الخميس الذكرى السنوية الرابعة والعشرين لإعلان استقلال فلسطين
يزن طه
تحل الذكرى السنوية الرابعة والعشرين لإعلان استقلال دولة فلسطين، عندما أعلن الشهيد القائد ياسر عرفات، من الجزائر وثيقة الاستقلال، في الخامس عشر من تشرين الثاني عام 1988، وهو الإعلان الثاني للاستقلال بعد الأول الذي تم في تشرين أول عام 1948، عندما أعلنت حكومة عموم فلسطين استقلال فلسطين في جلسة لمؤتمر المجلس الوطني.
ولعل الشعب الفلسطيني، في كافة أماكن تواجده، يردد أكثر ما يردد في هذه الذكرى، النص 'فإن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف'، وهي التي شكلت محور وثيقة إعلان الاستقلال التي خطها الراحل، شاعر فلسطين الكبير محمود درويش، وصدح بها صوت القائد ياسر عرفات في قاعة قصر الصنوبر في العاصمة الجزائرية الجزائر، أمام المجلس الوطني الفلسطيني، معلنا بها بدء مرحلة جديدة من النزاع مع الحركة الصهيونية لتثبيت الحق الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة، وفي تثبيت القدس عاصمة لهذه الدولة.
ومع نهاية الإعلان عزفت موسيقات الجيش الجزائري النشيد الوطني الفلسطيني، وقامت 105 دول بالاعتراف بهذا الاستقلال، وتم نشر 70 سفيراً فلسطينياً في عدد من الدول المعترفة باستقلال فلسطين.
وتأتي الذكرى هذه الأيام، ومنظمة التحرير على أعتاب توجه سلمي إلى منظمة الأمم المتحدة للحصول على الاعتراف بعضوية فلسطين بصفة مراقب في المنظمة الدولية، حيث من المقرر أن تقدم منظمة التحرير الفلسطينية طلبا بهذا الخصوص في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وهو اليوم الذي شهد قرار تقسيم فلسطين عام 1947 والذي حمل رقم 181، والذي أقيمت إسرائيل بناء عليه.
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد أن اعتراف 105 دول بفلسطين فور انتهاء مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني يؤشر على نجاح الخطوة الفلسطينية المقبلة في التوجه للأمم المتحدة للحصول على صفة مراقب لفلسطين.
وقال في حديث لـ'وفا' إن 'هذه الاعترافات تدل على أن الاعتراف بفلسطين موجود، ونحن ربما تأخرنا في الذهاب، ولكننا نمارس هذا الحق في هذا العام وننطلق للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين لإعادة بناء العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، ولنقول إن العالم يقول إنها أراضي دولة تحت الاحتلال'.
واعتبر المحلل السياسي طلال عوكل أن التوجه للأمم المتحدة يرتبط بأكثر من ذكرى التي تلخص جملة من التوجهات التي تعكس إصرار الشعب على التمسك بأرضه.
وقال إنه يجب استغلال ذكرى إعلان الاستقلال لنقول للعالم إن هناك أزمة على هذه الأرض، ولنجلب نظر العالم مجددا للقضية الفلسطينية.
وأكدت وثيقة إعلان الاستقلال على 'أن دولة فلسطين هي للفلسطينيين أينما كانوا فيها يطورون هويتهم الوطنية والثقافية، ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق، تصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية، في ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية واحترام الأقلية قرارات الأغلبية، وعلى العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة على أساس العرق أو الدين أو اللون أو بين المرأة والرجل، في ظل دستور يؤمن سيادة القانون والقضاء المستقل وعلى أساس الوفاء الكامل لتراث فلسطين الروحي والحضاري في التسامح والتعايش السمح بين الأديان عبر القرون'.
كما أكدت على 'أن دولة فلسطين دولة عربية هي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، من تراثها وحضارتها، ومن طموحها الحاضر إلى تحقيق أهدافها في التحرر والتطور والديمقراطية والوحدة. وهي إذ تؤكد التزامها بميثاق جامعة الدول العربية، وإصرارها على تعزيز العمل العربي المشترك، تناشد أبناء أمتها مساعدتها على اكتمال ولادتها العملية، بحشد الطاقات وتكثيف الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي'.
وأعلنت الوثيقة التزام دولة فلسطين بمبادئ الأمم المتحدة، وأهدافها وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتزامها كذلك بمبادئ عدم الانحياز وسياسته.
وأكدت وثيقة إعلان الاستقلال على أن دولة فلسطين دولة محبة للسلام وملتزمة بمبادئ التعايش السلمي، وأنها ستعمل مع جميع الدول والشعوب من أجل تحقيق سلام دائم قائم على العدل واحترام الحقوق.