مركز ابداع المعلم من فكرة الى التربع على مؤسسات دولية
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
لسنوات طويلة ، تفنن الاحتلال في فرض قوانين وأنظمته على نظام التعليم في فلسطين كجزء من مخططاته لتدمير كل مقومات حياة الشعب الفلسطيني الذي نجح رغم كل الظروف الصعبة وإجراءات الاحتلال من التمسك بالعلم والتعليم الذي اعتبره احد الاسلحة الهامة في مقاومة الاحتلال الذي سعى ولا زال لنشر سياسة التجهيل والامية وحرمان الفلسطينيين من حقهم المشروع في التعليم .
في ظل هذا الواقع ، وأمام الكثير من الصور المأساوية والمعوقات التي واجهت مسيرة التعليم بكافة اركانها في الاراضي المحتلة ، تبلور لدى مجموعة من المعلمين الذين تتملكهم روح الوعي والانتماء للوطن والقضية والحرص والمسؤولية الوطنية عدة افكار ورؤى لإنقاذ المسيرة التعليمية ، فسارعوا لفتح باب النقاش والتشاور .
ولادة الفكرة
ومع اشراقة عام 1993 ، بدأت الفكرة تتبلور وتنضج فاتحدت ارادتهم رغم كل التحديات والظروف الصعبة ، وكانت الانطلاقة الاولى في غرفة صغيرة متواضعة في الطابق الرابع من احد العمارات المطلة على مدينة رام الله ،لم يهتموا كثيرا بحضور الفضائيات ووسائل الاعلام او تفاصيل المكان ووسائل الراحة لأنهم لم يحتاجوا اضافة للروح الصادقة والإرادة الوطنية والإيمان الراسخ والمسؤولية الكبرى لأكثر من بعض الكراسي رغم ما تراكم عليها من غبار تتوسطها طاولة صغيرة لكن حولها عقول امتلكت الخبرة والمعرفة والقدرة والتجربة ، فوضعت على بساط البحث كل المشاكل التعليمية التي كانت تؤرق وتؤلم وتحمل تاثيرات خطيرة ، وتتالت الافكار والرؤى لتوفير حلول لمشاكلهم التعليمية ومشاكلهم مع الطلبة ومع المنهاج ومع القيم في المدرسة.
الايثار والتضحية
تعددت الافكار والصور ، ولكن وحدة الهدف وإرادة التغيير جعلت ذلك النفر من المدرسين والمدرسات اكثر اصرارا على مواصلة المشوار ، رغم ظروفهم المادية الصعبة ، ورغم ان الواقع يؤكد ان بعض الشواقل في جيوبهم لا تكاد تكفي لشراء حاجياتهم الاساسية لكنهم قرروا الايثار والتضحية لأنهم امنوا بان تضيء شمعه خير من ان تعلن الظلام ،فاستخدموها لاستئجار تلك الغرفة الصغيرة بعدما قرروا ان يتخذوها ملتقى يجمع المدرسين زملائهم ،لتعميق النقاش وتعزيز الحوار ووضع اسس ومنطلقات المسيرة للوصول لوضع التصور الانسب والمنهاج الذي يؤسس للمدرسة التي يرغبون بتوفيرها في فلسطين .
رسالة واهداف
وأمام خبرتهم الكبيرة في نطاق دورهم في المدارس،ورغم عدم معرفتهم بإدارة المؤسسات الغير حكومية ، قرروا استثمار الوقت وتكريس الجهد لتحقيق هدفهم ورسالتهم الواضحة التي تتمحور حول تحسين بيئة تعليمية تحترم حقوق الانسان وتصون كرامته، بيئة تعزز الابداع وتحترم التنوع و تحقق العدالة والمساواة .
