في ذكرى عرفات:أتراك اشتقت إلينا؟ (بكر أبوبكر)
أتراك اشتقت إلينا؟
هل كنت أتخيل
أم إنه أنتَ؟
فركت عينيّ
في صباح يوم مشمس
وما زلت غير مصدق
اذ رأيتك جالسا
برحابة
فوق جبل الجرمق حينا
وعند أقدام بحيرة طبريا حينا
تغرِف غَرفة الظاميء وتتوضأ
وتصلي في جامع القسام
وتزور بيت حبيبك في حيفا
وتسجد لله كثيرا
عند انتصاف الليل في الناصرة
وحين يلقي الصيادون شباكهم
في يافا وغزة والعيون الكحيلة
رأيتك وكأنني أتخيل
تحتضن السحاب
وتهمس في أذن زيتونة
شجاعة ومهابة وراسخة
رسوخ الفلسطينيين
وتتأمل سعيدا
هل هذا أنت؟ أم إنني أحلم؟
خلتك تهمس في أذن فارس عودة
وتضحك مع خليل الوزير
ومجموعة أخرى كبيرة لم أدقق فيها
وتقبل رأس طفل يبكي
وتلثم يد أمي
هل هذا أنت ؟ أم انني أتخيل؟
كنت تركب الحصان المجنح
وتطوف بين الناقورة وأم الرشراش
ومن الأغوار مرورا برام الله الى يافا
وتسعد بالهتافات والأعلام والنشيد
وتعتمر كوفيتك
وترفع أصبعيك بإشارة النصر
إنه أنت بلا ريب!
وهو أنت بلا هنة
أتراك اشتقت إلينا
كما اشتقنا إليك
أم انك تقوم بجولتك اليومية الاعتيادية؟
ارتقينا اليك درجة
ومشينا نحوك دهرا
ورمنا أن نبلغ عشر معشار أملك
وتشجعنا اذ شعرنا بالدفء
عندما ألقيت علينا التحية
ورددت نداءك (على القدس رايحين)
فانتكس الصهاينة
وهيأوا السم
وما قتلوه وما صلبوه
ولكن شبّه لهم
فها أنت تجول فلسطين
طولا وعرضا
وتلقي علينا
التحايا وأقراص الزعتر والقبلات
تُلحِقها بأفواج من الابتسامات
تقاسمنا القدرة والمسخن والمفتول
فلا تأكل كثيرا، على عادتك، ونشبع
فهل لنا بعد ذلك أن نتشكك؟
إنه أنت بلا ريب
عاشق فلسطين الأبدي