السفير النجار: النرويج من أهم الدول في أوروبا بالنسبة للقضية الفلسطينية وكانت جاهزة للاعتراف بالدولة منذ أكثر من عام
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
كان الاعتراف بالدولة الفلسطينية بالأمم المتحدة كدولة غير عضو بصفة مراقب حدثاً مميزاً مثّل علامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني، وسجّل بحروف من ذهب موقفاً مشرفاً لـ 138 دولة صوتت لصالح فلسطين، وعلى رأسها مملكة النرويج التي كانت أول بلد في العالم يطبق هذا القرار، مما يؤكد قوة العمل الدبلوماسي على ساحة المملكة الاسكندنافيه.
فتح اليوم التقت في حوار صريح، بممثل فلسطين في مملكة النرويج السفير ياسر محمد النجار، الذي أبرق في بداية حديثه بتهنئته الحارة للرئيس محمود عباس وللقيادة الفلسطينية ولأبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، بهذا النجاح الباهر الذي حققته الدبلوماسية الفلسطينية على الساحة الدولية وفي أروقة الأمم المتحدة، بالحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكد السفير النجار لـ فتح اليوم على أن النرويج تعتبر من أهم الدول في أوروبا بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث أنها تقود لجنة المساعدات للشعب الفلسطيني، والتي تقدم تحت عنوان بناء مؤسسات دولة فلسطين، كما أن النرويج كانت الحاضنة لمفاوضات السلام والتي كان من المفترض أن تؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة، بالإضافة إلى قوة اليسار الذي يقود الحكومة الحالية، فحزب العمل هو الذي يقود الائتلاف الحالي وهو حزب شريك لحركة فتح في منظومة الاشتراكية الدولية.
وأضاف النجار "إننا في سفارة فلسطين في أوسلو بدأنا نقاش معمق مع الخارجية النرويجية والأحزاب الصديقة في قضية الاعتراف وتوقيته، فكانت الحكومة النرويجية جاهزة لهذا القرار منذ أكثر من عام وذلك من خلال رفع التمثيل الدبلوماسي إلى بعثة كاملة الصلاحيات على مستوى سفارة في الثامن عشر من تموز الماضي".
وأكد النجار على حضور سفارته الدائم على الساحة النرويجية في الفعاليات المكثفة التي أقيمت في عدة مدن نرويجية، وأهمها في العاصمة أوسلو وأمام البرلمان صاحب السيادة العليا في البلاد لمساندة الرئاسة الفلسطينية في توجهها للأمم المتحدة، وقال "نشارك في أكبر عدد من الفعاليات سواء يوم النكبة أو ذكرى استشهاد الزعيم الراحل ياسر عرفات أو انطلاقة حركة فتح، وهذا جزء هام من عملنا بالرغم من انه في أوروبا لا تتوقع الدول المضيفة مشاركة سفراء في تظاهرات عامة لأسباب عديدة سياسية وأمنية، ولكنني أشعر بأن طبيعة صراعنا مع إسرائيل يستدعي تواجد سفير فلسطين بين الجماهير من المواطنين الأجانب الداعمين لحقوق شعبنا وعدالة قضيته، والذين يكرسون وقتهم ويقفون في البرد القارس ليرفعوا صوتهم مناصرة لشعبنا، فكيف نغيب نحن عن هذه الفعاليات؟".
وفي سؤال لسعادته، حول عدم رضا الجاليات الفلسطينية عن أداء السفارات في الخارج، عزا النجار ذلك إلى أن العديد من أبناء الجالية الفلسطينية في الخارج يعيشون حالة تشتت سياسي واجتماعي وضغوط ثقافية كبيرة، وفي كثير من الأحيان تعكس الخلافات السياسية بين التنظيمات الفلسطينية على علاقة التيارات المختلفة بين أبناء الجالية، ونتيجة لهذا التخبط، إن عدداً كبيراً من مواطنينا يصبون امتعاضهم على السفارة لأنها العنوان الموجود أمامهم، وكان للانقسام الفلسطيني أثر سلبي جداً على وحدة الصف بين أبناء الجالية الفلسطينية في كل العالم، والنرويج أحد هذه الأمثلة".