تكررت اللقاءات ، وانتظمت الاجتماعات وازداد الاقبال وتعددت الافكار في نفس المكان وتفاصيله وسط الحرص والمبادرة التي اصبحت مبادرات رائدة رغم ان اصحاب المبادرة والمؤسسين والمشاركين لم يدركوا ان الغرفة الصغيرة التي جمعتهم في بداية الطريق ستتحول في عام 2012 الى مؤسسة فاعلة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مؤسسة خدمت ودربت عشرات الالاف من المدرسين والمدراء و المشرفين وأولياء الامور و ساهمت بشكل كبير في بناء منهاج التربية المدنية وتعزيزه وتطوير قدرات العاملين عليه سواء كان من المدرسين أو المشرفين أو طلبة ألمدارس مؤسسة استطاعت ان ترسخ في ذهن الكثيرين اهمية مفاهيم حقوق الانسان والتربية المدنية في المؤسسة التعليمية.
نتائج مميزة
تلك الغرفة الصغيرة الشاهدة على البدايات ما زالت ذكرى ماثلة امام الرواد الذين تفانوا حتى تمتد وتتسع المؤسسة لتؤدي رسالتها وتشمل كافة المناطق الفلسطينية من رفح الى جنين دون ان تتخلى عن اهدافها التي سعت لترسيخها وتعميمها لتصبح عنوانا اولا في كل الميادين ، وتحافظ على دورها كونها منحازة بشكل مطلق لقضايا حقوق الناس واحتياجاتهم وتطلعاتهم الاجتماعية والسياسية لذلك استطاعت ان تمتد خارج حدود الوطن لتصل الى معظم البلدان العربية لتؤسس شبكة عربية للتربية على حقوق الانسان والمواطنة وتترأس الحملة العربية للتعليم.
رؤى واهداف
وعبر مسيرة العمل ، وتعدد الانجازات وتبلور الاهداف والرؤى حرص المركز على تحديد برامجه وخططه وفعالياته لتنطلق جميعها من خطة استراتيجية واضحة تم بنائها بشكل تشاركي مع جميع الاطراف المعنية فأصبح كافة نشاطاته مرتبطة ببرامج واضحة الأهداف والاستراتيجيات وهذه البرامج ترتبط بشكل محكم مع رسالة ورؤية المؤسسة .
وبمشاركة طواقم متخصصة ، وخبراء اكفاء حقق المركز نجاحا منقطع النظير في كافة برامجه التي حددت خططها وفق المسؤوليات والأهداف حتى اصبحت تتنوع الانشطة وتتكامل فيما بينها لتغطي كافة النواحي التربوية والحقوقية والاجتماعية التي يسعى المركز إلى تطويرها في جميع المناطق الجغرافية الفلسطينية مع التركيز أكثر في المناطق الريفية المهمشة.
ويسجل للمركز ، حرصه على قاعدة رئيسة في بناء الانشطة على المنهج التشاركي سواء كان من حيث التخطيط أو التنفيذ والتقييم مما اعطاها الحيوية والفاعلية ومكنه من تطوير مضامينها وآليات تنفيذها بشكل دائم لتتالى الانجازات الكبيرة .
مشاريع رائدة
وانطلاقا من التجارب والخبرة ، حرص المركز على ان تشمل النشاطات أكثر من بعد في بنائها أو أثناء تنفيذها فجرى ربط المفاهيم المدنية التي يعمل عليها مع الأبعاد التعليمية التعلمية حيث يعتبر مشروع المواطنة صورة حية عنها .
المشروع الرائد والهام الذي يواصل المركز تنفيذه للعام السابع على التوالي مر بعد مراحل مكنته من تطوير فكرته من مجرد التعامل مع مدرسي التربية المدنية وطلابها الى توسيع العمل ليشمل مدرسي الرياضيات والعلوم والإدارة والاقتصاد مما ساهم في تحسين قدرات الطلبة التعلمية المتعلقة بدارستهم للمنهاج الفلسطيني ،وبنفس الوقت تنمية المفاهيم المدنية لديهم .
وجراء مشاركته الواسعة في العديد من الفعاليات العالمية التي تعنى بالتعليم ، استطاع المركز ان ينفذ " مشروع نعم إنها تستطيع "، والذي انطلقت وتطورت فكرته من فعاليات أسبوع العمل العالمي الذي يعمل عليه المركز ضمن نشاطات الحملة العالمية للتعليم في فلسطين،
وتنفذ طواقم المركز المشروع مع طالبات الصفوف من الثامن الى العاشر ، ويركز خلاله على تحقيق الحاجات العملية للفتيات من خلال مساعدتهم في تنظيم حملات من أجل ذلك لكن الجانب الاهم في المبادرة ان المركز يركز أثناء العمل مع الطالبات على جوانب أخرى لها علاقة بالتحصيل الأكاديمي والتعامل مع صعوبات التعلم إن وجدت في المجموعة التي يجري تنفيذ النشاط معها.
