الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس  

"فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس

الآن

تغسيل الأموات مهنة.. وأجر عظيم عند الله تعالى

وفا- أمل حرب
 أصابتها الرهبة والخوف الشديدان من وقع المفاجأة، عندما وافقت "أم اسحق" (35 عاما) على تنفيذ وصية جارتها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة لأولادها، "بأن تقوم أم اسحق بغسلها وتكفينها وحدها دون غيرها من النساء".
واعتادت سائدة أحمد جبر الطيطي، "أم اسحق"، على تقديم المساعدة لجارتها التي كانت تصارع المرض، وكانت مصدرا للسكينة والطمأنينة والهدوء لها، بقراءة القرآن الكريم، ومساعدتها في تناول الطعام والدواء.
تقول "أم اسحق": حزنت كثيرا على جارتي التي كنت اعتبرها في مقام والدتي، وبوفاتها فقدت دعاء الوالدين، ودعاء المريض.
ولكن... لم يسبق لها أن قامت بغسل الموتى... ولا تعرف كيفية الغسل، والخطوات المتبعة حسب الشريعة الإسلامية.
وأضافت، لكن إصرار أولاد جارتي على تنفيذ وصية والدتهم، دفعني لطلب المساعدة ممن يعرفن طريقة غسل الموتى .. رغم أنني لم أقف يوما أمام ميت، خوفا ورهبة من الموت وهذه الساعة الأليمة.
وأضافت: استطعت تنفيذ وصية جارتي "أم أيمن"، بمساعدة زوجة الشيخ زياد جابرـ التي ساعدتني في تفصيل الكفن، واتباع الخطوات الصحيحة اللازمة في غسل الميت.
ولم يمر وقت طويل، حتى توفيت جارتي "أم حازم" الدويك، التي أوصت بدورها بأن أقوم بغسلها  وتكفينها.
وأضافت بعد تغسيل جارتي أصبح ضميري يؤنبني.. أأصبت في ذلك أم أخطأت، فقررت تعلم غسل الأموات، فذهبت إلى منزل الشيخ جابر، في البلدة القديمة من مدينة الخليل، لأن زوجته تمارس هذه المهنة في المدينة، وتعلمت منها كل الأمور المستحبة والمرغوبة حسب السنة الشريفة، وكل المحظورات والبدع التي يجب تجنبها، فغسل الميت أمانة كبيرة وحق للميت، يجب إنجازه على أحسن وجه.
فمنذ ذلك الوقت، أي منذ أكثر من خمس سنوات، أصبحت "أم اسحق" تمارس مهنة غسيل الأموات، وأصبح عنوان بيتها، وأرقام هواتفها متداولة بين الناس، الذين يفضلونها على كثيرات من مزاولات هذه المهنة، نظرا لحفظها القرآن، واحترامها للميت، ومراسم إكرامه قبل دفنه.
وتقول "أم اسحق": تغسيل الأموات ثبت إيماني وزاده، وكسر حاجز الخوف من رؤية الميت، إلا أن كل ميت ترك عندي انطباعا خاصا ورهبة معينة، كثير منهن لم تفارقني صورهن، وأثرن في نفسي كثيرا، خاصة اللواتي توفين خلال حوادث سير، أو بشكل مفاجئ، ورددت... كفى بالموت واعظا!!
وحول سؤال: كون تغسيل الأموات مهنة أم أجرا وثوابا عند الله تعالى؟ قالت "أم اسحق": تغسيل الأموات بالنسبة لي طلب للأجر من رب العالمين، وفي نفس الوقت أحسبها إكرامية وصدقة من أهل الميت، تعينني على تعليم أبنائي في الجامعات، خاصة بعد أن ضاق بعائلتي الحال وأصبحت المعيل الوحيد لها.
أما بالنسبة إلى الإكرامية التي تتلقاها، فهي حسب ظروف عائلة الميت الاقتصادية، فمنهم من يدفع 20 دينارا، أو 100 شيقل، أو 200، وآخرون 40 دينارا ، فيما تسامح الفقراء وتطلب الأجر من عند الله تعالى.
وأشارت إلى الصعوبات التي واجهتها في هذه المهنة، والمتمثلة في نظرة بعض الناس إلى أنها مهنة مخيفة ومريبة،  فتغسيل الأموات عمل ليس بالسهل.. وأرى في أعينهم شيئا من تقليل قيمة هذه المهنة، في الوقت الذي يحتاج المجتمع الإسلامي لزيادة عدد مغسلي الأموات المتدربين حسب الشريعة والسنة، لتجنب أخطاء  وبدع  الجاهلين، والتي فيها حرام وإثم  يلحق بالمغسل، وتنقص من حق الميت .
ورغم الجو الحزين، الذي يكتنف أجواء ومحيط الميتم، إلا أن "أم اسحق"، تروي حكايات حصلت من باب الوعظ والتوعية، والتنبيه، فعلى العاملين في المستشفيات تسبيل عيون الميت مباشرة بعد خروج الروح، وإزالة أي جسم غريب وغير طبيعي من جسم المتوفى، مثل الأسنان غير الطبيعية، وتلثيم الميت عن طريق ربط وشد الفك السفلي بالرأس بكل رفق، إضافة إلى إزالة الأنابيب البلاستيكية الخاصة بمرضى الكلى بشكل نهائي من جسم المتوفى.
وأشارت إلى أنها تقوم بقراءة سورة "يس"، و"الملك" أثناء قص الكفن، وعند التغسيل يستحسن الصمت والتدبر وأخذ العبرة من هذا الموقف العظيم، مبينة أن الدعاء مستجاب عند الميت بعد الغسل لحضور الملائكة.
وأوصت، الجهات الدينية بالعمل على توفير مكان لغسل الأموات في المستشفيات، حيث توفر المكان والمساحة اللازمة والمرافق، إضافة إلى الكفن، والسدر، والحناء، والكافور، ومغسل ومغسلة للأموات، حسب الشريعة الإسلامية، مشيرة إلى كثير من المشاكل المتعلقة بضيق مكان غسل الميت في بيته، وتدخل أهل الميت بطريقة الغسل البعيدة عن السنة والشريعة، بقصد الاحتفاء بعزيزهم الميت.
من جانبه، أكد الشيخ عادل إدريس، أنه من الأفضل أن يكون غسل الميت احتسابا وأجرا عند الله تعالى، كما يجوز أخذ أجرة غير مشروطة بمبلغ معين، باعتبارها صدقة أو إكرامية من أهل الميت.
وبيّن الشروط الواجب توفرها في المغسل، منها أن يكون من أهل الدين والتقوى، وحافظا للسنن والأركان، والستر على الميت، كما هو على الحي، أي تجنب كشف العورات.
وأضاف على أهل الميت تنفيذ وصيته فيمن يغسله، أو يكفنه، أو يودعه القبر، من أهل الدين والتقوى.
أما فيما يخص مكان غسل الأموات، أشار الشيخ إدريس، إلى وجود تقصير من المؤسسات الدينية في هذا المجال، حيث كثيرا من الدول العربية تتبني وجود مغتسل للأموات، كما أن كثيرا من الجمعيات الخيرية توفر هذه الأماكن والمغسلين من الجنسين، كما تساعد هذه الجمعيات في التبرع بالكفن والتغسيل والقبر على حساب أهل الخير لفقراء المسلمين، طلبا للأجر من عند الله.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025