وأشار إلى أن النرويج تعتبر من دول الرفاه المتقدمة جداً فالدخل الشهري لعائلة مكونة من 6 أفراد يصل إلى ما يعادل 5 آلاف دولار بالإضافة إلى السكن وغيره من الاحتياجات، وهذا لا يشجع العديد من أبناء الجالية الفلسطينية على البحث عن فرص عمل أو التطور العلمي، مما يشكل عائقاً للاندماج الفعلي في المجتمع النرويجي والمشاركة في الحياة السياسية، كما أنه توجد أعداد كبيرة من الذين تركوا الأراضي المحتلة بسبب الانقسام وغالبيتهم يعانون إحباطاً شديداً ولا يشاركون في الفعاليات الوطنية في النرويج.
وتابع النجار "ليس هناك جالية موحدة، هناك عدة جمعيات تحت مسمى جالية غالبيتها في خلاف شديد مع بعضها البعض، ونتمنى على قياداتهم النظر إلى الأولويات والأهداف التي تحقق طموح وأحلام الجميع ألا وهي وطن واحد يجمعنا على أرضنا وفي الغربة للنهوض بالإنسان الفلسطيني وحمايته من الاحتلال والفقر والفرقة".
وكشف النجار عن أنه بعد عمله كسفير لمدة 7 سنوات وقبلها 12 عاماً تقريباً في الخارجية الفلسطينية وبالرغم من صعوبة العمل السياسي والدبلوماسي خصوصا في الفترة منذ عام 2000 وحتى عام 2006 بسبب الضغوط الجمة من قبل الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية أصبح العمل الدبلوماسي الفلسطيني في غاية التعقيد والحساسية فهناك قوى خارجية تضغط وتحاصر القيادة الفلسطينية ليل نهار وخاصة السيد الرئيس ونحن كسفراء لمنظمة التحرير ينالنا من الحب جانب بل وأحيانا الحب الكثير، مشيراً إلى أنه في كل بلاد العالم وحتى الصديقة منها لدينا أعداء من أصدقاء إسرائيل يحاربوننا بشراسة وبمهارة، إلا أن الآلة الدبلوماسية الفلسطينية كانت دائما تستطيع تفادي العقبات منذ أن كان المرحوم خالد الحسن رئيساً للدائرة السياسية وبعدها أبو يوسف النجار وأبو اللطف وحتى الآن لاسيما أن الدبلوماسية هي احدى اهم الأذرع الأساسية للقضية الفلسطينية، ولكننا بحاجة دائمة لتطوير وتعديل الخطة وتقييم الأداء كأي بلد في العالم.
ولفت إلى أن التناقضات على الساحة الفلسطينية صعّبت من جهودهم، فبحسب قوله:" بدلاً من أن نخاطب الرأي العام حول الاحتلال وقسوته وممارساته أصبحنا نضطر للإجابة على أسئلة تدور حول الانقسام وأسبابه وطرق معالجته وهذا مضيعة للوقت والجهد بالطبع".
وفي سؤال للسفير الفلسطيني لدى مملكة النرويج حول أداء سفارات فلسطين، وهل هي بحاجه إلى إعادة هيكلة على ضوء المتغيرات الجديدة؟ قال إن وزارة الخارجية، تعمل بنصف طاقتها كون أكثر من نصف كادرها المؤهل موجود في قطاع غزة ومجمد منذ أكثر من 5 سنوات وهذه خسارة فادحة لقضيتنا، وتابع "الكادر مهما كان متمكناً فهو بحاجة إلى تدريب مستمر واهتمام دائم، وسفاراتنا هي رأس حربة العمل الدبلوماسي ولذلك يجب الحرص الشديد في قضية ابتعاث السفراء والدبلوماسيين إلى الخارج فالمكاسب والمخاسر السياسية قد تكون عظيمة بسبب خطأ قد نعتبره صغيراً ولكنه قد يسبب أزمة كبرى مع الدولة المضيفة".
