أطفال غزة بلا طفولة..ماما هذا صاروخ مقاومة ولا إسرائيل...بابا في قصف الليلة ولا لأ
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
إسلام البربار- هم من يلهون... ويلعبون ... ويأكلون ... الحلوى، هكذا تبدو الطفولة في جميع أنحاء المعمورة، ولكن ماذا لو وجهتني بسؤال وكيف طفولة غزة .؟ أصمت لبرهة وأقول دعني عزيزي القاري ارصد لك في هذا تقرير عن طفولة غزة في ظل التصعيد الأخير علي القطاع .
فأجيب أطفالنا بلا طفولة، يبقي الاحتلال الإسرائيلي محلقاً في السماء إلي أن يؤد الطفولة بأسمى معانيها، ويمكنك رؤيتهم بالعين المجردة، فشكلهم شكل الطفولة بعينها ، أما مضمونهم يعبر عن ويلات الحصار، وأشلاء الشهداء، وركام البيوت المهدمة، رسخت تلك المشاهدات إلي أن نقشت فحواها في شريط الصور الفوتوغرافية لتاريخ الطفولة الغزية علي مر العصور والأزمان .
براء أبو عرمانة ، تبلغ من عمر زهور البستان (12) عاماً تقطن في منطقة معسكر جباليا شمال القطاع، حدثتنا بماذا تشعر في هذه الآونة تحت وطأة التصعيد الإسرائيلي " قائلة " لا أستطيع التحدث كثيراً من الخوف الذي يملئني ، فأنا أموت من الخوف ويروع قلبي كلما أسمع أزيز الطائرات وكأن قلبي ينتشل من مكانه، أتذكر وقت الحرب السابقة (2008- 2009 ) ومشاهد القتل والدمار وخاصة القتل العمد للأطفال، هذه المناظر والمشاهدات لا تغيب عن ذهني يوماً أتذكرها مليون مرة وكأنها حدثت أمامي للتو ."
وتواصل " أبو عرمانة " في محادثتها وأنا أنظر لها دون التفوه بكلمة أو مقاطعتها جعلتها تتحدث لتفصح عما بداخلها معبرة " لا يوجد لدينا حرية ولا أمن ولا أمان، الطائرات تقصف كل شئ البيوت والشوارع والسيارات، في الحرب السابقة عندما عودنا للمدرسة وجدت الكثير من طالبات مدرستي استشهدوا وأخاف هذه المرة أيضا أجد ما وجدت في السابق ."
حرموا فرحة الطفولة........ قضية باتت لديهم منتهية الجدال بها، وأقصي أحلامهم الوردية الآن النوم في مكان دافئ يحتويهم جميعاً انه حضن أبائهم وآماتهم ولكن ماذا لو كانوا ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد شهر .
هكذا بدى الطفل الذي لم يهمني كثيراً السؤال عن اسمه عندما كنت مارة وقصفت طائرات الاحتلال، ركض إلي أن وقف بجانبي " بدأت أهدأ من روعيه وهو ينزع الأمل واليقين في وصوله إلي بيته سالماً غانماً، هو يلتفت شمالاً يميناً حدثته " أنت خائف ..قال لي : لا ، رغم جسده يعتصر رعباً ، صمت وكانت إجابته هذه كفيلة بالرد علي كل الأسئلة التي كان ممن الممكن أن اطرحها عليه ( أن الطفولة الغزية رغم كل صور الخوف من حولها ترفض الاستسلام لشبح الطائرات والدبابات الاحتلال الإسرائيلي وما تفعله من هجمات شرسة وغطرسة وعنجهية بحق أطفالنا العزل .
في النطاق نفسه ومع الطفلة " سما تيسير" أختلف الوضع ولكن ليس كثيراً ورغم صغر عمرها الذي لم يتجاوز (8 ) أعوام، من سكان منطقة الشيخ زايد، روت حكايتها مع شدة القصف والضرب من قبل الاحتلال الإسرائيلي حول بيتها، وكأنها تقرأ لي حكاية من حكايات ألف ليلة ولية ، قائلة " أخاف كثيراً ليس أنا فقط فأطفال غزة كلهم يخافون من الحرب والقصف والضرب من الطائرات الاحتلال الإسرائيلي ، وأخاف عندما اسمع الضرب والقصف، أسرع بجانب أبي وأمي، يجمعوننا بجانبهم ويهدءوا من روعتنا ويطمئنوننا إلي أن تذهب الطائرات، لا نعرف النوم واللعب والجلوس والقيام ، وأدعي الله أن يقتل كل إسرائيلي لأنه يريد أن يقلنا ويقتل مقاومتنا، وأدعي يا رب أحفظ المقاومة لضربهم وبخاف عليهم كثيرا ."
