رام الله تستقبل الدولة بالزغاريد والدموع
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
shرشا حرزالله -على إيقاع "أعلنها يا شعبي اعلنها" و"لكتب إسمك يا بلادي..ع الشمس الما بتغيب"، هتف الشاب كميل زيد من رام الله، ورفع برفقة مجموعة من أصدقاءه علم فلسطين، وسط المدينة، في مسيرة تأييد لقرار التوجه للأمم المتحدة.
كميل "يشعر بالفرحة" كما يقول، لأن فلسطين تحدت جميع الضغوطات الدولية خاصة الأميركية والإسرائيلية، وتقدمت بخطى ثابتة نحو الحلم الفلسطيني، لتطالب بحقوقها المشروعة التي حرمها إياها الاحتلال لأكثر من 64 عاما.
يشبك كميل يديه بيد أصدقاءه، وتتمايل الأجساد على أنغام "علي الكوفية وعلي ولولح فيها"، ويرتفع العلم الفلسطيني تارة ويهبط تارة أخرى، وهو يردد: "اليوم ستولد فلسطين، سنقدم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية، ونحاسبهم على الجرائم التي ارتكبوها بحقنا، ستطبق اتفاقيات جنيف على أسرانا، لن يهضم حقهم، نعم سنحاسب إسرائيل".
كميل "يشعر بالتفاؤل"، لأنه يرى أن معظم دول العالم تقف إلى جانب عدالة القضية الفلسطينية، حيث تحظى بتأييد أممي واسع، كما أن هناك العديد من الدول التي ستصوت لصالح قرار رفع مكانة فلسطين بالأمم المتحدة إلى مكانة دولة غير عضو.
"ستنتقل فلسطين من أراضي متنازع عليها إلى أراضي دولة تحت الاحتلال، كما أننا سنصبح أعضاء في المنظمات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، وستكون القرارات الدولية ملزمة لإسرائيل أكثر من ذي قبل، وبالتالي سيجعلها تحسب لنا حسابا" يقول كميل.
ويضيف "التهديدات لا تخيفنا.. سابقا حوصر الشهيد ياسر عرفات واغتالوه واليوم ليبرمان ونتنياهو وباراك يهددون الرئيس محمود عباس، كذلك فهم قتلوا أبناء شعبنا وأسروهم، ولا اعتقد أن لديهم ما يفعلونه أكثر. إسرائيل تعاني اليوم من فشل سياسي أمام هذا التأييد العالمي لفلسطين، وآن الأوان لأن ننتزع هذا الحق، لن يثنينا عن قرارنا شيء، وما هي إلا ساعات قليلة وتصبح فلسطين دولة".
ويطالب الشاب كميل زيد بطرد السفير الكندي من رام الله، نظرا لموقف كندا المعادي لمشروع القرار ويقول: "أحب أن أذكر بريطانيا أيضا أنها السبب في مأساتنا، فهي من أصدر وعد بلفور، الذي لا زلنا نعاني منه حتى اليوم، هي اليوم مطالبة بالتكفير عن خطأها بالتصويت لصالح حصول فلسطين على دولة مراقب".
وستقوم الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء اليوم الخميس، بالتصويت على قرار رفع مكانة فلسطين بالأمم المتحدة إلى مكانة دولة "مراقب غير عضو"، في حين تشير التقديرات أنه من المتوقع أن تحصل فلسطين على الأغلبية المطلوبة من أصوات الأعضاء البالغ عددهم 193 عضو، ومنح فلسطين هذه الصفة.
"نتمنى أن يقف العالم معنا، ويصوت لصالح الحق والعدالة، لصالح قضيتنا الفلسطينية" هذا ما يأمله المواطن حامد النمورة (27 عاما)، الذي قال إن هذه الخطوة تمثل تحديا من قبل فلسطين لجميع دول العالم التي حاولت منعنا من الحصول على حقنا، معتبرا أن هذا القرار سيكسر شوكة إسرائيل ويجعلها عاجزة أمام التأييد الدولي.
وحول التهديدات الإسرائيلية بفرض عقوبات على السلطة في حال توجهها لتقديم طلب للأمم المتحدة، قال "إن إسرائيل تعاقب شعبنا قبل توجهه إلى الأمم المتحدة، عبر ما تمارسه على الأرض من قتل وتدمير وتشريد، والتي كان آخرها عدوانها على قطاع غزة، ناهيك عن بناء الآف الوحدات الاستيطانية، وتهويد مدينة القدس، لاشيء لديها لتفعله نحن مع هذه الخطوة".
وخيمت أجواء الوحدة الوطنية على التي كانت شعارا أساسيا هتف به المواطنون في المسيرة، حيت اعتلى ممثلو الفصائل الفلسطينية، خشبة المسرح، متشابكي الأيدي، فيما بادرت المسنة تمام شقدام، إلى إطلاق العنان لزغاريدها تصدح وسط مئات المواطنين.
ورغم بساطة كلماتها، غير أن شقدام تدرك أن خطوة التوجه للأمم المتحدة الحاجة تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني قائلة:" إنها خطوة شجاعة، بتمنى أن نحصل على دولة، إن شاء الله أن تتم الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني هذه هي الفرحة الكبرى".
وأمل شقدام بربها كبير كما تقول، ولا معنى للتهديدات الإسرائيلية، فمن وجهة نظرها أن إسرائيل نفسها خائفة من هذه الخطوة وسترضخ للأمر الواقع، كون أن هناك دول كثيرة تؤيدنا.
" سلام، هديل، بيسان، فلسطين"، حضروا برفقة والدتهم رباب، توشحوا بالكوفية الفلسطينية، ورقصوا على موسيقى "هلي علينا يا بشايرنا هلي"، لعل الساعات القادمة تحمل في جعبتها بشائر دولة انتظرها الفلسطينيون طويلا