"كور" لوحة أثرية
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
لورين زيداني
على قمة أحد الجبال الشاهقة إلى الجنوب الشرقي من طولكرم؛ تتمركز "كور" تلك القرية التي يتلمس زائرها طابعها الشرقي وهيبة مبانيها الضخمة.
أحد عشر قصرا ومنزلا مكونا من طابقين تعلوها قباب حجرية نصف كروية تشبه "الطربوش"، وتزين جدرانها زخارف هندسية نقشت في الحجر، إضافة إلى قطع من الفخار و"الأرابيسك" المتداخل في هياكلها، ناهيك عن نوافذها الضيقة وأدراجها المتعرجة.
قيمة كور الأثرية تعود إلى أقدم الحضارات التي قامت على أراضي القرية، فمنها الرومانية والبيزنطية، كما كانت مركزا لشيوخ الجيّاسة من بني صعب، وهي إحدى العائلات التي سيطرت على المنطقة في أواخر العهد العثماني.
الحاجة الستينية هيام الجيوسي واحدة من 320 فرداً ينحدرون من عائلة الجيوسي، تأبى ترك بيتها العتيق الذي انحفرت في كل زاوية من زواياه وحجارته القديمة ذكرى، فتقول: " ارتبطنا فيه، عشنا وتربينا في جنباته وأركانه، وقضينا العمر كله فيه، ولا نستطيع تركه. أنا أنتمي إلى هذا المكان".
أما فادي الجيوسي أحد شباب القرية، فراح يتأمل القطعة الفنية الاثرية، ويقول: "عندما أمر كل يوم من جانب القصور القديمة والأبنية الحجرية والزخارف الأثرية أشعر أن الزمن غاد بي إلى الوراء، وعشت في زمنها ذاك، وأتفكر في طرازها المعماري الفريد والنادر".
الأبنية القديمة في كور لم تعد مسكنا إلا لما نسبته 25% من أهالي القرية، فهجرها أكثرهم إلى حياة التطور.
ويلوم جلال الجيوسي رئيس مجلس القرية، القصور في التعامل مع القيمة التاريخية وأمجاد الأجداد من قبل الجهات المسؤولة المعنية، ويؤكد ضرورة الاهتمام بها وترميمها، كونها تتمتع بطراز مميز على مستوى الوطن