القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية 
 قال الدكتور واصل ابو يوسف امين عام جبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، في لقاء مشترك على الفضائية الفلسطينية مع النائب قيس عبد الكريم ابو ليلى، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ، بمناسبة مرور الذكرى الثامنة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات. ان السيرة النضالية للرئيس الراحل، هي جزء لا يتجزأ من سيرة كفاح الشعب التي امتدت لعقود من الزمن، وقد باتت جزءا لا يتجزأ من مكونات الثقافة الوطنية.
وقال ان الراحل ابو عمار تقدم الصفوف مع رفاق دربه قادة فصائل العمل الوطني ، مفجرا ثورة شعبنا المعاصرة، ومعلنا انطلاقتها في الفاتح من يناير للعام 1965 ، ايذانا بانبلاج فجر مجيد تجسدت فيه هويتنا الوطنية والسياسية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية عبر تضحيات شعبنا العظيمة ، ومنذ ذلك التاريخ تحولت قضيتنا من قضية انسانية الى قضية سياسية عادلة، جوهرها ثوابت وحقوق شعبنا الوطنية المشروعة، وحقه في مواصلة مقاومته الوطنية حتى نيل الحرية وزوال الاحتلال، وعودة الشعب اللاجئ الى دياره ومدنه وقراه التي شرد منها بفعل الاحتلال الاجلائي الاستعماري الذي غزا ارض فلسطين وهجر شعبها ، تنفيذا لمؤامرة دولية كبرى في غفلة من الزمن
وقال ابو يوسف ان الراحل عرفات قد جسد روح الوطنية الفلسطينية بقيادته لثورة شعبنا وكفاحه التحرري لا كثر من اربعة عقود من الزمن، فكان الاحرص على تجسيد وحدة وطنية حقيقية، والاحرص على استقلالية القرار الوطني، والدفاع عن المشروع الوطني، والحفاظ على الثوابت والحقوق، وصيانة مكتسبات شعبنا الوطنية .
واكد انه ورفاقه من قادة فصائل العمل الوطني كانوا يغلبون التناقض الرئيسي مع الاحتلال على أي تناقض اخر وكانت اية خلافات داخلية لا تتجاوز حدود السقف الوطني ومظلة منظمة التحرير الفلسطينية، بعكس ما هو راهن الان على الساحة الفلسطينية.
وقال ابو يوسف مازال يحدونا الامل بتراجع حماس عن مواقفها وسلوكها المعارض لا نهاء حالة الانقسام واستعادة وحدة صفنا الوطني، والتفرغ لمقاومة الاحتلال والاستيطان وكافة المشاريع التي تستهدف القضاء على قضيتنا الوطنية.
ولفت امين عام جبهة التحرير الفلسطينية الى ان الرئيس عرفات كان مفعما بأمل دائم في العودة الى فلسطين ، وقد قال بلغة الواثق اثناء خروجه من بيروت، اني ذاهب الى القدس ! وهذا ما تحقق فعلا على يد ابو عمار ورفاقه في فصائل العمل الوطني.
واشار الى رمزية ابو عمار المتفردة ، حيث تميز بكونه القائد المقاتل ، والقائد المفاوض في ذات الوقت ، ولم تثنه او تنل اشرس المعارك من عزيمته وقوة ارادته الوطنية في اعقد واحلك الظروف ، وهذا ما عايشناه معه في اعقد وادق المراحل التي واجهة مسيرة كفاح شعبنا ، منذ الانطلاقة وحتى حصار المقاطعة من قبل قوات الاحتلال على مرأى ومسمع العالم ، والذي اودى بحياته مسموما ، وقضى شهيدا من اجل قضية شعبنا العادلة.
واكد ابو يوسف ان القيادة الفلسطينية اليوم وعلى راسها الرئيس ابو مازن ماضية على عهد الرئيس الراحل ابو عمار، متمسكة بثوابت وحقوق شعبنا الوطنية، ووفية لمبادئه ومواقفه الوطنية، تسير بخطى واثقة نحو الدولة الفلسطينية، وتحقيق الحلم الفلسطيني الذى قضى دونه الرئيس الراحل ياسر عرفات .
من جهته قال النائب قيس عبد الكريم ابو ليلى ان مسيرة الثورة الفلسطينية ارتبطت بمجملها والى يومنا هذا بسيرة الرئيس عرفات ، وفي كل محطة تواجه قضيتنا الوطنية نستذكر حضوره بيننا فيما يمكن ان يتخذ من مواقف.
وقال النائب ابو ليلى ان الراحل عرفات كان يخرج بعد كل معركة اشد واقوى ، واحرص على حماية جسد الثورة ، واستقلالية قرارها الوطني ، ولم يقايض ابدا بالقرار الوطني على حساب أي موقع جغرافي ، مع حرصه الدائم على ايجاد موقع جديد للانطلاق نحو الوطن.
وقال ان ابتعاد الثورة ابان الخروج من بيروت لم يؤثر على قدرة وتماس الرئيس عرفات والقيادة الفلسطينية ، مع شعبها في الوطن المحتل او أي بقعة من العالم .
ولفت ابو ليلى في سياق الحيث اننا نمر في مازق نجم عن انسداد الافق السياسي ، بسبب تعنت الاحتلال واصراره على مواصلة وتصعيد العدوان ، والتنكر لحقوق شعبنا ، ونوه الى ان هذا المأزق يتعمق كل يوم بسبب المراهنات التي كانت تبنى على امكانية حله من قبل الولايات المتحدة ، وقد ثبت عقم هذه الرهانات .
وقال ابو ليلى في اشارة الى المسعى الفلسطيني بالتوجه للأمم المتحدة ، ان المرحلة الراهنة سيترتب عليها العمل وفق استراتيجية وطنية جديدة قادرة على مواجهة التحديات ، الامر الذي يكشف مدى اهمية وجود ابو عمار في هذه المرحلة ، حيث يملأ الفراغ الذي خلفه المؤسسة القيادية التي تسير قدما نحو تحقيق اهداف شعبنا في الحرية والعودة ، واقامة الدولة الفلسطينية ، وتحقيق الاستقلال الوطني الناجز .