بيان صادر عن حركة "فتح" - إقليم لبنان في ذكرى إعلان الاستقلال، إعلان قيام دولة فلسطين
"إنَّ المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف".
جاء هذا الإعلان التاريخي، إعلان الاستقلال، إعلان قيام دولة فلسطين فوق الأرض الفلسطينية في الدورة التاسعة عشرة غير العادية، دورة الانتفاضة المنعقدة في الجزائر من 12-15/11/1988
لقد جاء هذا الإعلان في خضم الانتفاضة الشعبية الرائعة التي تجلت فيها عظمة شعبنا بكل شرائحه الاجتماعية وقواه الوطنية، كما تجلت فيها الهندسة الثورية لهذه الانتفاضة والدور المميَّز لمهندس الانتفاضة الشهيد القائد خليل الوزير أبو جهاد.
لقد جاء إعلان قيام دولة فلسطين تحدياً صارخاً لوجود الاحتلال الإسرائيلي على أراضينا المحتلة، ويشكل أيضاً إصراراً وطنياً شاملاً على إزالة الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف منطلقين أساساً من قوة الشرعية الدولية، وقوة قراراتها التي تعطي شعبنا الفلسطيني حقه الطبيعي في ممارسة كفاحه الوطني لتقرير المصير والاستقلال السياسي والسيادة الكاملة فوق أرضه، وهذا حق طبيعي وتاريخي وقانوني للشعب العربي الفلسطيني في وطنه.
في هذه المناسبة الوطنية التي تزيدها سمواً ورفعةً الذكرى الثامنة لاستشهاد رمز فلسطين وقائد مسيرتها الوطنية، وحامل مشعلها الثوري الذي أضاء طريق الحرية والاستقلال للعديد من حركات التحرر في العالم. ياسر عرفات الذي انتقل بشعبه من مرحلة التشرد والضياع إلى مرحلة إعادة الهوية الوطنية لشعبنا الفلسطيني، وانطلاق مسيرة ثورتنا الفلسطينية المعاصرة، وانتزاع منظمة التحرير الفلسطينية موقعه الطبيعي والسياسي كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، تقود نضاله حتى تتحقق كافة أهدافه الوطنية.
وفي هذه المناسبة يهمنا تأكيد على ما يلي:
أولاً: إنَّ قيام دولة فلسطين لم يكن شعاراً سياسياً يُرفع بقدر ما هو إعلان عن التصعيد الكفاحي وتأجيج مقاومة الاحتلال في إطار قرارات الشرعية الدولية التي تدين الاحتلال والاستيطان والتهويد والعدوان المتواصل على شعبنا وأرضنا.
ثانياً: إنَّ القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية التي وقَّعت على وثيقة المصالحة الفلسطينية في القاهرة هذه الوثيقة التي لم يعترض عليها أحد معنيةٌ اليوم أكثر من أي وقت مضى بوضعها موضع التنفيذ العملي من أجل إنهاء الانقسام المدمِّر، وإنقاذ الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتفويت الفرصة على الاحتلال الإسرائيلي الذي يستقوي على شعبنا بسيف الانقسام وتغييب وحدة الصف الوطني.
ثالثاً: إن الواجب الوطني يتطلب منَّا جميعاً دعم ومساندة القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن في طلب العضوية لدولة فلسطين في الجمعية العمومية كعضو مراقب يمنحها في حال الحصول عليه تصعيد المواجهة على أساس انها دولة تحت الاحتلال، وعلى حدود الرابع من حزيران العام 1967، وهذا يسهم قانونياً في حسم كافة القضايا المتعلقة بالاستيطان، والحدود، والقدس وغيرها.
كما أنَّ مثل هذا النجاح سيعطي الحق لدولة فلسطين المدعومة من دول الجمعية العمومية بمقاضاة إسرائيل وملاحقتها في الهيئات الدولية، والاستفادة من المنظمات الدولية في تعزيز الحضور الفلسطيني.
رابعاً: إنَّ ما تتعرض له القيادة الفلسطينية والرئيس ابو مازن شخصياً من ضغوطات وتهديدات إسرائيلية وأميركية وتشديد الحصار على الضفة الغربية وقطاع غزة، وتقليص الدعم المالي يتطلب من ابناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات المساندةَ الصادقةَ للرئيس ابو مازن رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية حتى يكون بالامكان تجاوز المخاطر القائمة، وتحقيق الأهداف الوطنية وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي المحتلة العام 1967 وعاصمتها القدس، وحق العودة إلى أرضنا التي طردنا منها. وان يكون الحل مستناداً الى القرار الاممي 194 والذي يتضمن الحق الفردي والجماعي بالعودة والتعويض.
خامساً: نؤكد تمسكنا في حركة فتح بحق العودة للاجئين الفلسطينيين المطرودين من أراضيهم بعد حصول النكبة، كما نؤكد أنه لا سلام في المنطقة، ولا إنهاء للصراع بدون معالجة موضوع اللاجئين والقدس والسيادة الكاملة لدولة فلسطين.
سادساً: في هذه المناسبة الوطنية ندعو الأمم المتحدة، وكافة المؤسسات والهيئات الدولية المعنية بحقوق الانسان ان تمارس الضغوطات على الاحتلال الاسرائيلي، للانسحاب من أراضينا المحتلة، ووقف العدوان اليومي على أبناء شعبنا في كافة المناطق المحتلة، واطلاق قيد الأسرى القابعين في المعتقلات والزنازين الذين اعتقلوا لأنهم يمارسون حقهم القانوني في مقاومة الاحتلال من اجل الحرية والاستقلال.
سابعاً: إننا ندعو أمتنا العربية أن تكون سنداً حقيقياً لشعبنا المكافح، وأن تقدم الدعم السياسي والاقتصادي والمعيشي، وأن تطبق بالقرارات التي اعتمدتها القمم العربية وهي تشيكل شبكة أمان مالية للسلطة الوطنية بوجه الحصار المالي على السلطة لتضييق الخناق.
إننا نناشد كافة الجهات الدولية الحريصة على نصرة ومساندة الشعب الفلسطيني وقيادته أن تقف إلى جانب حقوقنا المشروعة بحزم لإنهاء الاحتلال وحصول شعبنا على الحرية والاستقلال.
التحية إلى أبناء شعبنا المكافح المجاهد من اجل الحرية والاستقلال والعودة.
التحية الى قوافل شهداء التحرير وذويهم الصابرين
التحية الى إخواتنا الأسرى الصامدين في المعتقلات الاسرائيلية
وانها لثورة حتى النصر
حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح- لبنان
15/11/2012