خانيونس: ثمة عائلة في"حي الأمل".. لكنها تكاد تعجز عن الأمل !
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أن "تعيش" بمنزل آيل للسقوط نصيبك منه 4 أمتار مربعة فقط و .. موزعا على خدمة أشقاء نصفهم - كما والديك - تنهشهم الأوجاع، فذلك يعني، من بين أشياء، أن الحياة "هنا" أقرب إلى سجن مع الأشغال الشاقة ...
على نحو ذلك، تعيش الطالبة المتعطلة عن إكمال دراستها الجامعية فداء نصر صافي؛ بمنزل في "حي الأمل" بمدينة خانيونس يؤوي 12 شخصا و لا تزيد مساحته على 50 مترا مربعا، فيما لا يزال والدها البالغ من العمر 52 عاما يعاني أوجاعا مختلفة منذ أخضع للتنكيل في أحد سجون الاحتلال عام 1990، وذلك بعد مهاجمته أحد السجانين الإسرائيليين..بينما تعاني والدتها من عجز يعيق حركتها، إلى جانب شقيقها عبد المعطي البالغ من العمر 23 عاماً ويعاني من عدة أمراض، بينها السكري المزمن و الـ "غرغرينا" في كلتا قدميه، و الالتهابات الحادة في الأعصاب التي تتسبب في زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ، وأيضا.. تعطل وظيفة رئته اليمنى بنسبة 40 في المئة .
قالت فداء صافي، وهي الوحيدة من العائلة التي تمكنت من الالتحاق بإحدى جامعات القطاع ( تخصص اللغة العربية )، أن والدها خرج من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقال دام عامين وهو يعاني أوجاعا مختلفة أدت لتخلع أسنانه وإلى عدم اتزان في أعمال العقل، ما أدى إلى إصابته بأمراض عقلية ونفسية.. ثم في وقت لاحق بعد ذلك، إصابته بغضروف في الظهر زاد من صعوبة حركته بصورة طبيعية، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من إكمال دراستها حتى اللحظة بسبب عدم تمكنها من توفير الرسوم الجامعية ، بينما لا لا يتقاضى والدها أي مخصصات مالية من وزارة شؤون الأسرى و المحررين بسبب أن اعتقاله تم قبل دخول السلطة الفلسطينية.
لا موارد يمكن ذكرها لدى عائلة المواطن نصر صافي التي تضم، أيضا، الطفلة "نعمة الله" البالغة 9 سنوات و مصابة بـ"السكري المزمن" منذ بلغت عمر 6 أشهر ( حقنها بـ "الأنسولين" تسبب لها بانتفاخ في يديها – جراء عدم قدرة العائلة على التعامل مع مرضها ولغياب اللبيئة الصحية والنظيفة ) – لا موارد، سوى أن "وكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين" تمنح العائلة، فقط، 10 دولارات لكل فرد كل 3 أشهر، إضافة إلى ما تيسر من "كوبونات" المؤسسات الخيرية على فترات زمنية متباعدة.
في سياق القصة التي تعيش فصولها عائلة المواطن "صافي" دون أن تنتبه إليها المؤسسات المختصة بدرجة تساعد على التخفيف من المحنة، ثمة تفاصيل أخرى، بينها خروج عدد من الأبناء و البنات من المدارس بسبب العجز عن تلبية احتياجاتهم، و عجز الأم البالغة 45 عاما عن الحركة بدرجة تمكنها من أداء واجبات أساسية لا تجيدها سوى الأمهات؛ ما أحال على كاهل "فداء الصافي" مهمات أكثر من قدرتها على التحمل، بما في تلم المهام تقمص دور الأم والممرضة، و "الخبيرة" في التعامل مع المصابين بأمراض نفسية، وأيضا.. دور الطاهية المطالبة بـ "الاقتصاد" في إعداد وجبات من "العدس" و"الفول" ، لكي ينام أفراد العائلة دون جوع .
في حديثها المليء بالوجع إلى حد تكاد معه أن تعجز عن مواصلة الأمل ، قالت البنت الحالمة بالعودة إلى الجامعة فداء صافي للـقدس أنها تناشد الرئيس محمود عباس و "رئيس الوزراء" الدكتور سلام فياض وإسماعيل هنية، والمؤسسات الخيرية – تناشدهم جميعهم، لعل أحدا يمد يده لانتشالها و عائلتها، ولو قليلا، من قاع البؤس !
عن القدس