تستكمل " تيسير " أقرأ حينها وأردد الآية القرآنية " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون . "
هم مجرد أطفال كباقي أطفال أمريكا أوروبا وغيرهما، لديهم طاقة لتحمل الصدمات والأزمات ولكن الاحتلال يحملهم بوحشيته فوق طاقتهم ، ليعيشوا جملة من المخاوف المرصعة بالرعب والحزن ليبقوا طوال ساعات الليل يتربصون بأحضان أبائهم وأمهاتهم ظنا بأنفسهم في لحظة وضحاها ستصادفهم شظايا تائهة تنغص عليهم سباتهم العميق .
سها سهيل " تبلغ 10 أعوام عبرت لنا وكأنها تتفهم تماماً ما يحدث مثلما يتحدث الخبير بالأسلحة الحربية قالت " كيف نكون أطفال وكل يوم نسمع أزيز الدبابات ونصحو وننام علي مشاهد أشلاء الشهداء والقصف في كل شبر من غزة، نريد أن نعيش مثل الأطفال الذي نراهم في التلفاز نلعب ونضحك ونلهو، لا أريد الخوف ولا أريد صواريخ ولا ضرب ، فعندما أسمع صوت الصواريخ يصيبي وجع في بطني " مغص "وأقول هذا صاروخ للمقاومة وذاك من إسرائيل وأجلس أنتظر الرد واحد علي الأخر يكفينا ما يحدث لنا نريد العيش بسلام وأمان ."
ويشير عطا أبو ناموس أخصائي اجتماعي، عن زيادة حدة الخوف عند الأطفال الغزيين عن الحرب السابقة قائلاً ." يرجع ذلك إلي عدة أسباب أهمها هو الخبرات المكتسبة ونقصد بذلك أن الطفل عندما شاهد العديد من المشاهدات في الحرب السابقة من قتل، ودمار، وبكاء وصراخ ....الخ فانه يربط كل هذه الأحداث بما يحدث الان، بالإضافة إلى سبباً آخر وهو التجربة المؤلمة في حياة الطفل الغزي التي تجعله أكثر خوفا مما شاهده في المرة الأولى وكأنها شريط سينمائي ويتخيل ماذا يحدث ."
ويضيف " أبو العطا " أن علي جميع الأسر أن تحاول قدر المستطاع توفير جو هادئ للأطفال وغرس الشعور بالأمن من خلال التعاطف مع الطفل، وفهم أفكاره ومشاعره ومشاركته بها .
إن عنوان الطفولة تعكس مرارة الواقع تختفي وتنتزع منه أجمل معاني الإحساس بالإنسانية لهؤلاء الأطفال " ألم تعرفهم بعد .. إنهم أطفال غزة .
عن بي ان ان
zaإسلام البربار- هم من يلهون... ويلعبون ... ويأكلون ... الحلوى، هكذا تبدو الطفولة في جميع أنحاء المعمورة، ولكن ماذا لو وجهتني بسؤال وكيف طفولة غزة .؟ أصمت لبرهة وأقول دعني عزيزي القاري ارصد لك في هذا تقرير عن طفولة غزة في ظل التصعيد الأخير علي القطاع .
فأجيب أطفالنا بلا طفولة، يبقي الاحتلال الإسرائيلي محلقاً في السماء إلي أن يؤد الطفولة بأسمى معانيها، ويمكنك رؤيتهم بالعين المجردة، فشكلهم شكل الطفولة بعينها ، أما مضمونهم يعبر عن ويلات الحصار، وأشلاء الشهداء، وركام البيوت المهدمة، رسخت تلك المشاهدات إلي أن نقشت فحواها في شريط الصور الفوتوغرافية لتاريخ الطفولة الغزية علي مر العصور والأزمان .
براء أبو عرمانة ، تبلغ من عمر زهور البستان (12) عاماً تقطن في منطقة معسكر جباليا شمال القطاع، حدثتنا بماذا تشعر في هذه الآونة تحت وطأة التصعيد الإسرائيلي " قائلة " لا أستطيع التحدث كثيراً من الخوف الذي يملئني ، فأنا أموت من الخوف ويروع قلبي كلما أسمع أزيز الطائرات وكأن قلبي ينتشل من مكانه، أتذكر وقت الحرب السابقة (2008- 2009 ) ومشاهد القتل والدمار وخاصة القتل العمد للأطفال، هذه المناظر والمشاهدات لا تغيب عن ذهني يوماً أتذكرها مليون مرة وكأنها حدثت أمامي للتو ."
وتواصل " أبو عرمانة " في محادثتها وأنا أنظر لها دون التفوه بكلمة أو مقاطعتها جعلتها تتحدث لتفصح عما بداخلها معبرة " لا يوجد لدينا حرية ولا أمن ولا أمان، الطائرات تقصف كل شئ البيوت والشوارع والسيارات، في الحرب السابقة عندما عودنا للمدرسة وجدت الكثير من طالبات مدرستي استشهدوا وأخاف هذه المرة أيضا أجد ما وجدت في السابق ."
