الطالبة ساندي تهدي نجاحها في الثانوية العامة لوالدتها لاسيرة قاهرة السعدي
الطالبة ساندي السعدي
من علي سمودي -اختلفت الاماكن ولكن توحدت المشاعر ولم تختلف الصور في لحظة الفرح الاجمل في حياة الام وكريمتها ، واذا كان القيد والسجن فرقهما فانه لم يمنع ارواحهما من العناق ليعيشا مع كل الاهل والاحبة كل في طرفه نشوة الفرح والنجاح .
تلك الام هي الاسيرة قاهرة سعيد علي السعدي (35 عاما ) القابعة في سجن "هشارون" وكريمتها ساندي التي اهدتها نجاحها في امتحان الثانوية العامة والذي حققته رغم كل الظروف الصعبة والقاسية التي عايشتها جراء حرمانها حتى من زيارة والدتها في اكثر اللحظات التي تحتاج فيها الابنة لحنان ورعاية الام حتى تحولت على مدار السنوات الماضية للام التي كبرت قبل الوقت ومبكرا .
لحظات وذكريات كثيرة تمر امامها كشريط سينمائي لمسلسل طويل من الم الاطفال والامهات في فلسطين التي احتفلت بنجاح ابنائها رغم كل الظروف والتحديات التي لم تتوقف في حياة ساندي التي وجدت نفسها فجاة مسؤولة عن 3 اطقال ، وتقول " منذ انتزاع الاحتلال لوالدتي من منزلنا في 8-5-2002 ، حيث كنت في عمر 8 سنوات واخي محمد 5 سنوات ورافت 4 سنوات ودنيا 3 سنوات ، تجرعنا كل صنوف المعاناة لانه في نفس الوقت اعتقل بي ناصر واعمامي محمود واحمد وغالبية اقربائي لذلك تحملت مع جدتي منذ صغري مسؤولية رعاية وتربية اشقائي الثلاتة فاصبحت الام والاب والصديق والمعلم والراعي لهم ، وكنت اقسم حياتي بين تربيتهم وتعليمهم والدراسة والتواصل مع امي التي حوكمت بالسجن المؤبد 3 مرات "، وتضيف " في كل المناسبات الاعياد ورمضان وحتى في نهاية العام الدراسي افتقدنا والدتي وحنانها وحبها ولطالما بكيت من شدة الالم والشوق والمسؤولية الكبيرة ، حتى جاءت فترة التوجيهي التي شعرت فيها بغياب والدتي فكنت ابكي وانا في اشد الحاجة لها خاصة بعد منعي من الزيارة ".
وسعت عائلة ساندي للحصول على تصريح زيارة لها لوالدتها التي كانت تتابع اخبارها لحظة بلحظة ، ويقول نجلها محمود " رفض الاحتلال منح ساندي تصريح لذلك ازداد حزن امي التي كان حديثها الوحيد في كل زيارة عن ساندي ودراستها ، مرة توصيني وتحملني عشرات النصائح لها ، واخرى تبكي وتقول لي ليل نهار اصلي وادعوا لله ان يفرحنا بنجاح ساندي انني اتمنى ان اكون معكم "، وتضيف دنيا " لم ارى امي قلقة طوال السنوات الماضية كما في عام ساندي التوجيهي ، وكانت في كل زيارة تقول لي يوم نجاح ساندي اهم مناسبة في حياتي حتى رغم سجني ، وان شاء الله ساقيم لها حفلة كبيرة في السجن "
لحظات الانتظار الصعبه
في ليلة اعلانات النتائج ، لم يغمض جفن لقاهرة في سجنها ولساندي في مخيم جنين ، وتقول الطفلة دنيا (13 عاما ) التي زارت والدتها قبل ايام ، عندما شاهدت امي لم تتوقف عن الدعاء لساندي وطلبت مني ان اقبلها واشجعها واهنئها فهي كانت تشعر ان ساندي ستحقق حلمها وتنجح ، واضافت " منذ عامين ولان ساندي بلغت سن 16 عاما اصبحت ممنوعة من زيارة امي لذلك منذ مطلع بدء العام الدراسي وهي تعيش على اعصابها وفي كل زيارة لا تتوقف عن الحديث عن ساندي وارسال النصائح لها ، وبعدما انهت الامتحانات قالت لي انها لن تعرف طعم الراحة حتى تسمع النتيجة وستنتظر قرب المذياع صلة التواصل الوحيدة معها في ظل عدم الزيارات تنتظر البشرى ".
افراح رغم الالم
مبكرا غادرت ساندي منزلها في مخيم جنين وجلست مع زميلاتها في باحة مدرستها الزهراء الثانوية تنتظر ، وتقول " مرة اخرى بكيت لسبيين اول لان كل الامهات حضرن مع بناتهن بينما غابت عني امي الاسيرة وتاثرت كثيرا فهي تغيب عني في يوم العمر بالنسبة لكل طالبة والسبب الثاني قلقي من عدم تحقيق النتيجة التي توقعتها والدتي "، وبين رحلة الانتظار الصعبة لساندي ، كانت قاهرة ورفيقاتها الاسيرات يرقبن وبنتظرن قرب المذياع ، الاعصاب مشدودة خوف وقلق وتوتر ، وفور اعلان النتائج اغرورقت عيني ساندي بالدموع وهي تتسلم شهادتها ونتيجتها بعدما حصلت على معدل
87،1% في الفرع الادبي ، وتقول " بكيت بشدة فقد امتزجت مشاعر الفرح والحزن ، وكنت اصرخ في اعماقي اين انت يا امي ، انا مشتاق اليك ، اليوم اريدك لجانبي وعناقي فقد نجحت ، لعن الله السجن الذي فرق بيننا وحرمنا اجمل اللحظات ".
