افتتاح مؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
sh بدأت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، اليوم الأحد، أعمال الدورة الـ89 لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، بمشاركة وفود من الأردن ولبنان ومصر وفلسطين ومنظمة المؤتمر الإسلامي، إضافة إلى الأمانة العامة للجامعة العربية.
وأكد رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الأغا، أهمية مواصلة الدعم العربي للقضية الفلسطينية، وتعزيز حقوق اللاجئين، وتوفير الدعم المالي لوكالة الغوث "الأونروا" لسد العجز التي تواجهه.
وقال الأغا، في كلمته بافتتاح الدورة، إن هذا المؤتمر ينعقد في توقيت بالغ الأهمية وظروف بالغة الصعوبة تمر بها القضية الفلسطينية في ظل مواصلة الانتهاكات الإسرائيلية والضرب بالمواثيق الدولية عرض الحائط، الأمر الذي يقوض كل أمل لتحقيق السلام العادل في المنطقة والمبني على حل الدولتين.
وأشار إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين بلغ أكثر من 700 شهيد قضوا خلال الصراع الدائر في سوريا، ما أدى إلى إخلاء مخيم اليرموك، لافتا إلى نزوح العوائل الفلسطينية، وداعيا إلى تأمين اللاجئين الفلسطينيين وحمايتهم حتى عودتهم سالمين.
وحذر الأغا من استمرار الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة، خاصة في القدس، ومواصلة الممارسات الهمجية ضد أبنائها، بالإضافة إلى اقتحام المؤسسات الدولية واعتقال النواب الفلسطينيين، والإمعان في سياسة الاعتقال وهدم البيوت، الأمر الذي يؤكد أن هذه الحكومة لا تريد أي سلام وإنما استسلام لكل مخططاتها.
وشدد على أهمية الدعم العربي للقضية الفلسطينية، موضحا أن عملية السلام تمر بمأزق، وهو ما سيكون محل بحث خلال الاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام العربية خلال الأيام القليلة المقبلة، بالإضافة إلى اللقاءات الفلسطينية في الداخل، كما نبه لضرورة تفعيل المصالحة الفلسطينية وتطبيق الاتفاق الموقع بين الأطراف الفلسطينية لمواجهة التحديات الإسرائيلية الراهنة.
وأكد الأغا التمسك بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وعودتهم إلى ديارهم، محملا المجتمع الدولي مسؤولية نيلهم هذه الحقوق، وموضحا أهمية الدور الذي تضطلع به "الأونروا" في هذا الإطار، وضرورة دعمها لسد العجز المالي الذي تواجهه حتى لا يؤثر ذلك على تقليص حجم مساعداتها للفلسطينيين.
من جانبها، أكدت مدير دائرة فلسطين بدائرة شؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية علياء الغصين، أهمية المؤتمر الذي ستعرض نتائجه أمام الوزاري العربي لبحث التحركات المطلوبة إزاء الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والتي بدورها تحتاج إلى تقييم واضح وصحيح وموقف حاسم للإبقاء على النضال الفلسطيني والحقوق غير القابلة للتصرف.
ونبهت الغصين إلى أن الشعب الفلسطيني يواجه حربا مفتوحة من قبل إسرائيل في كل مكان، حيث تتعرض مدينة القدس لهجمة ضارية طالت كل شيء في ظل قوانين عنصرية واستيلاء على الأراضي ومواصلة الحصار لكل الأماكن، لافتة إلى أنها تزيف التاريخ وتهجر أهلها قسرا بقوانين وإجراءات عنصرية وتسلب مزيدا من الأراضي الفلسطينية لإكمال بناء جدار الفصل العنصري الذي قسم أراضي الضفة الغربية المحتلة وحولها الى جزر منفصلة عن بعضها البعض، للقضاء على التواصل الجغرافي بين مدنها وقراها للحيلولة دون إقامة الدول الفلسطينية المتواصلة والقابلة للحياة.