حرموا فرحة الطفولة........ قضية باتت لديهم منتهية الجدال بها، وأقصي أحلامهم الوردية الآن النوم في مكان دافئ يحتويهم جميعاً انه حضن أبائهم وآماتهم ولكن ماذا لو كانوا ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد شهر .
هكذا بدى الطفل الذي لم يهمني كثيراً السؤال عن اسمه عندما كنت مارة وقصفت طائرات الاحتلال، ركض إلي أن وقف بجانبي " بدأت أهدأ من روعيه وهو ينزع الأمل واليقين في وصوله إلي بيته سالماً غانماً، هو يلتفت شمالاً يميناً حدثته " أنت خائف ..قال لي : لا ، رغم جسده يعتصر رعباً ، صمت وكانت إجابته هذه كفيلة بالرد علي كل الأسئلة التي كان ممن الممكن أن اطرحها عليه ( أن الطفولة الغزية رغم كل صور الخوف من حولها ترفض الاستسلام لشبح الطائرات والدبابات الاحتلال الإسرائيلي وما تفعله من هجمات شرسة وغطرسة وعنجهية بحق أطفالنا العزل .
في النطاق نفسه ومع الطفلة " سما تيسير" أختلف الوضع ولكن ليس كثيراً ورغم صغر عمرها الذي لم يتجاوز (8 ) أعوام، من سكان منطقة الشيخ زايد، روت حكايتها مع شدة القصف والضرب من قبل الاحتلال الإسرائيلي حول بيتها، وكأنها تقرأ لي حكاية من حكايات ألف ليلة ولية ، قائلة " أخاف كثيراً ليس أنا فقط فأطفال غزة كلهم يخافون من الحرب والقصف والضرب من الطائرات الاحتلال الإسرائيلي ، وأخاف عندما اسمع الضرب والقصف، أسرع بجانب أبي وأمي، يجمعوننا بجانبهم ويهدءوا من روعتنا ويطمئنوننا إلي أن تذهب الطائرات، لا نعرف النوم واللعب والجلوس والقيام ، وأدعي الله أن يقتل كل إسرائيلي لأنه يريد أن يقلنا ويقتل مقاومتنا، وأدعي يا رب أحفظ المقاومة لضربهم وبخاف عليهم كثيرا ."
تستكمل " تيسير " أقرأ حينها وأردد الآية القرآنية " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون . "
هم مجرد أطفال كباقي أطفال أمريكا أوروبا وغيرهما، لديهم طاقة لتحمل الصدمات والأزمات ولكن الاحتلال يحملهم بوحشيته فوق طاقتهم ، ليعيشوا جملة من المخاوف المرصعة بالرعب والحزن ليبقوا طوال ساعات الليل يتربصون بأحضان أبائهم وأمهاتهم ظنا بأنفسهم في لحظة وضحاها ستصادفهم شظايا تائهة تنغص عليهم سباتهم العميق .
سها سهيل " تبلغ 10 أعوام عبرت لنا وكأنها تتفهم تماماً ما يحدث مثلما يتحدث الخبير بالأسلحة الحربية قالت " كيف نكون أطفال وكل يوم نسمع أزيز الدبابات ونصحو وننام علي مشاهد أشلاء الشهداء والقصف في كل شبر من غزة، نريد أن نعيش مثل الأطفال الذي نراهم في التلفاز نلعب ونضحك ونلهو، لا أريد الخوف ولا أريد صواريخ ولا ضرب ، فعندما أسمع صوت الصواريخ يصيبي وجع في بطني " مغص "وأقول هذا صاروخ للمقاومة وذاك من إسرائيل وأجلس أنتظر الرد واحد علي الأخر يكفينا ما يحدث لنا نريد العيش بسلام وأمان ."
ويشير عطا أبو ناموس أخصائي اجتماعي، عن زيادة حدة الخوف عند الأطفال الغزيين عن الحرب السابقة قائلاً ." يرجع ذلك إلي عدة أسباب أهمها هو الخبرات المكتسبة ونقصد بذلك أن الطفل عندما شاهد العديد من المشاهدات في الحرب السابقة من قتل، ودمار، وبكاء وصراخ ....الخ فانه يربط كل هذه الأحداث بما يحدث الان، بالإضافة إلى سبباً آخر وهو التجربة المؤلمة في حياة الطفل الغزي التي تجعله أكثر خوفا مما شاهده في المرة الأولى وكأنها شريط سينمائي ويتخيل ماذا يحدث ."
ويضيف " أبو العطا " أن علي جميع الأسر أن تحاول قدر المستطاع توفير جو هادئ للأطفال وغرس الشعور بالأمن من خلال التعاطف مع الطفل، وفهم أفكاره ومشاعره ومشاركته بها .
إن عنوان الطفولة تعكس مرارة الواقع تختفي وتنتزع منه أجمل معاني الإحساس بالإنسانية لهؤلاء الأطفال " ألم تعرفهم بعد .. إنهم أطفال غزة .
عن بي ان ان