"حوش العطعوط" بنابلس.. مخبأ عرفات الذي بدأ منه ترتيب أوراق الثورة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عماد سعاده - في قلب "حي الياسمينة" في بلدة نابلس القديمة، ثمة زقاق ضيق معتم يفضي الى حارة صغيرة تعرف باسم "حوش العطعوط".
من هذا الحوش الذي يضم عدة منازل عتيقة متلاصقة، بدأ ياسر عرفات، سراً، وبعد هزيمة حرب الـ67، بجمع الرجال من حوله، وبناء الخلايا المسلحة لمقاومة الاحتلال وترتيب اوراق الثورة الفلسطينية، التي ستشق طريقها لاحقا وسط حقول من الالغام، وتشهد حالات من المد والجزر، ويكمل عرفات الدائرة، ويعود الى هذا الحوش زائرا له في عام 1994 وان كان لا زال يرتدي بزته العسكرية.
وفي نابلس، اليوم، ثمة رفاق لعرفات يروون حكاية الرجل البسيط ذي اللهجة المصرية الذي عرفوه باسم (ابو محمد).
"في هذا الحوش، كانت نقطة البداية لترتيب الخلايا العسكرية ومنها انطلقنا الى المدن والمواقع الفلسطينية الاخرى"، يقول القيادي في حركة فتح العميد المتقاعد عبد الاله الاتيرة، الذي تملك عائلته منزلا في الحي، وكان من الرجال الاوائل الذين التحقوا بعرفات في مخبئه آنذاك".
ويوضح الاتيرة الذي كان في ذلك الوقت شابا لم يتجاوز الثامنة عشر من العمر: "جاءنا ياسر عرفات بتاريخ 8/4/ 1967 مع اربعة فدائيين من نابلس، وقد قطع نهر الاردن مشيا على الاقدام وهو يحمل على ظهره 20 كغم من المتفجرات، وفي كتفه رشاش، وكانت مهمته البدء ببناء الخلايا المسلحة، وكان اسمه الحركي (ابو محمد)".
واضاف الاتيرة، بان عرفات اختار نابلس كنقطة انطلاق لانه كان يشعر انها المكان الامن الذي يمكن ان يبدأ العمل منه، ففيها البلدة القديمة والبيوت المتجاورة،والتاريخ الثوري للمدينة واهلها".
وتابع الاتيرة: "كنا في البداية 8 اشخاص، ثم اصبحنا المئات حول عرفات، وقد مكث بيننا في حوش العطعوط في المرة الاولى مدة اسبوعين، ثم غادر الى مناطق اخرى، ومن ثم عاد الى حوش العطعوط مرة اخرى، ومكث في المنطقة 48 يوما، قبل ان يغادر ويعود الى الخارج باوامر من قيادة (العاصفة)".
"كان عرفات او (ابو محمد) قائدا وفدائيا وثوريا بسيطا ومتواضعا ومتقشفا الى ابعد الحدود"، يقول الاتيرة. ويضيف: " كنا عندما نسأله ماذا يريد ان يتناول على الفطور يقول (حمص وفلافل)، وعندما نسأله ماذا يحب ان يتناول على العشاء يقول (فلافل وحمص)، وكأنها أكلة اخرى".
اما (ابو عرب) الدلع وهو من الذين رافقوا عرفات في تلك الفترة وكان عمره 20 عاما فيقول ان "نابلس كانت الحاضنة الاولى للثورة الفلسطينية".
ويروي الدلع كيف كان عرفات او (ابو محمد) يشد انتباهمم بلكنته المصرية، ويثير اعجابهم ويؤثر فيهم، الامر الذي ادى الى استقطاب الفدائيين حوله.
ويوضح الدلع ان "عرفات كان يتصرف بشكل طبيعي، ويتحرك بشكل مدروس جيدا".
ويفاخر اهالي الحي لكون عرفات، الذي تصادف هذه الايام الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاده، قد عاش في حيهم، ولو لفترة وجيزة، ولكنها هامة في مسيرة الثورة.
وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات قد زار "حوش العطعوط" في اول زيارة لمدينة نابلس بعد جلاء الاحتلال عنها عام 1994، ولوحظ وهو يذرف الدمع حينها في لحظة نادرة احتضنت فيها الذاكرة التاريخ والجغرافيا معا.
وتعرض حوش العطعوط كما بقية احياء وحارات بلدة نابلس القديمة للدمار والتخريب خلال الاجتياحات الاسرائيلية المتكررة خلال انتفاضة الاقصى، وارتقى فيه وحوله العديد من الشهداء، الذين اختاروا ذات المكان الذي اختاره قائدهم الاول لمقاومة الاحتلال.
وكثيرا ما اعرب سكان "حوش العطعوط" عن اعتقادهم بان جيش الاحتلال كان ينتقم منهم خلال الاجتياحات، لانهم احتضنوا يوما ما ياسر عرفات، ووفروا له الدعم للمضي في الثورة.
وتقوم بلدية نابلس هذه الايام وبدعم من مؤسسات عربية واجنبية باعادة ترميم واعمار "حوش العطعوط" في محاولة للحفاظ على رمزية المكان.
