حينما يكون الرصيف ممشى.. وأيضا لرسم أوجاع الوجوه!
الفنان عبد الهادي يعيش
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
ثمة على الأرصفة في بلادنا حيث يحث الناس الخطا ذاهبين أو عائدين من أعمالهم، أشياء كثيرة اعتيادية و مألوفة، كأن ترى طفلا يمشي مجرورا بيد أمه أو متشبثا بثوبها ؛ غير أن من غير المألوف ( في بلادنا ) أن تجد أحدا يتربص العينين الزائغتين، أو أصابع اليد الصغيرة لكي يحولها إلى لوحة تشكيلية معلقة على الجدار..
يحدث مثل ذلك، وعلى نحو مألوف، في مدن كثيرة بالعالم تنعم بالاستقرار وغير محاصرة بحواجز التفتيش، وأيضا لأن الرسم يطعم الرسامين خبزا و أكثر، لكن أن يحدث في رام الله أو الخليل أو أي مدينة فلسطينية أخرى، فتلك مسألة تستحق الانتباه ..
في رام الله، وفي "شارع ركب" على وجه التحديد، يمارس الفنان التشكيلي عبد الهادي يعيش من مدينة نابلس تلك "المجازفة" بصورة يومية، فيما كل أدوات حرفته مجرد أوراق خاصة بالرسم و طباشير و أقلام من الفحم و مقعد خشبي و .. حدسه المشحون بالترقب و تتبع الوجوه و الخطى و التقاط الملامح؛ بأمل أن يدخل البهجة لأصحاب وجوه جلسوا قبالته لكي يرسمها، أو لضبط مشهد لافت ثم إسقاطه لوحة تجريدية على الورق.
قال التشكيلي عبد الهادي يعيش الذي التقته القدس على الرصيف – بجانب معرضه اليومي المعلق على جدار مطعم لبيع "الفلافل" – قال أنه تعلم الرسم في ايطاليا والولايات المتحدة ونظم معارضا للوحاته في "رام الله" و "لندن"، فيما هو الآن مدرس للفن في "المدرسة الإنجيلية الأسقفية العربية " و " رسام على الرصيف" في رام الله، مشيرا إلى أن اهتمامه برسم الوجوه الفلسطينية المثقلة بالهموم و صعوبات الحياة شكلت له ليس موضوعا للرسم فقط، وإنما جسرا للتواصل ما بين ريشته كفنان وملامحها التي تعكس أحلامهم و مخاوفهم، بينما لا يتقاضى مقابل ذلك سوى مبلغ رمزي .
"الجلوس في الشارع منحني فرصة الإحساس بالقلق على وجوه الناس، وملاحظة التحولات السياسية التي يعيشها المارة؛ ما جعلني أشبه بـ"راصد" لأحوال الفقراء و المقلقين وأحيانا، لملاحظة الفرح على الوجوه لأسباب صغيرة" . قال الفنان "يعيش" لـ دوت كوم وهو منشغل بتتبع خطى المارة، كما لو أن للخطى ملامح تسترعي الإهتمام !
قال "يعيش" الذي يضم معرضه على الجدار وجوها لرموز وطنية فلسطينية وعربية، ويستقطب الكثير من المهتمين والفضوليين – قال أن انتباه المارة إلى معرضة و وقوفهم مشدودين إلى لوحاته يعكس ذائقة حضارية و احتراما للفن التشكيلي يستحق القدير، لافتا إلى أنه يترك لوحاته في الشارع أحيانا ويعود إليها دون أن يلمسها أحد، فيما لم يخفه قلقه حيال ما يحسه من "ملامح مدمرة" في وجه الشباب بفعل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها جراء انعدام الأفق السياسي و ندرة فرص العمل، وتاخر صرف الرواتب وهي ملامح دفعته – كما قال – لرسم لوحة أعطاها اسم "المتمردة" .
أخيرا، أعرب التشكيلي عبد الهادي يعيش عن أمله في أن تصبح تجربته قابلة للتعميم بحيث يجلس على أرصفة كل مدينة فلسطينية فنانا أو أكثر؛ لما لذلك من أهمية في إظهار صورة حضارية لشعب يناضل لأجل حقوقه، موضحا أنه يعد لتنظيم معرضه الفني الخامس الذي سيقيمه في رام الله خلال الفترة القادمة، وهو معرض من وحي الشارع و الوجوه الموجوعة التي تعبره ذاهبة أو آيبة !