بشرى عبر المذياع
باجواء فرح استقبلت ساندي في منزلها حيث تجمع الاهل والاحبة وعدد من رفيقات والدتها الاسيرات المحررات ومنهن عطاف عليان وهنادي قناديل ممن اصرين على الحضور لمنزل ساندي لمشاركتها الفرحة ، ولكن في اجواء الفرحة المنقوصة تقول ساندي كان همي الاكبر ان ازف البشرى لوالدتي فسارعت للاتصال باذاعة امواج وقدمت البشرى والتهنئة لوالدتي التي اهديتها نجاحي وتفوقي رغم خجلي لان معدلي لم يكن كما ارادت ، وقلت لها " فرحتي ستبقى منقوصة لاني كنت اتمنى ان تكون معنا وموجودة بيننا ، اشعر بالم كبير لفراقك ولكن ما يخفف عني ان روحك معي وان الله استجاب لدعواتك وكرمني بهذا النجاح الذي اهديه لك فلا تزعلي لاني بذلت كل جهدي "، واضافت " امي كلما سمعت مبروك ابكي واحزن لاني اريد ان اسمعها منك ، ولن يكون لها جمال ومعنى الا من شفتيك وقلبك ، فامنحيني بركتك لاواصل مشوار واكمل تعليمي كما تحبين وتريدين في الجامعة وادعوا الله ان يفرحنا بك ويفرج كربك وكل الاسيرات لنكمل المشوار معا ، فلن تكتمل فرحتنا الا باجتماع شملنا ".
اجواء الفرح
نيابة عن والدتها وزعت ساندي الحلوى على المحتفين بنجاحها وخاصة زميلات والدتها المحررات ممن شاركنها الدعاء لحرية امها والتهنئة بنجاحها ، اما في سجن"هشارون" فغمرت الاسيرات قاهرة بالحب وهي توزع الحلوى رغم الدموع واصرن على الاحتفاء والفرح بنجاح ساندي التي قالت " انه رغم شعورها بفرحة والدتها فانها ستعيش على اعصابها بانتظار رسالة امها وقبولها لنتيجتها في زيارة ئشقيقتها القادمة المقررة بعد عشرة ايام من اعلان النتائج ".
تلك الام هي الاسيرة قاهرة سعيد علي السعدي (35 عاما ) القابعة في سجن "هشارون" وكريمتها ساندي التي اهدتها نجاحها في امتحان الثانوية العامة والذي حققته رغم كل الظروف الصعبة والقاسية التي عايشتها جراء حرمانها حتى من زيارة والدتها في اكثر اللحظات التي تحتاج فيها الابنة لحنان ورعاية الام حتى تحولت على مدار السنوات الماضية للام التي كبرت قبل الوقت ومبكرا .
لحظات وذكريات كثيرة تمر امامها كشريط سينمائي لمسلسل طويل من الم الاطفال والامهات في فلسطين التي احتفلت بنجاح ابنائها رغم كل الظروف والتحديات التي لم تتوقف في حياة ساندي التي وجدت نفسها فجاة مسؤولة عن 3 اطقال ، وتقول " منذ انتزاع الاحتلال لوالدتي من منزلنا في 8-5-2002 ، حيث كنت في عمر 8 سنوات واخي محمد 5 سنوات ورافت 4 سنوات ودنيا 3 سنوات ، تجرعنا كل صنوف المعاناة لانه في نفس الوقت اعتقل بي ناصر واعمامي محمود واحمد وغالبية اقربائي لذلك تحملت مع جدتي منذ صغري مسؤولية رعاية وتربية اشقائي الثلاتة فاصبحت الام والاب والصديق والمعلم والراعي لهم ، وكنت اقسم حياتي بين تربيتهم وتعليمهم والدراسة والتواصل مع امي التي حوكمت بالسجن المؤبد 3 مرات "، وتضيف " في كل المناسبات الاعياد ورمضان وحتى في نهاية العام الدراسي افتقدنا والدتي وحنانها وحبها ولطالما بكيت من شدة الالم والشوق والمسؤولية الكبيرة ، حتى جاءت فترة التوجيهي التي شعرت فيها بغياب والدتي فكنت ابكي وانا في اشد الحاجة لها خاصة بعد منعي من الزيارة ".
