"دولة المستوطنين" في وادي الحصين بالخليل !
الخليل - ألف - غسان الهادي : أن تعيش في وادي الحصين القريب من مستوطنة " كريات أربع" شرق الخليل، وإذا ما فكرت بالمجازفة في الذهاب إلى هناك للزيارة يتطلب الأمر، قبل كل شيء، إدراك حقيقة أن قدميك تقودانك الى "دولة" يحكمها المستوطنون، فيما الجنود الإسرائيليين ليسوا سوى رعايا مكلفين بحراسة فائض الحرية الذي يتمتعون به.
هنا، حيث "طريق المصليين" المحتكرة لتنقل سيارات المستوطنين فقط، ومبنى الرجبي الذي يحاذي الطريق ويواصل الجنود الاسرائيليون احتلاله بذريعة حماية تنقلهم ما بين المستوطنة والحرم البراهيمي، وهنا، لا شيء يبعث على الاحساس بالطمأنينة لدى 27 عائلة تعيش وضعا أقرب إلى حظر التجول"، لا سيما في النهارات التي يتصادف أن تمر عليها الأعياد اليهودية.
الفتى باسل سليمان مطرية و4 فتية من أصدقائه غاب عن أذهانهم حقيقة أنهم في دولة يحكمها المستوطنون جازفوا، فبل أيام قليله، في الخروج من منزل العائلة الى منزل عمه فايز مطرية الذي يبعد 50 مترا فقط، غير أن المسافة القصيرة التي كان عليهم قطعها بسرعة خاطفة ، تحولت إلى "مصيدة" !
قال الفتى مطرية الذي لم يتجاوز 14 عاما، إن قلبه: "سقط إلى ركبتيه" عندما شاهد أحد الجنود يحمل صديقه وابن عمه بهاء حسني مطري إلى أعلى ويضرب جسمه بالأرض، كما لو كان شيئا يريد تحطيمه.
بهاء مطرية وأصدقاؤه باسل وأحمد ومروان الجعبري ومحمد فايز مطريه (جميعهم لم يتجاوزوا 14 عاما) علقوا ، ليلة 20 تموز الجاري ، في "حفلة الصيد" لعشر دقائق، غير أنها قد تكون الدقائق الأطول والأكثر قسوة في حياتهم، كما قال باسل وهو يشرح تفاصيل قصة واحدة من بين قصص قمع كثيرة يصنعها: "مستوطنون مسلحون ويرتدون الزي العسكري".
"القصة القصيرة" والمروعة التي عاشها 5 فتية جازفوا في قطع طريق المصلين التي تفصلهم عن منزل أحدهم (محمد فايز الرجبي) يمكن إدراجها في السياق ذاته ، حيث دولة المستوطنين التي تبسط نفوذها في كل محيط " كريات أربع" وعلى امتداد الطريق إلى الحرم الإبراهيمي، تواصل إخضاع الحياة اليومية للفلسطينيين المقيمين في المنطقة لنظام مختلف، لا مبرر له، كما يؤكد المواطنون، سوى هواجس المستوطنين التي تحيل كل فلسطيني إلى "إرهابي محتمل" يتوجب تقصيه بالمزيد من القمع.
قال الموطن جمال أبو سعيفان المهتم بتوثيق هجمات المستوطنين وعربدات الجنود المكلفين بطمأنتهم، بالصور، إن إبلاغه في الوقت المناسب عن "حفلة الصيد" أمام مبنى الرجبي، وهو مبنى كان أخلي من المستوطنين في 4 كانون الأول عام 2008 م، ساعد في إنقاذه الفتية من وقت إضافي في عملية تنكيل قاسية على أيدي 5 جنود تناوبوا على أجسادهم الطرية دون رأفة ، فيما أوضح باسل مطرية أن الجنود الاسرائيليين الذين أفرغوا بعضا من ساديتهم اعلى جسده وأجساد أصدقائه الأربعة، تم استدعاؤهم من قبل جندي كان يقف على سطح المبنى: في البداية سلط عليهم الأضواء الكاشفة ثم طالبهم بالتوقف، ثم بعد لحظات حضر جنود في سيارة جيب عسكري وشرعوا في التنكيل بهم دون أن يطرحوا عليهم أية أسئلة.
