الطائرات الإسرائيلية توئِد أطفال غزة
جانب من تشييع شهداء مجزرة عائلة الدلو بعد قصف منزلهم (عدسة: حاتم موسى/وفا)
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
sh محمد أبو فياض
لم ولن يكن طفلا عائلة حجازي آخر طفلين ستوأدهما الطائرات الحربية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتعمل تلك الطائرات القاتلة على قبر أطفال غزة من خلال صواريخها التي تحول الأجساد الرغدة لأولئك الأطفال إلى أشلاء وشواء يصعب التعرف على معالمها الغضة تحت أنقاض منازلهم برفقة عائلتهم بالكامل.
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، عند حوالي الساعة 19:30 من مساء أمس بصاروخين، منزل المواطن فؤاد حجازي، وهو منزل مسقوف بالأسبستوس، ويقع شمال مدارس أبو حسين في مخيم جباليا بمحافظة شمال غزة، وتسبب القصف في وأد الوالدين وطفليهما محمد وصهيب، وتسبب القصف في إصابة العائلة بكاملها وعددها (7) أفراد. ولم تحذر قوات الاحتلال سكان المنزل بأي شكل من الأشكال.
طفلا حجازي لم ولن يكونان الآخرين وليسا الوحيدين بل سبق على ذات الدرب غيرهم من الرضع والأطفال كما حدث لعائلة الدلو في غزة،حين أطلقت طائرة حربية إسرائيلية من طراز (اف 16)، مساء الأحد الماضي صاروخاً باتجاه منزل المواطن جمال محمود ياسين الدلو (52 عاما)، والمكون من أربع طبقات تقطنه ثلاث عائلات قوامها 11 فردا، يقع في شارع النصر، مقابل بنك فلسطين، شمال مدينة غزة.
وقد أسفر القصف عن تدمير المنزل وانهياره بالكامل فوق رؤوس ساكنيه، مما أدى إلى مقتل ثمانية من أفراد العائلة، هم أربعة أطفال وأربع نساء، إحداهن مسنة، اُنتشلت جثثهم من تحت الأنقاض، ومن بين الجثث المنتشلة كانت أم وأربعة من أطفالها وهم: سماح عبد الحميد الدلو (27عاما)، جمال محمد جمال الدلو (6 أعوام)، يوسف محمد جمال الدلو (4 أعوام)، سارة محمد جمال الدلو (7 أعوام)، ابراهيم محمد جمال الدلو، عام وغيرهم من العائلة.
وفي شمال قطاع غزة شن الطيران الحربي الإسرائيلي في 18/11/2012 عدة غارت أدت إلى استشهاد العديد من المواطنين بينهم: المواطن سهيل عاشور محمد حمادة (42 عاما)، وطفله عاشور (10 أعوام)، وتحول جسديهما لأشلاء، والمواطن جلال محمد صالح نصر (42 عاما)، وطفلة حسين (8 أعوام)، بينما كانا يقومان بصيانة شبكة المياه على سطح منزلهما الواقع على دوار أبو شرخ في جباليا، مما أدى إلى مقتلهما.
وأمس فجرا أطلق الطيران الحربي الإسرائيلي صاروخاً باتجاه منزل المواطن محمد خليل محمد عزام، 55 عاماً، الواقع في حي الزيتون، شرق غزة، ومكون من أربع طبقات، بعد أن كانت قد أطلقت ثلاثة صواريخ تحذيرية من طائرة استطلاع. أسفر ذلك عن تدمير المنزل بالكامل، وكان قد أخلاه السكان، فيما دمرت أربعة منازل مجاورة له، لم يستطع سكانها إخلاءها، مما أدى إلى مقتل أربعة من سكانها ثلاثة منهم من عائلة واحدة، هم سيدتان وطفل. والقتلى هم: سحر فادي ابو زور (20 عاما)، ونسمة حلمي ابو زور (21 عاما)، ومحمد إياد ابو زور (5 أعوام)، وعاهد حمدي القطاطي (34 عاما).
ونتيجة جرائم الاحتلال بحق أطفال غزة قالت "اليونيسف" إنها تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع المتدهور وتأثيره على الأطفال، داعية "اليونيسف" جميع الأطراف إلى بذل كل ما في وسعهم لممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحماية حقوق ورفاه جميع الأطفال.
كذلك عبر مركز الميزان لحقوق الإنسان عن استنكاره الشديد لاستمرار وتصاعد هذه الجرائم البشعة، مشيرا إلى أعمال القتل وخاصة قتل الأطفال وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال على نطاق واسع ترتكب تحت غطاء سياسي من قبل المجتمع الدولي، الذي يصمت ويعجز رغم هول وبشاعة الجرائم الإسرائيلية عن التحرك العاجل لوقفها وحماية المدنيين.
وقال المركز إن المدنيين الفلسطينيين عموما والأطفال والنساء والمسنين هم من يدفعون من دمائهم ومن آمالهم ثمن العجز الدولي في مواجهة الجرائم الإسرائيلية التي يبدو وأنها ستتصاعد، لأن شعور المجرمين بالحصانة يفتح شهية القتل ما ينذر بنتائج إنسانية وخيمة لاستمرار هذا العدوان.
أما المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فقد دان الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا وبحق الطفولة داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال. وجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
من جانبها، رأت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان بأن حكومة دولة الاحتلال ومن خلال استمرارها في حربها ضد المدنيين في قطاع غزة، وتنكرها لكافة الجهود الدولية الرامية لوقف هذه الحرب، وتنفيذها للعديد من الجرائم بحق المدنيين والأعيان المدنية في قطاع غزة، تقدم دليلاً إضافياً على مواصلة عدوانها وتفضح أمام الملأ ادعاءاتها بالرغبة بوقف العدوان.
وعبرت المؤسسة عن صدمتها الشديدة تجاه استمرار فشل المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي، والمنظمات الدولية، وفشل الحكومات العربية والإسلامية، في إجبار سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي تجنيب المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم ويلات حربها المفتوحة على قطاع غزة، وذلك بالتوقف الفوري عن استهداف المدنيين والأعيان المدني