يافا : تهجير صامت ومشاريع تهويد بالجملة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
تشهد مدينة يافا داخل الاخضر عمليات تهجير صامت للسكان العرب الأصليين الذين يواجهون مشاريع تهويد قديمة جديدة ويسعون لإحباطها بالاحتجاجات الشعبية.
ويقول الأهالي في يافا أن السلطات الإسرائيلية تكثف في المرحلة الراهنة ضغوطها بأشكال شتى من أجل دفعهم إلى مغادرة المدينة، منها ما يأتي أحيانا تحت مسميات البناء والتطوير.
ويبدي الأهالي معارضتهم لمخطط جديد من قبل ما يسمى "مديرية أرض إسرائيل" يعرف باسم "مخطط كيدم" الذي يشمل أعمال تطوير وشق شوارع وطرح أراضي اللاجئين المصادرة في حي العجمي التاريخي للبيع كقسائم بناء بأسعار باهظة، ما يعني حرمان العرب منها لعجزهم عن شرائها بسبب ارتفاع اسعارها.
ويؤكد ناشطون في يافا أن السلطات الإسرائيلية تستعد لتطبيق المشروع في أحياء أخرى داخل يافا، ومن ثم فهم يستعدون لتصعيد حملتهم الشعبية "يافا ليست للبيع" التي أطلقوها قبل عام.
تهويد
ويقول الناشط سامي أبو شحادة إن يافا تشهد مسلسلا من التهويد مذ ضُمت عام 1950 إلى مدينة تل أبيب وصارت ملحقا مهمّشا لها، بعدما كانت الصورة معكوسة حتى وقوع النكبة عام 1948.
ويبدي أبو شحادة تخوفه من أن تكرر سلطات الاحتلال مشروع التهويد لأحياء أخرى في يافا، مشيرا إلى أن الشباب العرب يواجهون أزمة سكن خانقة تدفع أعدادا متزايدة منهم لمغادرة المدينة نحو مناطق أخرى.
كما يلفت إلى تفشي الجريمة في المدينة، حيث شهدت يافا سبعين جريمة قتل في العقد الأخير، دون أن تلقي الشرطة القبض على الجناة في معظم الحالات ، ما يفقد الأهالي شعورهم بالأمن والأمان.
محاصرة الصيادين
ويشير أبو شحادة إلى أن ميناء يافا التاريخي أيضا يشهد عمليات تطوير وبناء مرافق تجارية وسياحية على حساب الصيادين العرب في المدينة.
وقال "يضاف هذا إلى ارتفاع نسبة البطالة وإهمال الأحياء العربية في المدينة التي باتت تتعرض لتهجير (ترانسفير) اقتصادي اجتماعي".
يشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية قررت عام 2009 بيع أملاك اللاجئين الفلسطينيين التابعة رسميا لما يعرف باسم "دائرة أراضي إسرائيل"، في إطار مشروع قانون لخصخصة الأملاك العامة.
أزمة سكن
ويتيح القانون اقتناء أملاك اللاجئين بالكامل بدلا من اتفاقيات استئجار لمدة 49 عاما ، ما شجع المستثمرين على الشراء، وقد رفضت في حينه محكمة العدل العليا التماسا لمنع بيع أملاك اللاجئين.
وتتفاقم أزمة السكن في يافا التي يقطنها اليوم 20 ألف مواطن عربي مقابل 30 ألف يهودي، في ظل ازدياد عمليات إخلاء عائلات عربية من منازل سكنتها عقب النكبة بموجب اتفاقية استئجار مع سلطات إسرائيلية وضعت يدها على أملاك اللاجئين.
تهجير صامت
وتؤكد الناشطة اسماء اغبارية زحالقه أن السلطات الإسرائيلية تفضل بيع عمارات وقصور في السوق الحرة للأغنياء، وأغلبية هؤلاء من اليهود.
وقالت"هذا يعني طرد العرب من يافا مجددا وبتهجير صامت، فهم في غالبيتهم الساحقة فقراء وعاجزون عن التعامل مع السوق الحرة".
بدورهن يقول الناشط محمد زبدة أن يافا كانت العاصمة الاقتصادية والثقافية لفلسطين وتعرف باسم "عروس البحر"، وقد نجا من عملية تهجير أهلها خمسة آلاف من أصل مائة ألف كانوا يسكنونها حتى العام 1948، مشيرا ال] ان المدينة باتت مستهدفة اليوم عبر عمليات ترحيل غير مباشر.
المصدر: الجزيرة نت