"واصلو ضربنا بالبساطير وبقبضاتهم على أنحاء مختلفة من أجسامنا، ربما لعشر دقائق" قال باسل مطرية وهو يشرح وضعا كان فيه وأصدقاؤه الأربعة أقرب إلى الطرائد في غابة صيد، غير، أن ذاكرته الطرية لا تزال تحتفظ بمقاربة للمشهد أكثر وضوحا، حينما ينزف الجسد وجعه من دون دم.
ليلة القبض على باسل وبهاء مطرية وأصدقائهم متلبسون بالمشي على الأقدام في ما تسمى طريق المصلين، ليست سوى "مجرد واقعة" ضمن جدول الأعمال الذي يزاوله جيش الاحتلال حول مبنى الرجبي وعلى امتداد الطريق، ذلك أن واقعة أخرى مشابهة وقعت أمام المبنى، قبل أيام من الليلة، انتهت بنقل الشقيقين ثائر وسامي ناصر الجعبري المقيمين في منزل قريب (19 و 24 عاما) إلى المستشفى لتلقي العلاج.
بحسب التعليمات، وأيضا كما يقتضي لمزاج الجنود "المرابطين" في المبنى وعلى سطحه وفي الدوريات الراجلة على امتداد الطريق، تستمر الممنوعات في الزحف دون رحمه، حتى على التفاصيل الصغيرة في الحياة اليومية للمواطنين، إلى درجة قد لا يعود مسموحا لأهالي الوادي سوى الاقامة في داخل المنازل- كما قال مواطن يخشى الإشارة إلى اسمه ويواصل مع عائلته العيش قبالة المبنى بطريقة أقرب إلى "حالة اعتقال".
في وادي الحصين الذي يحوله المستوطنون و الجنود الاسرائيليون إلى كمين للانتقام من العرب: ممنوع على الناس التنقل بواسطة السيارات والتنقل باستخدام العربات التي تجرها الدواب وفتح المتاجر في الأعياد اليهودية، وأيضا يمنع عليهم الدفاع عن أنفسهم أو منازلهم أو حتى إبداء التذمر إذا ما صادفوا في الطريق 3 مستوطنين أو أكثر يمارسون "رياضة" رشق المنازل بالحجارة أو التدرب على إطلاق الهتافات التي تصفهم ب "الخنازير" وتطالبهم بالرحيل.
هنا كما قال المواطن بسام فهد الجعبري المقيم قبالة المبنى وفي محاذاة "طريق المصلين" مسموح للفلسطينيين، مثلا، تقديم شكاوى للشرطة الاسرائيلية إذ اما رشق مستوطن منزلا بالحجارة، لكن دون انتظار أية نتائج !
هنا، حيث "طريق المصليين" المحتكرة لتنقل سيارات المستوطنين فقط، ومبنى الرجبي الذي يحاذي الطريق ويواصل الجنود الاسرائيليون احتلاله بذريعة حماية تنقلهم ما بين المستوطنة والحرم البراهيمي، وهنا، لا شيء يبعث على الاحساس بالطمأنينة لدى 27 عائلة تعيش وضعا أقرب إلى حظر التجول"، لا سيما في النهارات التي يتصادف أن تمر عليها الأعياد اليهودية.
الفتى باسل سليمان مطرية و4 فتية من أصدقائه غاب عن أذهانهم حقيقة أنهم في دولة يحكمها المستوطنون جازفوا، فبل أيام قليله، في الخروج من منزل العائلة الى منزل عمه فايز مطرية الذي يبعد 50 مترا فقط، غير أن المسافة القصيرة التي كان عليهم قطعها بسرعة خاطفة ، تحولت إلى "مصيدة" !
قال الفتى مطرية الذي لم يتجاوز 14 عاما، إن قلبه: "سقط إلى ركبتيه" عندما شاهد أحد الجنود يحمل صديقه وابن عمه بهاء حسني مطري إلى أعلى ويضرب جسمه بالأرض، كما لو كان شيئا يريد تحطيمه.
بهاء مطرية وأصدقاؤه باسل وأحمد ومروان الجعبري ومحمد فايز مطريه (جميعهم لم يتجاوزوا 14 عاما) علقوا ، ليلة 20 تموز الجاري ، في "حفلة الصيد" لعشر دقائق، غير أنها قد تكون الدقائق الأطول والأكثر قسوة في حياتهم، كما قال باسل وهو يشرح تفاصيل قصة واحدة من بين قصص قمع كثيرة يصنعها: "مستوطنون مسلحون ويرتدون الزي العسكري".