عن القدس
zaثمة على الأرصفة في بلادنا حيث يحث الناس الخطا ذاهبين أو عائدين من أعمالهم، أشياء كثيرة اعتيادية و مألوفة، كأن ترى طفلا يمشي مجرورا بيد أمه أو متشبثا بثوبها ؛ غير أن من غير المألوف ( في بلادنا ) أن تجد أحدا يتربص العينين الزائغتين، أو أصابع اليد الصغيرة لكي يحولها إلى لوحة تشكيلية معلقة على الجدار..
يحدث مثل ذلك، وعلى نحو مألوف، في مدن كثيرة بالعالم تنعم بالاستقرار وغير محاصرة بحواجز التفتيش، وأيضا لأن الرسم يطعم الرسامين خبزا و أكثر، لكن أن يحدث في رام الله أو الخليل أو أي مدينة فلسطينية أخرى، فتلك مسألة تستحق الانتباه ..
في رام الله، وفي "شارع ركب" على وجه التحديد، يمارس الفنان التشكيلي عبد الهادي يعيش من مدينة نابلس تلك "المجازفة" بصورة يومية، فيما كل أدوات حرفته مجرد أوراق خاصة بالرسم و طباشير و أقلام من الفحم و مقعد خشبي و .. حدسه المشحون بالترقب و تتبع الوجوه و الخطى و التقاط الملامح؛ بأمل أن يدخل البهجة لأصحاب وجوه جلسوا قبالته لكي يرسمها، أو لضبط مشهد لافت ثم إسقاطه لوحة تجريدية على الورق.
قال التشكيلي عبد الهادي يعيش الذي التقته القدس على الرصيف – بجانب معرضه اليومي المعلق على جدار مطعم لبيع "الفلافل" – قال أنه تعلم الرسم في ايطاليا والولايات المتحدة ونظم معارضا للوحاته في "رام الله" و "لندن"، فيما هو الآن مدرس للفن في "المدرسة الإنجيلية الأسقفية العربية " و " رسام على الرصيف" في رام الله، مشيرا إلى أن اهتمامه برسم الوجوه الفلسطينية المثقلة بالهموم و صعوبات الحياة شكلت له ليس موضوعا للرسم فقط، وإنما جسرا للتواصل ما بين ريشته كفنان وملامحها التي تعكس أحلامهم و مخاوفهم، بينما لا يتقاضى مقابل ذلك سوى مبلغ رمزي .
"الجلوس في الشارع منحني فرصة الإحساس بالقلق على وجوه الناس، وملاحظة التحولات السياسية التي يعيشها المارة؛ ما جعلني أشبه بـ"راصد" لأحوال الفقراء و المقلقين وأحيانا، لملاحظة الفرح على الوجوه لأسباب صغيرة" . قال الفنان "يعيش" لـ دوت كوم وهو منشغل بتتبع خطى المارة، كما لو أن للخطى ملامح تسترعي الإهتمام !
قال "يعيش" الذي يضم معرضه على الجدار وجوها لرموز وطنية فلسطينية وعربية، ويستقطب الكثير من المهتمين والفضوليين – قال أن انتباه المارة إلى معرضة و وقوفهم مشدودين إلى لوحاته يعكس ذائقة حضارية و احتراما للفن التشكيلي يستحق القدير، لافتا إلى أنه يترك لوحاته في الشارع أحيانا ويعود إليها دون أن يلمسها أحد، فيما لم يخفه قلقه حيال ما يحسه من "ملامح مدمرة" في وجه الشباب بفعل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها جراء انعدام الأفق السياسي و ندرة فرص العمل، وتاخر صرف الرواتب وهي ملامح دفعته – كما قال – لرسم لوحة أعطاها اسم "المتمردة" .
أخيرا، أعرب التشكيلي عبد الهادي يعيش عن أمله في أن تصبح تجربته قابلة للتعميم بحيث يجلس على أرصفة كل مدينة فلسطينية فنانا أو أكثر؛ لما لذلك من أهمية في إظهار صورة حضارية لشعب يناضل لأجل حقوقه، موضحا أنه يعد لتنظيم معرضه الفني الخامس الذي سيقيمه في رام الله خلال الفترة القادمة، وهو معرض من وحي الشارع و الوجوه الموجوعة التي تعبره ذاهبة أو آيبة !
عن القدس