ثلاثة شهداء : ذهبوا لجلب قوتهم فامتزج بدمائهم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أسامة الكحلوت- لم يترك الاحتلال من كان يذهب لإحضار قوته وقوت عائلته وشأنه, حيث هي سياسة القتل العشوائية التي لا تترك صغير ولا كبير ولا حتى العامل الذي لا علاقة له بالسياسة, وتلك هي حكاية عائلة مشير التي راح اثنين من أبنائهم إلى جانب عامل آخر, والذين امتزجت دماءهم بالخضروات التي كانوا يقلونها من أرضهم الزراعية إلى السوق .
طرقنا باب تلك العائلة المكلومة, لنعرف تفاصيل قصتهم التي لن يهدأ لهم بال منذ حدوثها:
لقمة العيش
حكاية عائلة بشير الغزية, هي إحدى الحكايات التي ألفها هذا العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة, ,
حيث قتلت تلك الصواريخ العشوائية شابين من أبناء تلك العائلة وهما الشهيدين أمين زهدي بشير "41", وتامر رشدي بشير "31", وكان برفقتهما الشهيد رشيد أبو عمرة "50 عام"
لم يذهب هؤلاء الشبان لرمي الصواريخ أو مقاومة الاحتلال , ولكنهم كانوا في طريقهم إلى أرضهم الزراعية التي يعملون بها, من أجل إيجاد لقمة عيش عائلاتهم , دون أن يدروا أن الصواريخ كانت من الممكن أن تستهدفهم , حيث وقعت الجريمة تمام السابعة والنصف صباحاً, يروي شقيق الشهيد الحكاية:" لقد خرجوا منذ الصباح برفقة العامل واستقلوا سيارة الخضرة المحملة بالخضروات وهي سيارة مكشوفة وواضحة أنها لنقل الخضروات , وبدلاً من بيع الخضروات في السوق للحصول على عيش عوائلهم امتزجت بدمائهم حينما قصفتهم الصواريخ".
لم تستوعب العائلة
ورغم مرور أيام على الحادثة إلا أن العائلة لم تستوعب الأمر, حيث قتلت الصواريخ أبنائها الذين ليس لهم أي نشاط سياسي, لا يعرفون شيء سوى الأرض التي يعملون بها والبيت الذي يأويهم.
أما عن تفاصيل الحادثة التي وقعت, فيحدثنا بها شقيق الشهيد سامر قائلاً:" سمعنا صوت دوي الانفجار, وكان المفاجأة أن جاءنا اتصال بان أخي استشهد, حيث كان صديق لنا قد شاهد المجزرة بأم عينه ورأى أخي ورفقائه تمزقهم الصواريخ داخل سيارتهم, فسرعان ما اتصل وأبلغنا"
توقعنا أن يكون القصف أرض خالية, ولا ندري أن إخوتي هم المستهدفون,
يضيف:" حينما سمعت الخبر, توقعت أن يكون أخي قد أصيب جراء قصف محيط به, حيث اعتقدنا انه من المستحيل أن يستهدف أخي , ولكن على ما يبدو أن طائرات الاحتلال لا مستحيل عليها في أي جريمة".
الآمر بات غير مصدق بالنسبة لتآمر وعائلته, فأصر على الذهاب لرؤية الأمر بآم عينه, وطوال طريقه وهو يردد " مستحيل أن يكون أخي لا بد أن تكون إصابة بسيطة", وحين الوصول شاهد الفاجئة, يقول:" شاهدت جثث مقطعة ملقاة على الأرض, وكانت السيارة مدمرة, شاهدت الخضروات مليئة بالدماء, تيقنت أنه أخي, لم أستطع ماذا أفعل, لقد فقدت وعيي".
وأضاف"من هول إصابته وتمزق جسده ووجهه ودعناه داخل البيت بدون الكشف عن وجهه"
وهكذا مرت الأيام على تلك العائلة, ولا تزال الصدمة تعم جميع أفرادها, وألم الفرق كل يوم يوجعهم أكثر من سابقه, رحل أمين ورحل ابن عمه, ولكن لكل منهم زوجة وأطفال, فرشدي ترك طفلتين, وتامر ترك طفل وطفلة, وتشتكي الأمهات من افتقاد الأطفال لآبائهم فتعجز الأم عن الإجابة ولم تجد شيئاً سوى الدموع والحيرة.
تقول زوجة تامر:" لست أدري ماذا أجيب أبنائي, مرة أقول لهم أنه سافر إلى الجنة ومرة أصمت ولا أدري ماذا أجيب, والآن يرفضون الذهاب إلى المدرسة إلا بعد عودة والدهم, بل يصرون على أن يوصلهم هو بنفسه إلى المدرسة".
أما الأم المكلومة تقول"حسبى الله ونعم الوكيل من سيقبلنى كل صباح ويشرح صدري بكلماته الطيبة بعد رحيل ابني "
هنا تتوقف الحكاية, وتعجز الكلمات عن التعبير, حيث انتهت الحرب على هذه العائلة بالحزن.