"القصة القصيرة" والمروعة التي عاشها 5 فتية جازفوا في قطع طريق المصلين التي تفصلهم عن منزل أحدهم (محمد فايز الرجبي) يمكن إدراجها في السياق ذاته ، حيث دولة المستوطنين التي تبسط نفوذها في كل محيط " كريات أربع" وعلى امتداد الطريق إلى الحرم الإبراهيمي، تواصل إخضاع الحياة اليومية للفلسطينيين المقيمين في المنطقة لنظام مختلف، لا مبرر له، كما يؤكد المواطنون، سوى هواجس المستوطنين التي تحيل كل فلسطيني إلى "إرهابي محتمل" يتوجب تقصيه بالمزيد من القمع.
قال الموطن جمال أبو سعيفان المهتم بتوثيق هجمات المستوطنين وعربدات الجنود المكلفين بطمأنتهم، بالصور، إن إبلاغه في الوقت المناسب عن "حفلة الصيد" أمام مبنى الرجبي، وهو مبنى كان أخلي من المستوطنين في 4 كانون الأول عام 2008 م، ساعد في إنقاذه الفتية من وقت إضافي في عملية تنكيل قاسية على أيدي 5 جنود تناوبوا على أجسادهم الطرية دون رأفة ، فيما أوضح باسل مطرية أن الجنود الاسرائيليين الذين أفرغوا بعضا من ساديتهم اعلى جسده وأجساد أصدقائه الأربعة، تم استدعاؤهم من قبل جندي كان يقف على سطح المبنى: في البداية سلط عليهم الأضواء الكاشفة ثم طالبهم بالتوقف، ثم بعد لحظات حضر جنود في سيارة جيب عسكري وشرعوا في التنكيل بهم دون أن يطرحوا عليهم أية أسئلة.
"واصلو ضربنا بالبساطير وبقبضاتهم على أنحاء مختلفة من أجسامنا، ربما لعشر دقائق" قال باسل مطرية وهو يشرح وضعا كان فيه وأصدقاؤه الأربعة أقرب إلى الطرائد في غابة صيد، غير، أن ذاكرته الطرية لا تزال تحتفظ بمقاربة للمشهد أكثر وضوحا، حينما ينزف الجسد وجعه من دون دم.
ليلة القبض على باسل وبهاء مطرية وأصدقائهم متلبسون بالمشي على الأقدام في ما تسمى طريق المصلين، ليست سوى "مجرد واقعة" ضمن جدول الأعمال الذي يزاوله جيش الاحتلال حول مبنى الرجبي وعلى امتداد الطريق، ذلك أن واقعة أخرى مشابهة وقعت أمام المبنى، قبل أيام من الليلة، انتهت بنقل الشقيقين ثائر وسامي ناصر الجعبري المقيمين في منزل قريب (19 و 24 عاما) إلى المستشفى لتلقي العلاج.
بحسب التعليمات، وأيضا كما يقتضي لمزاج الجنود "المرابطين" في المبنى وعلى سطحه وفي الدوريات الراجلة على امتداد الطريق، تستمر الممنوعات في الزحف دون رحمه، حتى على التفاصيل الصغيرة في الحياة اليومية للمواطنين، إلى درجة قد لا يعود مسموحا لأهالي الوادي سوى الاقامة في داخل المنازل- كما قال مواطن يخشى الإشارة إلى اسمه ويواصل مع عائلته العيش قبالة المبنى بطريقة أقرب إلى "حالة اعتقال".
في وادي الحصين الذي يحوله المستوطنون و الجنود الاسرائيليون إلى كمين للانتقام من العرب: ممنوع على الناس التنقل بواسطة السيارات والتنقل باستخدام العربات التي تجرها الدواب وفتح المتاجر في الأعياد اليهودية، وأيضا يمنع عليهم الدفاع عن أنفسهم أو منازلهم أو حتى إبداء التذمر إذا ما صادفوا في الطريق 3 مستوطنين أو أكثر يمارسون "رياضة" رشق المنازل بالحجارة أو التدرب على إطلاق الهتافات التي تصفهم ب "الخنازير" وتطالبهم بالرحيل.
هنا كما قال المواطن بسام فهد الجعبري المقيم قبالة المبنى وفي محاذاة "طريق المصلين" مسموح للفلسطينيين، مثلا، تقديم شكاوى للشرطة الاسرائيلية إذ اما رشق مستوطن منزلا بالحجارة، لكن دون انتظار أية نتائج !