نـهـديكـم أشـــلاء ألـعـابـنـا- خليل حرب
هذا بعضنا ، أو كلّنا. نتمدد أمامكم في صورة جماعية.. لكن يومنا ليس عيدا.
دمنا ومدانا الواسع لعيونكم.. فخذونا بحلمكم في مشوارنا الأخير. وارأفوا بلحمنا الطري.. إذا ما استطعتم الى ذلك سبيلا.
سننتظر مثلكم ألا يلحق بنا اطفال آخرون.. مثلما ارتحلنا نحن.
كيف تحول بيتنا الى فجوة كبيرة في الأرض؟!.. لهونا كثيرا في ما مضى، ولم نصنع حفرة كهذه! أعاننا أصحابنا في الزقاق، ولم نفلح!!
لا اجتماع طارئ في القاهرة أسعفنا، ولا مجيء الوزراء العرب. أوباما بارك موتنا سلفا، وتكاثر الخائفون على اسرائيل من عظامنا.
سمعنا أبانا المتهالك هما تحت الحصار، لمرة نادرة فرحا بصواريخنا، يهلّل ويسخر قبل رحيلنا بلحظات بأن ديموقراطية نتنياهو يشهد لها العرب والغرب، ويراهن على صناديق الاقتراع، وانما عبر دمنا.
لكن "قسما بالله ما فهمناش ايشي ".
فلا تعزفوا لنا نشيدا للموتى.. باقون هنا نحن.. سارة، يوسف، إبراهيم، جمال ورنين.. وسط ركام غرفتنا الصغيرة وفراشنا، وامنحوا ما تبقى من أشلاء ألعابنا، لأصحابنا...