بأسره أننا شعب الجبارين وأن السلام والحرب يبدءان من فلسطين وينتهيان فيها، وأن السلام الذي نرتضيه هو السلام العادل، سلام الشجعان والأقوياء، وسلام التحرير والعودة والقدس المستقلة عاصمة فلسطين الأبدية.
عاشت فلسطين حرة عربية والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار والحرية لأسرانا البواسل وإنها لثورة حتى النصر.
المكتب الاعلامي
سفارة دولة فلسطين - مسقط