المجتمعات المحلية
وبين تنفيذ المشاريع ، تتولى طواقم متخصصة في المركز البحث عن مبادرات جديدة تساهم في تطوير او خلق برامج وخطط جديدة ، وفي هذا السياق، بدا المركز مؤخراً بالتعامل مع المجتمعات المحلية كوحدة واحدة .
البداية كانت بتطوير أنشطة تشترك فيها جميع برامج المركز وتتكامل وتنطلق حتى انجزت منهج شمولي من أجل إحداث التغيير الذي يعمل عليه فيما يتعلق ببناء مدرسة صحية وسليمة وديمقراطية.
واثر نجاح المركز في تحديد الاليات،قرر العمل خلال هذا العام في تسع تجمعات ريفية في شمال الضفة، جزء منها يقع خلف جدار الفصل ألعنصري وسيقوم كل برنامج بتنفيذ انشطته المخطط لها في هذه التجمعات ضمن آليات تنسيق وتعاون ما بين البرامج ومع فعاليات هذه التجمعات.
ووفق الخطة المقترحة ، سيقوم برنامج التربية المدنية بالعمل مع المدرسة ككل وليس فقط مع أحد صفوفها أو أحد معلميها، فقد اقر برنامج متكامل للمدرسة يشمل الصفوف من الأول الى العاشر يستهدف المدرسين والطلبة ومدراء المدارس.
وفي نفس التجمعات التي سيعمل بها برنامج التربية المدنية سيقوم برنامج المسؤولية المجتمعية بالتركيز على بناء لجان مجتمع مدرسي وهي تشمل كل فعاليات القرية أو البلدة من مجالس أولياء أمور الى بلديات أو نوادي وحتى المسجد والكنيسة.
الراصد التربوي
ولا يقل برنامج الراصد التربوي اهمية عن باقي مشاريع المركز فهو يتبنى مبادرة حيوية وهامة ولأول مره يركز على تأسيس الصفوف العلاجية للطلبة ضعاف التحصيل في هذه التجمعات ، وبالمثل برنامج حقوق الإنسان الذي يركز على مبادئ الذهبيات الخمس في معالجة اشكاليات تعلمية تعليمية خاصة بالعلاقات بين الطلبة ومحيطهم والغدارة الصفية وعلاقة البيت بالمدرسة والتعلم التأقلمي وغيرها.
منهجيات التعليم
تلك الانجازات التي لم تتوقف منذ عام 1995 ، ساهمت في تحقيق نقله نوعية في مسيرة المركز ودوره الذي ميزه عن الكثير من المؤسسات والأطر والمراكز ، فقد استطاع أن يثبت منهجيات تعلمية نشطة أصبحت في حكم الرسمية لدى وزارة التربية والتعليم ، وأكثر من ذلك انه استطاع أن يجعل قضايا التعليم حية وبشكل خاص قضايا التربية المدنية على طاولة أصحاب القرار إضافةً الى مساعدة الآلاف من المعلمين والطلبة في تطوير قدراتهم ومهاراتهم.
المستوى الاقليمي
وبين النجاح والإبداع والتميز في الميدان المحلي في امتداد الوطن ، كان المركز يبحث عن ميادين اخرى تخدم رسالته وأهدافه وتوصلها وتربطها بالعالم ليؤثر ويتأثر ويستخلص العبرة ويمتلك الخبرة والتجربة ، فبدا يشق طريقه نحو الانفتاح على العالم لتمتد وتتنوع نشاطاته على المستوى الإقليمي والدولي حتى استطاع أن يتبوأ موقعاً قيادياً مؤثراً على الصعيد الإقليمي والدولي.
وبنفس المستوى ، وبروح المسؤولية والحرص بدأت تبرز بصماته الكبيرة من خلال مساهمات ملموسة فيما يتعلق بتطوير الشبكات الاقليمية والدولية العاملة في مجال التنمية والتعليم وربطها مع المؤسسات الفلسطينية.
