قائمة الليكود الجديدة.. تطرف يميني واستيطان جنوني
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
فايز عباس
بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود وإعلان النتائج الرسمية، تبين ان المستوطنين استطاعوا الاستيلاء على قيادة حزب الليكود وإبقاء " العقلانيين " او المعتدلين يمينيا خارج القائمة امثال الوزراء دان مريدور وبيني بيجن، نجل زعيم ومؤسس حزب الليكود مناحيم بيجن، وعضو الكنيست ميكي ايتان الذين دافعوا عن سيادة القانون وعوقبوا.
القاء نظرة سريعة على قائمة الليكود الجديدة تبين ان الليكود اصبح حزبا للمستوطنين ومن يؤيدون توسيع الاستيطان وعدم اجراء مباحثات مع الفلسطينيين والاستيلاء على ما تبقى من اراض فلسطينية، وهم من يشرعون الاستيطان العشوائي، ومن قاموا بسن القوانين العنصرية ضد المواطنين الفلسطينيين في اراض عام 1948 ومن سعوا لإقرار قوانين تحد من الديمقراطية السياسية لليسار الاسرائيلي.
عندما صعد نتنياهو الى المنصة بعد انتهاء فرز الاصوات، قال ان القائمة هي قائمة وطنية قومية، تضم جميع الفئات من "اشكناز" وشرقيين وعلمانيين ومتدينين ومن جميع المناطق، لكن نظرة سريعة على اسماء الفائزين في الانتخابات تبين ان المستوطنين ومن هم من سكان مركز البلاد هم من شكل النسبة الأعلى في القائمة ولا يوجد تمثيل للشرقيين في العشرين مقعدا الاوائل سوى واحد وهو الوزير سيلبان شالوم، وهو من اصول تونسية ويسكن في تل ابيب، وداني دنون بضا من اصول شرقية وكان قد بدا حياته السياسية في حزب "هتحيا" الذي اسسته جئولا كوهين، وهي من اليمين المتطرف، لكنه انتقل الى الليكود وشغل عدة مناصب في الحزب حتى تم انتخابه للكنيست وعرف نفسه على انه يقف الى يمين نتنياهو سياسيا.
قائمة الليكود الجديدة هي قائمة يمينية متطرفة جدا، حتى بنظر المحللين السياسيين الاسرائيليين وحتى ان احد المحللين قال عنها انها قائمة فاشية جدا.
قبل اكثر من عشر سنوات، قرر بعض قادة الاستيطان ان السبيل الى منع وقف الاستيطان وإقامة دولة فلسطينية تكون من خلال الانضمام الى حزب كبير كحزب الليكود، ويمكن التأثير على قيادته من الداخل، وانضم موشه فيجلين المستوطن المتطرف الذي ادين في المحاكم بالتظاهر غير القانوني وحكم عليه بالسجن لكن تم تنفيذ الحكم في خدمة الجمهور. فيجلين الوحيد الذي نافس نتنياهو على رئاسة الحزب في الانتخابات الاخيرة، وحصل على 23% من الاصوات في حين كان قد حصل في المرة الاولى في منافسة نتنياهو على 3% فقط من الأصوات، أي ان قوة فيجلين في تصاعد وهدفه النهائي رئاسة حزب الليكود بعد نتنياهو.
فيجلين استطاع تجنيد اعداد كبيرة من المستوطنين الى حزب الليكود حتى ان نسبة المستوطنين من اعضاء الليكود وصلت الى حوالي 20%، لكن نسبة المصوتين للحزب في الانتخابات من قبل المستوطنين لا تصل الى 6%، أي ان المستوطنين يقررون من ينتخب في قائمة الليكود لكنهم يصوتون للأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة.
اعضاء الكنيست والوزراء الذين اردوا ان يحصلوا على نسبة عالية من الاصوات ادركوا ان الاصوات موجودة في المستوطنات لذلك عملوا خلال السنين الاخيرة على ارضاء المستوطنين والتملق لهم ودعم مطالبهم السياسية والقانونية والمالية وسارعوا الى سن القوانين التي تخدم فقط المستوطنين وقاموا بتطوير المستوطنات والحفاظ على مصالح المستوطنين.
قائمتا الليكود المتطرفة وحزب ابيجدور ليبرمان "اسرائيل بيتنا" ستخوضان الانتخابات بقائمة مشتركة هي "الليكود بيتنا " وستكون قائمة خالية من المرشحين الذين يؤمنون بسيادة القانون ( امثال مريدور، بيجن وايتان وشخصيات اخرى لبرالية ) وسيشرعون القوانين العنصرية التي ستخدم اليهود وسيعملون على اقرار قوانين تمس بحقوق الفلسطينيين في الداخل بحجج واهية مثل عدم الخدمة في الجيش والخدمة المدنية.
واذا شكل نتنياهو الحكومة القادمة فانه سيكبل سياسيا من قبل اعضاء حزبه وسيتم اغلاق ملف المفاوضات نهائيا لان نتنياهو سيدعي ان الائتلاف الحكومي الجديد لن يسمح له بالتفاوض من اجل احلال السلام، وهذا ما يريده وهو عدم الظهور شخصيا كمعارض للتفاوض وإنما إلقاء المسؤولية على الائتلاف الحكومي الجديد.