بيت لحم على موعد مع الميلاد المجيد.. بهجة وحجاج من أقطار الأرض
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عنان شحاده
في شارع المهد ببيت لحم الواصل إلى الكنيسة، حيث ذروة احتفالات عيد الميلاد المجيد، يسابق صاحب محل بيع التحف الشرقية "الأقواس الثلاثة " ماهر قنواتي.. يسابق الزمن لتجهيز محله استعدادا لاستقبال الأعياد من خلال جلب كل ما هو مطلوب من قبل السياح والحجاج.
"باشرت منذ بداية الشهر الجاري بالتحضير والتجهيز، وأحضرت كميات كبيرة من خشب الزيتون وأطقم الميلاد آملا بأن تسير الأمور حسب المتوقع في ظل الحالة الأمنية الهادئة التي تمر بها مدينة بيت لحم خاصة والأراضي الفلسطينية عامة" يقول قنواتي.
قنواتي لم يخف أن هناك تراجعا في عملية الإقبال على شراء التحف في الفترة التي تسبق الأعياد، مقارنة بالعام الماضي، وهذا مرده إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي دفع الكثير من السياح إلى إلغاء حجوزاتهم.
غير أن التجهيزات المختلفة في مدينة بيت لحم استكملت، واكتست المدينة حلتها الجميلة وتنتظر بفارغ من الصبر قدوم المزيد من زوارها للمشاركة في احتفالات الميلاد وهي على بعد يومين من هذا الحدث، حيث تظهر الزينة المختلفة في كافة الشوارع الرئيسية والأحياء، سيما ساحة المهد الحاضنة لشجرة عيد الميلاد الأميز والأبرز في العالم والذي يصل ارتفاعها إلى حوالي 18 مترا.
الحال لا يختلف في مدينتي بيت ساحور وبيت جالا المجاورتين، حيث لبستا ثوبهما الجميل لاستقبال الأعياد وأضيئت فيهما شجرة الميلاد في احتفالية كبيرة.
وأشار محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل في حديث لـ "وفا"، إلى أن مدينة بيت لحم بكامل الآن جاهزيتها لاستقبال الأعياد وضيوف المهد، لافتا إلى أن ما يميز الأعياد في هذا العام المتمثل بالانجاز على صعيد الأمم المتحدة ونيل الاعتراف بفلسطين دولة مراقبة، وهو ما سيلقي بظلاله على الاحتفالات عدا عن انتخاب مجلس بلدي جديد ترأسه سيده لأول مرة في تاريخ المدينة.
وبالنسبة للناحية الأمنية، قال إن المؤسسة الأمنية قسمت الأدوار فيما بينها، حيث سيكون العبء على جهاز الشرطة من خلال تنظيم حركة دخول وخروج المركبات ووصول الأفواج السياحية إلى ساحة المهد.
وأشار إلى أن حركة المواطنين ستكون مؤمنه للجميع سواء من داخل بيت لحم أو من المحافظات الأخرى مع مراعاة بعض الاغلاقات التي ستكون مؤقتة وفي أماكن محددة، وتحديدا المرتبطة بتحركات الرئيس، وحسب البرنامج، وعليه لن يكون هناك اغلاقات كاملة تؤثر على حرية حركة المواطنين.
ولم يخف حمايل تخوفه من مسألة واحدة مهمة لم يسقطها من حساباته، وهي تصرف الجانب الإسرائيلي الذي يتحكم بحركة المعابر من والى بيت لحم، ناهيك عن تشويه الصورة العامة للمدينة من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية الهادفة إلى بث الرعب في نفوس الحجاج القادمين.
وفيما يتعلق بالواقع السياحي، قال إنه في تحسن كبير وهناك ازدياد في عدد السياح، حيث من المتوقع أن يصل عددهم مع نهاية العام الجاري وحسب إحصائيات وزارة السياحة والآثار إلى مليونين واربعماية ألف سائح وحاج.
وأضاف أن هناك خطة شامله لتطوير السياحة وهي عبارة عن مبادرة من جمعية الفنادق طرحت ونوقشت وتم المصادقة عليها، تتمثل في تخصيص حافة مكشوفة مخصصة للسياح من اجل إعطائهم الفرصة الكبيرة وعبر مسارات زيارة مواقع عدة، حيث سيتم العمل فيها مع بداية العام القادم مع إمكانية زيادة العدد.
كما أن مشروع تصنيف الفنادق والذي سيتم الانتهاء العمل به مع نهاية العام القادم، فان مروده سيكون ايجابيا على السياحة.
وقال رسالتنا في هذه الأعياد رسالة سلام ومحبة ودعوة للعالم بالحضور إلى مدينة بيت لحم الآمنة والهادئة للمشاركة في الاحتفالات، لافتا إلى أن الوضع الاقتصادي في محافظة بيت لحم تأثر كثيرا بما جرى في قطاع غزة من عدوان، وكذلك تأخر دفع الرواتب للموظفين، وهو ما ألقى بظلاله على الأجواء العامة لاحتفالات الأعياد.
في هذا الصدد، قال رئيس مجلس إدارة غرفة وصناعة محافظة بيت لحم سمير حزبون، انه لم يلمس على الصعيد الاقتصادي حراك كالمعتاد وهذا مرده إلى الصعوبات الجمة على الصعيد الاقتصادي وهو ما اثر على مستوى المعيشة، لكن الأمل معقود على الأيام القادمة التي تسبق الأعياد كي تشهد نشاطا اقتصاديا.
وعلى الصعيد السياحي، أشار حزبون إلى انه من المتوقع أن يدخل إلى مدينة بيت لحم ليلة العيد حوالي 15 ألف سائح وحاج، لافتا إلى أن الحركة السياحية تأثرت بما جرى في قطاع غزة، ورغم ذلك سجلت أرقاما سياحية عالية وكان بالإمكان أن يكون اكبر لولا الظروف .
نائب رئيس جمعية الفنادق العربية "فلسطين والقدس وغزة" جورج أبو عيطه، اعتبر أن الخدمات في تحسن كبيرة مقارنة بالأعوام الماضية وهم يحرصون على يقدموا الأفضل تشجيعا للسياح للقدوم والمبيت وهذا من شانه أن يعيد بالفائدة على الدخل القومي.
وأشار أبو عيطة إلى أن عدد الفنادق في المدن الرئيسية الثلاثة بيت لحم، بيت جالا، بيت ساحور، يصل إلى 30 فندقا، يعني أن هناك زيادة خمسة فنادق مقارنة بالعام الماضي، وبسعة إجمالية 3200 غرفة فندقية، على عكس السابق 2400 غرفة، وهذه دلاله واضحة على زيادة في عدد السياح والحجاج إلى بيت لحم.
ولفت إلى أن المشكلة التي واجهتهم هي إلغاء حجوزات كثيرة من الوفود الأجنبية التي كانت تجهز حالها للقدوم لبيت لحم، هذا أولا بسبب الوضع الاقتصادي في أوروبا، عدا عن العدوان على قطاع غزة، موضحا انه خلال الحرب تم إلغاء ما نسبته 50% من الحجوزات، لكن ألان ونحن على أبواب الأعياد تم إلغاء النسبة التي تتراوح ما بين 20-30% وتحديدا وفودا من ايطاليا واسبانيا وألمانيا.
وأشار إلى أن معظم الغرف الفندقية محجوزة حتى نهاية الأعياد في شهر كانون الثاني، حيث الأكثر إقبالا للسياحة يتمثل في أسواق روسيا، بولندا، الهند ونيجيريا وكذلك من فلسطينيي أراضي 48.