اثمرت تلك الجهود بسرعة فأصبح المركز يتبوأ مركز فاعلا وأساسيا على رأس مؤسسة بدائل الدولية التي مكنته من تنظيم منتدى تربوي عالمي في فلسطين بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني .
ونجح المركز في تحقيق رسالة وأهداف المنتدى مما دفع المنتدى التربوي العالمي لتبني فكرة ورؤية المركز لتنظيم منتدى عالمي حول فلسطين تحت عنوان" فلسطين حرة " والذي انعقد في البرازيل في 29/11/2012 وقد شارك في هذا المؤتمر آلاف النشطاء من جميع أنحاء العالم.
وعلى الصعيد العربي ، خطى المركز خطوات هامة تجسدت في دوره الرائد في تأسيس الحملة العربية لتعليم التي تضم ما يقارب 500 مؤسسة ونقابة وإتحاد وهو الآن يترأس الحملة العربية للتعليم التي تنفذ كل عام أسبوع العمل العالمي للتعليم من أجل الجميع ،وهو يمثل الوطن العربي في المقعد المخصص لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في اللجنة الدولية للمجوعة الاستشارية للمنظمات غير الحكومية التابعة لليونسكو . كما يمثل المركز الدول العربية في المجلس الدولي للحملة العالمية للتعليم ، إضافةً إلى ترؤس المركز للشبكة العربية للتربية على حقوق الانسان والمواطنة وهي شبكة عربية تضم ما يقارب 100 مؤسسة مدنية ، ونتيجة لهذا المنصب استطاع المركز توفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروع المواطنة في ثمان دولة عربية.
انجازات دولية
ومع كل قصة نجاح ببصمته الفلسطينية ورؤيته العلمية الخلاقة ومبادراته التي ترجمت قدراته وإمكاناته اللامحدودة ،حظى مركز إبداع المعلم بعضوية كمؤسسة في شبكة تعليم الكبار اضافة لعضويته في المنتدى الاجتماعي العالمي وفي شبكة جسور الإقليمية وحاليا بصدد التحضير لمؤتمر اقليمي حول اصلاح التعليم سينظم خلال العام القادم ، و يسعى من خلاله الى الوقوف على واقع التعليم وما يمكن فعله حتى وبعد عام 2015.
اثار كبيرة
امام هذه الصور ، يبرز مركز ابداع المعلم كمعلم فلسطيني حقق بقدرات متواضعه وإمكانيات محدودة انجازات اسهمت في احداث تغيير شامل في واقع التعليم في فلسطين وتحديثه وربطه بالعالم ليتفوق على مؤسسات ومراكز توفرت لها ميزانيات مفتوحة ودعم غير محدود ، ليسجل تاريخ التعليم في فلسطين له انجازات احدث اثرا كبيرا وعميقا فقد ساهم بشكل كبير في بناء منهاج التربية المدنية وتعزيزه وتطوير قدرات العاملين عليه سواء كان من المدرسين أو المشرفين أو طلبة المدارس.
وأكثر من ذلك ، ساهم المركز عبر التنسيق مع مؤسسات اقليمية ودولية في تدريب الكوادر التي كانت مسئولة عن تأليف المنهاج ولحق ذالك تدريب المشرفين والمدرسين ،ولانه لا يوجد تخصص لمادة التربية المدنية في الجامعات فقد اخذ المركز هذا الدور بالتنسيق مع الوزارة وعمل على توفير الادلة والمنهجيات الفاعلة في تدريس التربية المدنية وهذا مشار اليه في الادبيات التقيمية التي قامت بها الوزارة والتقارير الدورية التي انتجتها.
وفي مدارس فلسطين ، حقق المركز انجازات كبيرة لان الكثير من المنهجيات التي وفرها ودربهم عليها ما زلت تستخدم في المدارس ، ومنها منهجية التعلم عن طريق العمل والتي اصبحت بحكم التوطين، وقد اشارت الدراسة التقيمية التي قام بها مقيم خارجي لمشروع المواطنة من فعالية استخدام الطلبة لمنهجية التعلم عن طريق العمل سواء بتطوير شخصياتهم او بدفع الطلبة للاهتمام بمشاكل مجتمعهما مم رفع الشعور بالمسؤولية لديهم.