وآثرت فعاليات نابلس الانطلاق في فعاليات احياء الذكرى الثامنة لاستشهاد عرفات من هذا المكان "حوش العطعوط" الذي شهد بدايات العمل الفلسطيني المقاوم داخل الارضي المحتلة.
zaعماد سعاده - في قلب "حي الياسمينة" في بلدة نابلس القديمة، ثمة زقاق ضيق معتم يفضي الى حارة صغيرة تعرف باسم "حوش العطعوط".
من هذا الحوش الذي يضم عدة منازل عتيقة متلاصقة، بدأ ياسر عرفات، سراً، وبعد هزيمة حرب الـ67، بجمع الرجال من حوله، وبناء الخلايا المسلحة لمقاومة الاحتلال وترتيب اوراق الثورة الفلسطينية، التي ستشق طريقها لاحقا وسط حقول من الالغام، وتشهد حالات من المد والجزر، ويكمل عرفات الدائرة، ويعود الى هذا الحوش زائرا له في عام 1994 وان كان لا زال يرتدي بزته العسكرية.
وفي نابلس، اليوم، ثمة رفاق لعرفات يروون حكاية الرجل البسيط ذي اللهجة المصرية الذي عرفوه باسم (ابو محمد).
"في هذا الحوش، كانت نقطة البداية لترتيب الخلايا العسكرية ومنها انطلقنا الى المدن والمواقع الفلسطينية الاخرى"، يقول القيادي في حركة فتح العميد المتقاعد عبد الاله الاتيرة، الذي تملك عائلته منزلا في الحي، وكان من الرجال الاوائل الذين التحقوا بعرفات في مخبئه آنذاك".
ويوضح الاتيرة الذي كان في ذلك الوقت شابا لم يتجاوز الثامنة عشر من العمر: "جاءنا ياسر عرفات بتاريخ 8/4/ 1967 مع اربعة فدائيين من نابلس، وقد قطع نهر الاردن مشيا على الاقدام وهو يحمل على ظهره 20 كغم من المتفجرات، وفي كتفه رشاش، وكانت مهمته البدء ببناء الخلايا المسلحة، وكان اسمه الحركي (ابو محمد)".
واضاف الاتيرة، بان عرفات اختار نابلس كنقطة انطلاق لانه كان يشعر انها المكان الامن الذي يمكن ان يبدأ العمل منه، ففيها البلدة القديمة والبيوت المتجاورة،والتاريخ الثوري للمدينة واهلها".
وتابع الاتيرة: "كنا في البداية 8 اشخاص، ثم اصبحنا المئات حول عرفات، وقد مكث بيننا في حوش العطعوط في المرة الاولى مدة اسبوعين، ثم غادر الى مناطق اخرى، ومن ثم عاد الى حوش العطعوط مرة اخرى، ومكث في المنطقة 48 يوما، قبل ان يغادر ويعود الى الخارج باوامر من قيادة (العاصفة)".
"كان عرفات او (ابو محمد) قائدا وفدائيا وثوريا بسيطا ومتواضعا ومتقشفا الى ابعد الحدود"، يقول الاتيرة. ويضيف: " كنا عندما نسأله ماذا يريد ان يتناول على الفطور يقول (حمص وفلافل)، وعندما نسأله ماذا يحب ان يتناول على العشاء يقول (فلافل وحمص)، وكأنها أكلة اخرى".
اما (ابو عرب) الدلع وهو من الذين رافقوا عرفات في تلك الفترة وكان عمره 20 عاما فيقول ان "نابلس كانت الحاضنة الاولى للثورة الفلسطينية".
ويروي الدلع كيف كان عرفات او (ابو محمد) يشد انتباهمم بلكنته المصرية، ويثير اعجابهم ويؤثر فيهم، الامر الذي ادى الى استقطاب الفدائيين حوله.
ويوضح الدلع ان "عرفات كان يتصرف بشكل طبيعي، ويتحرك بشكل مدروس جيدا".
ويفاخر اهالي الحي لكون عرفات، الذي تصادف هذه الايام الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاده، قد عاش في حيهم، ولو لفترة وجيزة، ولكنها هامة في مسيرة الثورة.
وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات قد زار "حوش العطعوط" في اول زيارة لمدينة نابلس بعد جلاء الاحتلال عنها عام 1994، ولوحظ وهو يذرف الدمع حينها في لحظة نادرة احتضنت فيها الذاكرة التاريخ والجغرافيا معا.
وتعرض حوش العطعوط كما بقية احياء وحارات بلدة نابلس القديمة للدمار والتخريب خلال الاجتياحات الاسرائيلية المتكررة خلال انتفاضة الاقصى، وارتقى فيه وحوله العديد من الشهداء، الذين اختاروا ذات المكان الذي اختاره قائدهم الاول لمقاومة الاحتلال.
وكثيرا ما اعرب سكان "حوش العطعوط" عن اعتقادهم بان جيش الاحتلال كان ينتقم منهم خلال الاجتياحات، لانهم احتضنوا يوما ما ياسر عرفات، ووفروا له الدعم للمضي في الثورة.
وتقوم بلدية نابلس هذه الايام وبدعم من مؤسسات عربية واجنبية باعادة ترميم واعمار "حوش العطعوط" في محاولة للحفاظ على رمزية المكان.
وآثرت فعاليات نابلس الانطلاق في فعاليات احياء الذكرى الثامنة لاستشهاد عرفات من هذا المكان "حوش العطعوط" الذي شهد بدايات العمل الفلسطيني المقاوم داخل الارضي المحتلة.