وأكد النجار على أنه بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية بدؤوا بالفعل النقاش مع الحكومة النرويجية في قضايا عديدة منذ فترة منها بحث قضية ازدواج الجنسية الفلسطينية والنرويجية الذي من شأنه حماية المواطن الفلسطيني وحقوقه في وطنه الأم، كما بدأ بالعمل على تفعيل اتفاقية التبادل التجاري لرفع مستوى التجارة مع النرويج وكذلك زيادة الاستثمارات في فلسطين وهذا ما نأمل أن ينجز خلال العام القادم إن شاء الله.
zaكان الاعتراف بالدولة الفلسطينية بالأمم المتحدة كدولة غير عضو بصفة مراقب حدثاً مميزاً مثّل علامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني، وسجّل بحروف من ذهب موقفاً مشرفاً لـ 138 دولة صوتت لصالح فلسطين، وعلى رأسها مملكة النرويج التي كانت أول بلد في العالم يطبق هذا القرار، مما يؤكد قوة العمل الدبلوماسي على ساحة المملكة الاسكندنافيه.
فتح اليوم التقت في حوار صريح، بممثل فلسطين في مملكة النرويج السفير ياسر محمد النجار، الذي أبرق في بداية حديثه بتهنئته الحارة للرئيس محمود عباس وللقيادة الفلسطينية ولأبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، بهذا النجاح الباهر الذي حققته الدبلوماسية الفلسطينية على الساحة الدولية وفي أروقة الأمم المتحدة، بالحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكد السفير النجار لـ فتح اليوم على أن النرويج تعتبر من أهم الدول في أوروبا بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث أنها تقود لجنة المساعدات للشعب الفلسطيني، والتي تقدم تحت عنوان بناء مؤسسات دولة فلسطين، كما أن النرويج كانت الحاضنة لمفاوضات السلام والتي كان من المفترض أن تؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة، بالإضافة إلى قوة اليسار الذي يقود الحكومة الحالية، فحزب العمل هو الذي يقود الائتلاف الحالي وهو حزب شريك لحركة فتح في منظومة الاشتراكية الدولية.
وأضاف النجار "إننا في سفارة فلسطين في أوسلو بدأنا نقاش معمق مع الخارجية النرويجية والأحزاب الصديقة في قضية الاعتراف وتوقيته، فكانت الحكومة النرويجية جاهزة لهذا القرار منذ أكثر من عام وذلك من خلال رفع التمثيل الدبلوماسي إلى بعثة كاملة الصلاحيات على مستوى سفارة في الثامن عشر من تموز الماضي".
وأكد النجار على حضور سفارته الدائم على الساحة النرويجية في الفعاليات المكثفة التي أقيمت في عدة مدن نرويجية، وأهمها في العاصمة أوسلو وأمام البرلمان صاحب السيادة العليا في البلاد لمساندة الرئاسة الفلسطينية في توجهها للأمم المتحدة، وقال "نشارك في أكبر عدد من الفعاليات سواء يوم النكبة أو ذكرى استشهاد الزعيم الراحل ياسر عرفات أو انطلاقة حركة فتح، وهذا جزء هام من عملنا بالرغم من انه في أوروبا لا تتوقع الدول المضيفة مشاركة سفراء في تظاهرات عامة لأسباب عديدة سياسية وأمنية، ولكنني أشعر بأن طبيعة صراعنا مع إسرائيل يستدعي تواجد سفير فلسطين بين الجماهير من المواطنين الأجانب الداعمين لحقوق شعبنا وعدالة قضيته، والذين يكرسون وقتهم ويقفون في البرد القارس ليرفعوا صوتهم مناصرة لشعبنا، فكيف نغيب نحن عن هذه الفعاليات؟".
وفي سؤال لسعادته، حول عدم رضا الجاليات الفلسطينية عن أداء السفارات في الخارج، عزا النجار ذلك إلى أن العديد من أبناء الجالية الفلسطينية في الخارج يعيشون حالة تشتت سياسي واجتماعي وضغوط ثقافية كبيرة، وفي كثير من الأحيان تعكس الخلافات السياسية بين التنظيمات الفلسطينية على علاقة التيارات المختلفة بين أبناء الجالية، ونتيجة لهذا التخبط، إن عدداً كبيراً من مواطنينا يصبون امتعاضهم على السفارة لأنها العنوان الموجود أمامهم، وكان للانقسام الفلسطيني أثر سلبي جداً على وحدة الصف بين أبناء الجالية الفلسطينية في كل العالم، والنرويج أحد هذه الأمثلة".