مجالس اولياء الامور
لسنوات طويلة ، كان دور مجالس اولياء الامور هامشي وغير فاعل ، ولكن بعد حملات وبرامج المركز بدى تأثيرها واضح على قدرة مئات من اعضاء مجالس اولياء الامور في التأثير على البيئة المدرسية .
ويعترف رؤساء و اعضاء مجالس اولياء الامور ولجان مجتمع المدرسة بان للمركز الفضل الاول في تمكينهم من تادية واجباتهم ومسؤولياتهم وتطويرها في حل اشكاليات مجتمعية خطيرة .
وتعتبر قرية حجة نموذجا لهذا الدور ، فبرامج وخطط المركز التي استهدفت مجلس اولياء الأمور ومشاركة طواقم المركز بالعمل مع المجلس ساهم في حل مشكلة مستعصية في القرية عكست حلها على تطور واضح في اداء الطلبة ويظهر ذالك من خلال اصرارا هذه اللجان على البقاء ضمن الشبكة التي عمل المركز معها وتجاوبهم الغير محدود في تنفيذ اية نشاط يطلبه منهم، وكذالك تفاعل جميع فعاليات القرية مع نشاطات المركز وإقرارهم عبر جلسات المجموعات المركز التي نظمت لمعرفة تأثير العمل على مجتمعهم .
ان الدور الكبير الذي اولاه المركز للعمل مع المجلس ، مكن لجان المجتمع من تادية دورها في المدرسة في معالجة الطلبة ضعاف التحصيل ، فدور اللجان كان كبيرا في انجاح التعامل مع 180 طالب كانوا يرسبون في مادة الرياضيات واللغة العربية واللغة الانجليزية وكان من نتاج المشروع حسب دراسة التقييم القبلية والبعدية التي اجراها المركز ان اكثر من نصف الطلبة المشاركين في هذه الصفوف تحسنت علاماتهم بنسبة 80%.
الحق في التعليم
ورغم تعدد المشاريع ، انهمك المركز في البحث والتمحيص لتبني وإثارة كافة القضايا التي تلامس عملية التعليم في فلسطين ، لذلك يسجل لمركز ابداع المعلم انه أحد المؤسسات التربوية القليلة في البلد التي لعبت الدور الرئيسي في جعل الحق في التعليم قضية مركزية على اجندة الحكومة الفلسطينية ولفت انتباه المجتمع لأهمية الاستثمار بها .
انتهاكات الاحتلال
وتكريسا لرسالته في افشال سياسات الاحتلال لتدمير نظام التعليم في فلسطين ، لم يتاخر المركز في اثاره انتباه المؤسسات التربوية الدولية لانتهاكات الحق في التعليم من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، وساهم دوره في تسليط الضؤ على هذه القضيىة الحساسة والخطيرة في تبني القرار التاريخي الذي اتخذه المنتدى الاجتماعي العالمي بتنظيم المنتدى التربوي العالمي في فلسطين.
ويبرز كذالك دور وتأثير المركز في بناء الائتلافات الاقليمية مثل الحملة العربية للتعليم او بترؤس المركز لمؤسسات دولية مثل مؤسسة بدائل دولية وإبقاء الاهتمام بالوضع الفلسطيني راس اولوياتها ، علما انه حظي بعضوية اكثر من شبكة دولية منها تعليم الكبار ومنظمة اليونسكو.
الحملة العربية للتعليم
ووسط هذا النجاح ، لم تتوقف الطموح والآمال لدى المركز الذي سجل انجازا هاما بتأسيسه لمشاركة فلسطين في جهود الحملة العالمية للتعليم GCE من خلال تأسيسه وقيادته للائتلاف التربوي الفلسطيني من أجل بيئة تعليمية تعلمية آمنة، الذي يضم أكثر من 25 مؤسسة أهلية فلسطينية تتنوع في مجالات تخصصها وتشترك في رؤيتها لأهمية ضمان تعليم نوعي لكافة الأطفال الفلسطينيين.
