نصائح هامة لتجنب آلام العين نتيجة الجلوس المفرط أمام الكمبيوتر
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
sh قدّم أخصائي طب وجراحة العيون الدكتور حمدي النابلسي، نصائح هامة لكيفية التعامل مع العوارض الناجمة عن الجلوس لفترات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر أو التلفاز على حاسة البصر.
وقال في بيان صدر عن وزارة الصحة اليوم الثلاثاء، إن وسائل الإعلام الحديثة التي جاءت من أجل تسهيل حياة الإنسان ومساعدته في الوصول للمعرفة بشكل سهل، والتي باتت جزءا أساسيا من يومنا وطريقة حياتنا، إلا أن لها بعض الأعراض والآلام والمعاناة المرتبطة بالجلوس أمام شاشات الحاسوب والتلفاز، ما يسبب إجهادا للعينين قد تصاحبها آلام أخرى في الرقبة والظهر أو صداع بالرأس، التي تسمى "متلازمة إجهاد العين مع الكمبيوتر".
وقال النابلسي: تم وضع قائمة بالأعراض التي تشير إلى تعب العيون والتي تعني أن الشخص بحاجة لعلاج أو إجراءات وقائية لتحسين جو العمل المحيط به ليكون أكثر ملاءمة لراحة عينيه ومنها: الإحساس بالعيون مرهقة ومتعبة يصاحبها توتر العينين مع تركيز الرؤية، إضافة إلى آلام في العيون وحرقة مع زغللة عارضة في رؤية الأشياء القريبة من وقت لآخر، يرافقها صداع وإحساس بجفاف في العيون واحتكاك وألم مع حركة الجفن، وبطء في تأقلم الرؤية عند انتقال النظر من القريب للبعيد وبالعكس.
وأشار إلى ظواهر أخرى قد تكون مرافقة مثل عدم الارتياح مع استخدام العدسات اللاصقة أو تغيرات في استقبال وتمييز الألوان مع حساسية متزايدة للضوء أو تشتته، يصاحبها زيادة في تدميع العينين مع آلام في الرقبة والظهر والأكتاف، منوها إلى أن بعض هذه الأعراض لأسباب متعلقة بالعين وبعضها الآخر له علاقة بطبيعة الجلوس على الحاسوب، فإذا كان الشخص يعاني من واحدة أو اثنتين من هذه الأعراض فينصح بفحص عينيه عند طبيب العيون، داعيا مستخدمي الكمبيوتر لإجراء كشف مبدئي عند طبيب العيون وبشكل دوري كل عام، لاستخدام نظارة طبية إن دعت الحاجة، ولعلاج أي أمراض أو أعراض موجودة لديهم بالفعل كجفاف العين أو الحساسية أو التهاب الجفون.
وأضاف الدكتور النابلسي: مع التقدم في السن تقل المقدرة على رؤية الأشياء القريبة، كالقراءة بعد سن الأربعين، وهنا تبدأ شاشة الكمبيوتر تظهر غير محددة قليلا مع زغللة في الحروف ما يصيب الشخص بالصداع والإجهاد، وفي هذه الحالة فإن القارئ بحاجة لحل بسيط وهو عمل نظارة طبية للكمبيوتر وهي شبيهة بنظارة القراءة المعتادة، لكن درجاتها أقل بنسبة طفيفة نظرا لبعد شاشة الكمبيوتر في العادة عن مستوى الكتاب في القراءة العادية.
وتابع: كذلك توتر العيون يكون عادة بسبب زيادة سطوع الضوء الداخلي أو الخارجي، ومع استخدام الكمبيوتر فإن الإضاءة المناسبة لا بد أن تكون تقريبا نصف الإضاءة المعتادة في معظم المكاتب، لذا يجب التخلص من الضوء الخارجي باستخدام ستائر معتمة أو طبقة مظللة لزجاج النوافذ، كذلك يجب التقليل من انعكاس الضوء المنبعث من لمعان الجدران والأسطح المصقولة، بالإضافة إلى الانعكاسات الناتجة عن شاشة الكمبيوتر ذاتها، والتي يمكن أن تسبب توترا للعيون، حيث من المستحب استخدام شاشة مضادة للانعكاسات على الجهاز، أو طلاء الجدران البيضاء الناصعة بلون أغمق وبتشطيب منطفئ دون لمعان، وفي حالة تعذر تقليل الإضاءة الخارجية فيمكن استخدام غطاء للكمبيوتر.
وينصح أخصائي العيون باستخدام المفاتيح الموجودة أسفل شاشة الكمبيوتر أو من لوحة التحكم في خصائص الشاشة لمحاولة التوفيق بين درجة الإضاءة المحيطة وشدة إضاءة الشاشة لتكون متقاربة جدا، كذلك بحركة الرمش أو الإغماض اللاإرادي للجفون، مشيرا إلى أنها مهمة جدا خلال العمل على الكمبيوتر، لأنها تعيد توزيع طبقة الدموع على القرنية والملتحمة، على أن تتم بمعدل 15 مرة في الدقيقة تقريبا في الظروف الطبيعية، الأمر الذي يجنب المرء الشعور بالتهيج والحرقان والجفاف.
وقال: ولمن يستخدم قطرات العين، يجب ألا يتم الخلط بين القطرات الملطفة للعين مع القطرات القابضة والتي تزيل احمرار العين فقط، فالأخيرة قد تجعل العينين تبدوان أفضل ظاهريا بسبب قبضها للشعيرات الدموية الصغيرة في الملتحمة ما يقلل من احمرار العينين، لكنها ليست معدّة لمعالجة جفاف العين والتهيج الناتج عنه، بل لعلها مع الاعتياد الخاطئ عليها دون وصفة الطبيب قد تؤدي إلى زيادة معدل جفاف العين.
كما ينصح الدكتور النابلسي بإجراء تمرين بسيط بأن يحاول الشخص المستخدم للكمبيوتر أن يغمض عينيه عشر مرات كل 30 دقيقة ببطء شديد، وهذا سيساعد كثيرا في إعادة ترطيب العينين، كذلك صرف البصر عن الشاشة كل 20 دقيقة والتحديق في الأفق أو النظر إلى شيء بعيد على مسافة 20 قدما لمدة 20 ثانية.
وللتقوية من التركيز البصري، دعا النابلسي لتركيز النظر على أي جسم أو هدف على مسافة بعيدة لمدة 10 إلى 15 ثانية، ثم إلى هدف آخر قريب لمدة 10 إلى 15 ثانية، بحيث يتم تبديل التركيز بين البؤرة القريبة والبعيدة للرؤية، مع تكرار ذلك عشر مرات.
ونوه أخصائي طب وجراحة العيون إلى أهمية الحصول على راحة لمدة 10 دقائق كل ساعة لتقليل مشاكل توتر العيون، وقال: إذا كان الشخص بحاجة لنقل العين بين شاشة الكمبيوتر وبين الأوراق المطبوعة خلال العمل، فإن هذا قد يسبب توترا للعين، لذا يمكنه وضع الأوراق على حامل بمحاذاة شاشة الكمبيوتر وتعديل موقع العمل وارتفاع الكرسي بالقدر الصحيح، بحيث يمكن تغيير أثاث المكتب والحصول على أثاث يسهل وضع الشاشة بارتفاع مناسب.
وختم النابلسي: في حال لم يشعر المرء بالتحسن بعد كل هذه التمارين، لا بد من مراجعة أخصائي العيون على وجه السرعة من أجل تشخيص الخلل والعمل على علاجه بالسرعة الممكنة