وسعت عائلة ساندي للحصول على تصريح زيارة لها لوالدتها التي كانت تتابع اخبارها لحظة بلحظة ، ويقول نجلها محمود " رفض الاحتلال منح ساندي تصريح لذلك ازداد حزن امي التي كان حديثها الوحيد في كل زيارة عن ساندي ودراستها ، مرة توصيني وتحملني عشرات النصائح لها ، واخرى تبكي وتقول لي ليل نهار اصلي وادعوا لله ان يفرحنا بنجاح ساندي انني اتمنى ان اكون معكم "، وتضيف دنيا " لم ارى امي قلقة طوال السنوات الماضية كما في عام ساندي التوجيهي ، وكانت في كل زيارة تقول لي يوم نجاح ساندي اهم مناسبة في حياتي حتى رغم سجني ، وان شاء الله ساقيم لها حفلة كبيرة في السجن "
لحظات الانتظار الصعبه
في ليلة اعلانات النتائج ، لم يغمض جفن لقاهرة في سجنها ولساندي في مخيم جنين ، وتقول الطفلة دنيا (13 عاما ) التي زارت والدتها قبل ايام ، عندما شاهدت امي لم تتوقف عن الدعاء لساندي وطلبت مني ان اقبلها واشجعها واهنئها فهي كانت تشعر ان ساندي ستحقق حلمها وتنجح ، واضافت " منذ عامين ولان ساندي بلغت سن 16 عاما اصبحت ممنوعة من زيارة امي لذلك منذ مطلع بدء العام الدراسي وهي تعيش على اعصابها وفي كل زيارة لا تتوقف عن الحديث عن ساندي وارسال النصائح لها ، وبعدما انهت الامتحانات قالت لي انها لن تعرف طعم الراحة حتى تسمع النتيجة وستنتظر قرب المذياع صلة التواصل الوحيدة معها في ظل عدم الزيارات تنتظر البشرى ".
افراح رغم الالم
مبكرا غادرت ساندي منزلها في مخيم جنين وجلست مع زميلاتها في باحة مدرستها الزهراء الثانوية تنتظر ، وتقول " مرة اخرى بكيت لسبيين اول لان كل الامهات حضرن مع بناتهن بينما غابت عني امي الاسيرة وتاثرت كثيرا فهي تغيب عني في يوم العمر بالنسبة لكل طالبة والسبب الثاني قلقي من عدم تحقيق النتيجة التي توقعتها والدتي "، وبين رحلة الانتظار الصعبة لساندي ، كانت قاهرة ورفيقاتها الاسيرات يرقبن وبنتظرن قرب المذياع ، الاعصاب مشدودة خوف وقلق وتوتر ، وفور اعلان النتائج اغرورقت عيني ساندي بالدموع وهي تتسلم شهادتها ونتيجتها بعدما حصلت على معدل
87،1% في الفرع الادبي ، وتقول " بكيت بشدة فقد امتزجت مشاعر الفرح والحزن ، وكنت اصرخ في اعماقي اين انت يا امي ، انا مشتاق اليك ، اليوم اريدك لجانبي وعناقي فقد نجحت ، لعن الله السجن الذي فرق بيننا وحرمنا اجمل اللحظات ".
بشرى عبر المذياع
باجواء فرح استقبلت ساندي في منزلها حيث تجمع الاهل والاحبة وعدد من رفيقات والدتها الاسيرات المحررات ومنهن عطاف عليان وهنادي قناديل ممن اصرين على الحضور لمنزل ساندي لمشاركتها الفرحة ، ولكن في اجواء الفرحة المنقوصة تقول ساندي كان همي الاكبر ان ازف البشرى لوالدتي فسارعت للاتصال باذاعة امواج وقدمت البشرى والتهنئة لوالدتي التي اهديتها نجاحي وتفوقي رغم خجلي لان معدلي لم يكن كما ارادت ، وقلت لها " فرحتي ستبقى منقوصة لاني كنت اتمنى ان تكون معنا وموجودة بيننا ، اشعر بالم كبير لفراقك ولكن ما يخفف عني ان روحك معي وان الله استجاب لدعواتك وكرمني بهذا النجاح الذي اهديه لك فلا تزعلي لاني بذلت كل جهدي "، واضافت " امي كلما سمعت مبروك ابكي واحزن لاني اريد ان اسمعها منك ، ولن يكون لها جمال ومعنى الا من شفتيك وقلبك ، فامنحيني بركتك لاواصل مشوار واكمل تعليمي كما تحبين وتريدين في الجامعة وادعوا الله ان يفرحنا بك ويفرج كربك وكل الاسيرات لنكمل المشوار معا ، فلن تكتمل فرحتنا الا باجتماع شملنا ".
اجواء الفرح
نيابة عن والدتها وزعت ساندي الحلوى على المحتفين بنجاحها وخاصة زميلات والدتها المحررات ممن شاركنها الدعاء لحرية امها والتهنئة بنجاحها ، اما في سجن"هشارون" فغمرت الاسيرات قاهرة بالحب وهي توزع الحلوى رغم الدموع واصرن على الاحتفاء والفرح بنجاح ساندي التي قالت " انه رغم شعورها بفرحة والدتها فانها ستعيش على اعصابها بانتظار رسالة امها وقبولها لنتيجتها في زيارة ئشقيقتها القادمة المقررة بعد عشرة ايام من اعلان النتائج ".