وكانت القدرة على جمع هذه المؤسسات وتوحيد جهودها في حملات سنوية ضمن الفعاليات الدولية للحملة والتي تتوج كل عام بأسبوع العمل العالمي للتعليم من أجل الجميع نجاحاً مميزاً ترك أثراً كبيراً في قدرة الائتلاف والمركز على الوصول إلى صناع القرار وراسمي السياسات التربوية والتأثير بهم.
وقد استطاع المركز على مدار الحملات السنوية منذ عام 2008 أن يدمج أكثر من مليون فلسطيني وفلسطينية في كافة محافظات الوطن في فعاليات الحملة العالمية للتعليم، الأمر الذي دفع المجلس العالمي للحملة أن يعلن فلسطين ثاني أكبر وأنشط دولة مشاركة عام 2009.
وكانت نجاحات فلسطين في الحملة العالمية للتعليم قد ساهمت في تكليف المجلس العالمي للحملة لها بمهمة تشكيل وقيادة ائتلافات تربوية في الدول العربية الأخرى.
وعلى ارض الواقع تجلى ذلك بقيادة المركز عمليات تشكيل ائتلافات تربوية في 11 دولة عربية منها مصر والأردن واليمن ولبنان والصومال وموريتانيا والعراق والجزائر وتونس والمغرب، والتي توحدت جميعها تحت ائتلاف إقليمي سمي بالحملة العربية للتعليم مما أدى إلى تثبيت وجود العالم العربي في الحملة العالمية ولفت الانتباه إلى أهمية وجوده كإقليم قابل للتطوير ولديه احتياج للمشاركة في الحملة العالمية.
ومما يؤكد النجاح الكبير لهذا الائتلاف الإقليمي وفاعليته على المستوى العالمي هو اعتماد اللغة العربية كإحدى اللغات الرسمية للحملة العالمية للتعليم وتوفير كافة أدبياتها باللغة العربية وحصول الحملة العربية للتعليم على مقعد تمثيل لها في المجلس العالمي للحملة.
مشروع المواطنة
خلال السنوات الماضية ، اثبت الوقائع والمعطيات والأبحاث والنتائج اهمية النجاح الكبير الذي حققه مشروع المواطنة الذي اطلقه المركز بحيث يعتبر اليوم مشروع تربوي مدني بامتياز .
ويعتمد المشروع المبدع ، على مشاريع عمل طلابية تستهدف التأثير في السياسات العامة وربطها بقضايا حقوق الإنسان والنوع الاجتماعي والنزاهة والشفافية والبيئة ، وقد استهدف الفئة الطلابية الشابة من عمر 14-16 عام في مدارس الحكومة والوكالة والمدارس الخاصة الفلسطينية في كافة محافظات الوطن.
وبين المراحل ، استمر المركز في تطور المشروع من حيث استهدافه لمدرسي التربية المدنية إلى استهداف مدرسي الرياضيات والعلوم والإدارة والاقتصاد ، اضافة لتطوير المشروع من حيث المضمون حتى أصبحت المشاريع الطلابية التي ينتجها لا تتعلق فقط بالتربية المدنية وإنما في الأحياء والاقتصاد والرياضيات وتطبيقات هذه المواضيع العملية وتأثيراتها في حياة الناس.
شراكة ونجاح
واثر نجاحه وتلمس اثاره ، نفذ المركز خلال العام الجاري والسابق المشروع بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين ، وشاركت به حتى الآن حوالي 1000 مدرسة فلسطينية أي ما يقارب 30000 طالب وطالبة و 15000 من التربويين والتربويات وأخذ المشروع بعداً اجتماعياً وإعلامياً على المستوى الرسمي وغير الرسمي.
ومن نتائج المشروع على المستوى غير ألرسمي انه أصبح جاذباً للمزيد من المدارس والمؤسسات اما على المستوى الرسمي فهناك قرار بأن يطبق المشروع في جميع المدارس الفلسطينية ضمن منهجية توطين بشكل دائم.
