من لبنان إلى إسبانيا: لاجئو فلسطين الشباب يقهرون السرطان
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
تم تشخيص أحمد، والذي يبلغ الثامنة من العمر، بأنه يعاني من مرض اللوكيميا عندما كان في الثالثة من عمره. وتعيش عائلة أحمد في مخيم برج البراجنة للاجئين في لبنان حيث تعد الخيارات العلاجية لمرض السرطان محدودة. وقبل عامين، فشلت عملية أجراها لزراعة نخاع العظم، الأمر الذي جعل عائلته تفقد الأمل في علاجه.
وبمساعدة من اللجنة الإسبانية لمساندة الأونروا ومؤسسة البرتو وإيلينا كورتينا، تمكن أحمد من السفر إلى إسبانيا مع والدته لتلقي العلاج في تموز من هذا العام.
وبعد إجراء بعض الفحوصات، أخبر الفريق الطبي عائلة أحمد بأن نسبة نجاح عملية الزراعة تبلغ حوالي 20%. وعلى الرغم من أنهم كانوا يخافون على حياته، إلا أنه لم تتوفر لديهم أية بدائل مما حدا بوالديه إلى الموافقة على إجراء العملية.
جيشان عاطفي:
"كنا في اية الخوف عندما وصلنا إلى إسبانيا؛ فمدريد مدينة كبيرة ولم نكن نعرف أحدا. كان علي أن أذكر نفسي بأننا هنا لمساعدة ولدي. ولحسن الحظ أن الشعب الإسباني طيب للغاية وقدموا لنا أفضل ما بوسعهم لجعلنا نحس وكأننا في بيتنا"، قالت والدة أحمد.
وبالرغم من الجهود التي بذلوها، إلا أن الضغط الناجم عن انتظار الجراحة وبعد المسافة بينهما وبين عائلتهما قد سببا قلقا كبيرا لأحمد ووالدته على حد سواء.
"في الأيام التي سبقت العملية والتي تلتها، ظللت أبكي وكنت خائفة للغاية من أن العملية لن تسير على ما يرام"، أضافت والدة أحمد معقبة بالقول "لم أستطع الأكل ولا النوم. أمضيت خمسة شهور في إسبانيا ولكنني شعرت بأنهم خمس سنوات. ولأنني تركت باقي أطفالي وزوجي في لبنان، كان ينتابني القلق على جبهتين: واحدة من أجل أحمد والثانية من أجل عائلتي التي تركتها في لبنان".
نتيجة مفاجئة:
أجرى أحمد عمليو الزراعة في آب، وفي خلال أربعة أشهر من الجراحة، استمر بالخضوع لعدة فحوصات وتلقي العلاج ضد الالتهابات.
"لقد كان من الصعب للغاية أن أبقى في إسبانيا، وخصوصا بعد إجراء عمليتي الجراحية"، يقول أحمد مضيفا "لقد كنت دوما أشعر بالخوف وكنت أفتقد عائلتي وأصدقائي، وبقيت أصلي بأن يسير كل شيء على خير ما يرام لأعود إلى لبنان في الوقت المناسب للاحتفال بعيد ميلادي في العاشر من كانون الأول بحيث أتمكن من الاحتفال بشفائي مع أصدقائي وأفراد عائلتي".
وهذا الشهر، أثبتت الفحوصات بأن العملية التي أجراها أحمد كانت ناجحة. وهو قد عاد إلى لبنان هذا الأسبوع في الوقت المناسب للاحتفال بعيد ميلاده، وهو قد عاد أيضا إلى مدرسته.
شراكة مثمرة:
أحمد هو المستفيد الأول من شراكة بين اللجنة الإسبانية لمساندة الأونروا وبين المؤسسة التي تسعى إلى جلب أطفال لاجئي فلسطين إلى إسبانيا لتلقي العلاج الطبي. ومن المقرر أن يعود أحمد إلى إسبانيا في نيسان المقبل من أجل جولة ثانية من الفحوصات.
"أود أن أشكر كل من قام بمساعدة ابني ليتمكن من الذهاب إلى إسبانيا لتلقي العلاج. إنني أشكر الأونروا واللجنة الإسبانية والمؤسسة وكافة أولئك الأشخاص الذين جعلوا من إقامتنا في إسبانيا مريحة – وإنني أشعر بسعادة غامرة بالنتائج. إن ابني معافى، ولهذا السبب فإنني أدين لهم بفضل كبير".
اللجنة الإسبانية لمساندة الأونروا:
اللجنة الإسبانية لمساندة الأونروا هي أول لجنة وطنية تقوم الأونروا بإنشائها. وتأسست اللجنة في عام 2005 ولها هدفين رئيسيين هما توعية الشعب الإسباني بالظروف المعيشية التي يعيشها 5,1 مليون لاجئ فلسطيني وبالعمل الإنساني الذي تقدمه الأونروا. كما تقوم اللجنة بجمع تبرعات عامة وخاصة لدعم الأونروا في المحافظة عل نوعية خدماتها المقدمة للاجئي فلسطين.
مؤسسة البرتو وإيلينا كورتينا:
مؤسسة ألبرتو وإيلينا كورتينا هي مؤسسة إسبانية هدفها الرئيسي هو تعزيز وإيجاد ورعاية ودعم أعمال الإغاثة والأعمال الاجتماعية والتربوية والخيرية بشتى أشكالها بالنيابة عن المجتمعات المحرومة. وقد قامت المؤسسة بتوقيع مذكرة تفاهم مع اللجنة الإسبانية لمساندة الأونروا بهدف التعاون في سبيل تحسين الظروف الإنسانية لأطفال لاجئي فلسطين في لبنان مع التركيز على القضايا المرتبطة بالصحة.