وأشار إلى أن النرويج تعتبر من دول الرفاه المتقدمة جداً فالدخل الشهري لعائلة مكونة من 6 أفراد يصل إلى ما يعادل 5 آلاف دولار بالإضافة إلى السكن وغيره من الاحتياجات، وهذا لا يشجع العديد من أبناء الجالية الفلسطينية على البحث عن فرص عمل أو التطور العلمي، مما يشكل عائقاً للاندماج الفعلي في المجتمع النرويجي والمشاركة في الحياة السياسية، كما أنه توجد أعداد كبيرة من الذين تركوا الأراضي المحتلة بسبب الانقسام وغالبيتهم يعانون إحباطاً شديداً ولا يشاركون في الفعاليات الوطنية في النرويج.
وتابع النجار "ليس هناك جالية موحدة، هناك عدة جمعيات تحت مسمى جالية غالبيتها في خلاف شديد مع بعضها البعض، ونتمنى على قياداتهم النظر إلى الأولويات والأهداف التي تحقق طموح وأحلام الجميع ألا وهي وطن واحد يجمعنا على أرضنا وفي الغربة للنهوض بالإنسان الفلسطيني وحمايته من الاحتلال والفقر والفرقة".
وكشف النجار عن أنه بعد عمله كسفير لمدة 7 سنوات وقبلها 12 عاماً تقريباً في الخارجية الفلسطينية وبالرغم من صعوبة العمل السياسي والدبلوماسي خصوصا في الفترة منذ عام 2000 وحتى عام 2006 بسبب الضغوط الجمة من قبل الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية أصبح العمل الدبلوماسي الفلسطيني في غاية التعقيد والحساسية فهناك قوى خارجية تضغط وتحاصر القيادة الفلسطينية ليل نهار وخاصة السيد الرئيس ونحن كسفراء لمنظمة التحرير ينالنا من الحب جانب بل وأحيانا الحب الكثير، مشيراً إلى أنه في كل بلاد العالم وحتى الصديقة منها لدينا أعداء من أصدقاء إسرائيل يحاربوننا بشراسة وبمهارة، إلا أن الآلة الدبلوماسية الفلسطينية كانت دائما تستطيع تفادي العقبات منذ أن كان المرحوم خالد الحسن رئيساً للدائرة السياسية وبعدها أبو يوسف النجار وأبو اللطف وحتى الآن لاسيما أن الدبلوماسية هي احدى اهم الأذرع الأساسية للقضية الفلسطينية، ولكننا بحاجة دائمة لتطوير وتعديل الخطة وتقييم الأداء كأي بلد في العالم.
ولفت إلى أن التناقضات على الساحة الفلسطينية صعّبت من جهودهم، فبحسب قوله:" بدلاً من أن نخاطب الرأي العام حول الاحتلال وقسوته وممارساته أصبحنا نضطر للإجابة على أسئلة تدور حول الانقسام وأسبابه وطرق معالجته وهذا مضيعة للوقت والجهد بالطبع".
وفي سؤال للسفير الفلسطيني لدى مملكة النرويج حول أداء سفارات فلسطين، وهل هي بحاجه إلى إعادة هيكلة على ضوء المتغيرات الجديدة؟ قال إن وزارة الخارجية، تعمل بنصف طاقتها كون أكثر من نصف كادرها المؤهل موجود في قطاع غزة ومجمد منذ أكثر من 5 سنوات وهذه خسارة فادحة لقضيتنا، وتابع "الكادر مهما كان متمكناً فهو بحاجة إلى تدريب مستمر واهتمام دائم، وسفاراتنا هي رأس حربة العمل الدبلوماسي ولذلك يجب الحرص الشديد في قضية ابتعاث السفراء والدبلوماسيين إلى الخارج فالمكاسب والمخاسر السياسية قد تكون عظيمة بسبب خطأ قد نعتبره صغيراً ولكنه قد يسبب أزمة كبرى مع الدولة المضيفة".
وأكد النجار على أنه بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية بدؤوا بالفعل النقاش مع الحكومة النرويجية في قضايا عديدة منذ فترة منها بحث قضية ازدواج الجنسية الفلسطينية والنرويجية الذي من شأنه حماية المواطن الفلسطيني وحقوقه في وطنه الأم، كما بدأ بالعمل على تفعيل اتفاقية التبادل التجاري لرفع مستوى التجارة مع النرويج وكذلك زيادة الاستثمارات في فلسطين وهذا ما نأمل أن ينجز خلال العام القادم إن شاء الله.