ملف صوت الأسير في الذكرى ال48 لانطلاقة الثورة..... وطن الأنبياء في ذكراه الخالدة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
في الأول من يناير من كل عام منذ عام 1965م يحتفل الشعب الفلسطيني بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة، التي جمعت الفلسطينيين بعد شتات ولجوء ونكبات حول الهوية الفلسطينية، وحلم العودة، وشكلت من جغرافيا اللجوء والشتات فجرا من ضياء الكفاح والمجد والبطولة، قلبت معنى الانكسار إلى مستوى متقدم من أمنيات الانتصار.
كان البلاغ الاول في 1-1-1965م مرحلة جديدة في حياة النضال الفلسطيني ضد ابشع استعمار عرفه البشر والتاريخ، ميلاد لطائر الفينيق الفلسطيني الذي ظنت قوى الشر على الأرض انها تخلصت من لحمه وعظامه، فاذا به من رحم البؤس والضياع ينتفض من جديد ويصر على إرادة التحرير والبقاء.
في هذا التاريخ قبل 48 عاما دوت صوت البندقية الفلسطينية، فرض الكفاح المسلح الفلسطيني خارطة الطريق للعودة، كان تاريخا لإرادة الدم الفلسطيني وتحديه لجبروت الموت الصهيوني، هذا التاريخ كان موعدا لسلسلة من أنشطة المقاومة العسكرية والسياسية والإعلامية والنقابية والحضارية، كان موعد الإبداع الفلسطيني الذي قرر ان يغير واقعه وشتاته ونزيفه وغبنه الى ملحمة أسطورية، والإصرار على بناء كينونته ووجوده وتواصله التاريخي مع ارضه وعروبته واسلامه وشخصيته المتميزة.
لم تكن الطريق مفروشة بالورود، فقد كانت الالغام موزعة امام كل خطوة في طريق الثورة، لكنها اصرت ان تنتزع حقها من الكيان الصهيوني اولا، وقوى الشر ثانيا، فهي من جهة جهزت جيش من المقاتلين(مشاريع الشهادة) الذين توافدوا الى ساحات الوغى فذهبوا بكل شجاعة يضحون بانفسهم قرابين لفلسطين، وانتزعت نجاحات عسكرية عظيمة من الجيش الذي لا يقهر، فقد قهرته هذه الثورة المباركة في الكرامة والليطاني وحرب بيروت، وانتصرت سياسيا حين انتزعت اعترافا عالميا بشرعيتها وشرعية حقوق الشعب الفلسطيني في الامم المتحدة عام1974م، وطورت تجربتها في بناء المؤسسات، وتعزيز الصمود الفلسطيني، باختصار جعلت اللاجئين الفلسطينيين الذين اريد لهم ان يقضوا اعمارهم على طوابير التسول واستجداء الغوث الى مقاتلين عن حق شعب ووطن وهوية.
طوال 48 عاما لم تتوقف التحديات، وفي كل مرة كانت الثورة الباسلة تخرج من تحت الأنقاض لتؤكد انها من خميرة مقدسة لا تنتهي بالقتل او القمع او الملاحقة او التآمر.
ان مشروعها الوطني الذي بداته لم يتحقق بعد، لكن الاعجاز في هذه الثورة المباركة قائم على قدرتها في تجديد نفسها، والبقاء وحدها، مع شرفاء العرب واحرار العالم، تبطل نظريات التطهير العرقي، وتفسد مقولة ان الدم لا يقارع المخرز.
وتعطل خطة اسرائيل الكبرى، وتحطم بكل فخر مسعى الحركة الصهيونية في اقامة دولة اسرائيل الكبرى، وتفشل بنجاح منقطع النظير فكرة القبول بالسلام الهش والتعدي على الحقوق الوطنية الفلسطينية.
للاطلاع اضغط هنا