لكن نتائجه لم تقتصر على ذلك ، فقد ساهم المركز في نقل المشروع لأكثر من دولة عربية، وساهم في توفير التمويل وبناء القدرات لهذه الدول والتي منها مصر والأردن واليمن ولبنان والمغرب والعراق.
وسرعان ما بدأت نجاحات هذا العمل الإقليمي تظهر في الحصول على اعترافات من وزارات التربية والتعليم العربية بالمشروع وقبولها ودعمها له ، مما حدى بالمركز إلى الى المساهمة في بناء شبكة إقليمية عربية سميت بشبكة أنهر للتربية على حقوق الإنسان والمواطنة ، وخلال ذلك انضمت إلى هذه الشبكة ما يقارب 100 مؤسسة فاعلة ونشطة تتبنى فكرة مشروع المواطنة وتعمل على ترسيخ قيمه، حيث أن المشروع لا يزال قائماً وأفق تطوره موجودة.
و يوثق المركز في كل عام نجاحات الطلبة في مشروع المواطنة من خلال إصدار كتب تضم التجارب التي خاضوها وتوضح انجازاتهم ويعمل على نشر هذه الكتب بهدف تعميم التجربة وتشجيع المدارس على الاستمرار في وتبني منهجية المواطنة.
ترأس مؤسسة بدائل الدولية
مؤسسة بدائل الدولية هي مؤسسة نشطة في كثير من الدول تم تأسيسها عام 2004 وتعتبر جزءاً أساسي من المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي ، ولأهميتها ودورها نجح المركز في تثبت مقعده وفاعليته فيها ليتوج دورها في عام 2006 بانتخاب السيد رفعت الصباح كممثل عن مركز إبداع المعلم رئيساً لبدائل الدولية.
ولان النجاح اسم ملازم لوجوده ، فان ترأس مركز إبداع المعلم لبدائل الدولية أثر كبير في قدرته على الحصول على قرار بتنفيذ المنتدى التربوي العالمي في فلسطين عام 2010 ، و ساهم تنفيذ هذا المنتدى العالمي في فلسطين بخلق علاقات كبيرة مازالت قائمة وفاعلة بين مؤسسات ونقابات دولية ومؤسسات ونقابات فلسطينية.
ان المنتدى وبفضل خطط وبرامج ومتابعة المركز وطواقمه ساهم في وضع القضايا النقابية والتعليمية والصحية والحقوقية والاجتماعية التي تخص فلسطين على أجندة المؤسسات التي دعمت وشاركت في المنتدى وعلى أجندة المنتدى الاجتماعي العالمي.
وتجلى ذالك بشكل واضح ، باعلان المنتدى الاجتماعي العالمي والحملة العالمية للتعليم عن دعمهم ومساندتهم لمنح عضوية الأمم المتحدة لدولة فلسطين.
فلسطين حرة
لعل حكاية النجاح القادمة التي يستعد المركز لتقديمها لفلسطين وتعزيز دورها ومشاركتها الاقليمية والدولية التحضيرات التي تجري على قدم وساق لعقد المؤتمر الدولي الذي دعت له وتساهم في قيادته مؤسسة بدائل دولية بالتعاون مع المنتدى الاجتماعي العالمي تحت عنوان" فلسطين حرة "في فلسطين بتاريخ 29/11/2012، ويسعى المركز في تحويل هذه المبادرة لتصبح حدثاً سنوياً دولياً يعقد كل عام في دولة تحت اسم فلسطين حرة الآن .
في هذا الوقت ، تحضر مؤسسة بدائل حالياً لعقد المنتدى الاجتماعي العالمي في تونس ، بعدما ساهمت في خلق شبكة جسور الإقليمية تربط المشرق العربي بالمغرب العربي بهدف الوصول للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الدول العربية.
منتدى نسوى
ولن ينتهي العام قبل ان يحقق المركز انجازا نوعيا يبرز ويهتم بالدور التربوي للمراة ، فبينما يقود بنجاح شبكة جسور في العالم العربي في أكبر حملة للمؤسسات غير الحكومية العربية لتعزيز مشاركة النساء في العملية السياسية، بدات التحضيرات لاحتضان اول منتدى نسوي تربوي في فلسطين بمشاركة دولية واسعة ليعقد عام 2014