وقالت: إن السلطة الجائرة الإسرائيلية لم تكتف بمواصلة حصارها على قطاع غزة بل واصلت عدوانها على أهله والتوغل في أراضيه وبلغت في عدوانها الهمجي الأخير في 10 نوفمبر 2012 ذروة الوحشية واستخدمت فيه آلياتها العسكرية الأشد فتكا وأوقعت مئات الشهداء وآلاف الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ بل أبادت عائلات بأكملها ومنها عائلة الدلو.
وأضافت: إن العدوان الوحشي الدامي فشل فشلا ذريعا أمام صمود الشعب الفلسطيني الذي حقق انتصاره وأفشل محاولات كسر وعيه وإرادته بحقه في النضال من أجل تحرير أرضه من المحتل وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وسجل في صموده وثباته ومقاومته للعدوان وما شهدته الضفة الغربية من تفاعل قوي وتلاحم لجموع الشعب الفلسطيني في التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي في أماكن تواجده على أراضي الضفة الغربية المحتلة تضامنا لأخواتهم في قطاع غزة.
وتابعت: إننا نتابع بقلق بالغ وأسف شديد، ما يتعرض له مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق من قصف بالطائرات أوقع شهداء وجرحى، حيث كانت الجامعة العربية ومنذ بدء الصراع في سوريا قد طالبت كافة الأطراف بالابتعاد عن المخيمات الفلسطينية المتواجدة في أي بقعة من الأراضي السورية وعدم المساس بها أو إقحامها في هذا الصراع الدائر.
واستطردت الغصين: إن اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لجوئهم هم أمانة لدى الدول المضيفة حتى تتحقق عودتهم إلى ديارهم، مؤكدة أن الأحداث المروعة في مخيم اليرموك والتي تمثل مخالفات جسيمة طبقا للقانون الدولي الإنساني هي محل بحث وتداول مع الرئيس محمود عباس، للتحرك من أجل ضمان حماية اللاجئين الفلسطينيين وأمنهم بسوريا.
وسيناقش المؤتمر على مدى 5 أيام التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية والانجاز التاريخي بحصولها على وضع دولة مراقبة غير عضو في الامم المتحدة ومدى الاستفادة من هذا الإنجاز، وكذلك مناقشة ما تقوم به إسرائيل وأعوانها من تصعيد خطير لإفشال السلام في المنطقة وزرع أحياء استيطانية داخل القدس وتغير معالم المدينة بشكل كامل ومواصلة تنفيذ سياسة الاعتقال والإبعاد لشخصيات مقدسية سياسية ودينية بارزة.
كما يناقش أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة خاصة في سوريا وما تعرض له اللاجئون في مخيم اليرموك في العاصمة دمشق، وكذلك مناقشة أوضاع الأونروا والأزمة المالية الخطيرة التي تواجهها والعجز الذي تعانيه موازنتها العامة والذي يهدد بتوقف بعض خدماتها الأساسية للاجئين خاصة في قطاعات التعليم والصحة والخدمات العامة، وكذلك البحث في سبل دعم الوكالة للقيام بمهامها حتى حل مشكلة اللاجئين.
كما سيناقش الاجتماع الهجمة الإسرائيلية التهويدية الشرسة ضد مدينة القدس ومحاولات طمس هويتها العربية والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية واستمرار الحفريات أسفل وحول المسجد الأقصى.
وتأتي أهمية هذا المؤتمر لما يعكسه من اهتمام العمل العربي المشترك بالقضية الفلسطينية من كافة جوانبها، حيث سيتم عرض توصيته على الدورة القادمة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في مارس المقبل.
كما سيناقش المؤتمر قضية اللاجئين الفلسطينيين ونشاطات وكالة "الأونروا" وأوضاعها المالية وتأثير الأزمة المالية الأخيرة على خدماتها، إلى جانب متابعة توصيات الدورة 88 لمؤتمر المشرفين.
وحضر المؤتمر من الجانب الفلسطيني نائب رئيس دائرة اللاجئين الفلسطينيين محمد أبو بكر، ومن مندوبية فلسطين بالجامعة العربية ممدوح سلطان