عرب السواحرة يصرون على التمسك بأرضهم في مواجهة الاقتلاع
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
يصر سكان تجمع إلزابية من عرب السواحرة البدو في الضفة الغربية والمعروف باسم “اي 1” على أنهم لن يتركوا أراضيهم على الرغم من إعلان “إسرائيل” بناء آلاف الوحدات الاستيطانية ومن بينها المشروع المثير للجدل الذي سيقسم الضفة الغربية إلى قسمين .
وأعلنت “إسرائيل”، الجمعة، نيتها بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية غداة موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين صفة دولة مراقبة غير عضو في المنظمة الدولية .
وتقوم الفكرة على تأمين “اتصال” بين مستوطنة “معاليه أدوميم” والأحياء الاستيطانية في القدس المحتلة .
وسكان التجمع يعرفون باسم عرب السواحرة البدو وهم نحو 400 فلسطيني يعتاشون من تربية الماشية ويعيشون في ظروف بدائية من دون بنية تحتية أو طرق أو حتى مواصلات ويستخدمون الحمير في تنقلاتهم . ويقول علان الزرعي (35 عاماً) “لن نرحل إلا على جثثنا، ليس لنا بديل ولا مكان آخر نرحل اليه” مضيفاً “نحن موجودون هنا منذ أكثر من ثمانين عاماً وقبل إقامة “إسرائيل”” . ويتساءل “إلى أين سيأخذوننا؟ أين سيشردوننا؟ ألا يكفي اننا نعيش هنا في بيوت من خشب وصفيح وممنوعون من البناء بالطوب أو الإسمنت ومن زراعة شجرة أو نبتة أو أي شيء بحجة أننا نعيش في منطقة عسكرية مغلقة”؟
ويقع تجمع إلزابية على قمة منطقة جبلية صخرية تحيط بها أحراش بين القدس وبلدة العيزرية وتطل على مستوطنة “معاليه أدوميم” . ويشير الزرعي إلى أن سكان التجمع لم يبلغوا رسمياً بذلك، مشيراً إلى أن “كل ما نسمعه هو من الإذاعات وعبر وسائل الإعلام” .
وتعصف الرياح في هذا الطقس الماطر وتكاد تخلع البيوت المبنية من بعض ألواح الخشب المغطاة بأكياس النايلون التي تتطاير مع الهواء وتفتقد هذه البيوت لأي أنواع التدفئة ويغطي السكان سقف بيوتهم بالصفيح ويدعمونها بالحجارة . ويشير الزرعي “لا يوجد عندنا ماء ونقوم بشرائه من قرية الزعيّم، ولا توجد كهرباء ولا نستطيع البناء، و3% من الشبان فقط يعملون ولا يوجد مستوصف او أي مؤسسة صحية تقوم بزيارتنا” .
وأضاف “كان عندنا قطيع ماشية ولم يبق منه شيء فمراعينا تتقلص وباتت تكلفة علف الماشية باهظة الثمن وبتنا مديونين منها” .
وتحدث الزرعي عن تجميد تطورهم مشيراً إلى أن ““إسرائيل” جمدت وجودنا، كنا نسير لمدارسنا مسافة ساعتين وأولادنا يسيرون حتى الآن إلى مدارسهم في بلدة عناتا القريبة نفس المسافة، تحت المطر وفي قيظ الشمس الحارة خصوصا بعد بناء الجدار الفاصل العنصري عند عناتا” .
ويرقد سعادة موسى علي (82 عاماً) في أحد هذه البيوت على فرشة مدت على الأرض ويروي “أصبت بجلطة وحملني أقربائي مسافة كيلومترين إلى أن وصلنا قرية الزعيم، ومن هناك استأجروا سيارة أوصلتنا إلى المستشفى” . وأضاف عن بناء وحدات استيطانية على أراضيهم “لم نبلغ رسمياً من قبل أي أحد، أين سنرحل؟ لا يوجد لنا مكان أو بديل! لقد صادروا لنا أربعين دونماً في منطقة الخان الأحمر ولم يتبق لنا أية ملكية” . وأكد ““إسرائيل” حاولت مرتين إخراجنا من هنا: مرة عام 1988 ومرة أخرى عام 1993 وتعذبنا كثيراً ودفعنا نحو 20 ألف دولار أجرة للمحامين للبقاء في مكاننا” .
(أ .ف .ب)