رفض حماس لـ "ساحة الكتيبة" يعيد المصالحة للمربع الاول
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد ابو الريش- الاجواء الايجابية التي سادت الشهر الماضي في تقدم ملف المصالحة، وتذليل العقبات، باقامة مهرجانات لحركة حماس في محافظات الضفة الغربية، بعد النصر العسكري للمقاومة في قطاع غزة و النصر الدبلوماسي للقيادة الفلسطينية في الامم المتحدة، هذه الاجواء والامال بدات في التلاشي بعد رفض حركة حماس اقامة مهرجان مركزي لحركة فتح في قطاع غزة بالذكرى الـ48 لانطلاقة الثورة الفلسطينية .
و اعلنت حركة فتح رسميا على لسان نائب المفوض العام لحركة فتح يحيى رباح، إلغاء مهرجانها المركزي والاكتفاء بإحياء فعاليات تقام في كافة محافظات القطاع".
و كانت قيادات من حركة حماس تذرعت في وقت سابق، عن رفضها مكاني الكتيبة والسرايا، لدواع امنية، وخشية ان تنتقل الخلافات الداخلية لحركة فتح للشارع اثناء المهرجان، على حد تعبيرها.
و تعقيبا على ما ذكر اكد رئيس تجمع الشخصيات المستقلة بالضفة الغربية خليل عساف، ان المبررات التي قدمتها حركة حماس غير مقبولة بالمطلق.
وقال، "قبل ايام كان هناك احتفال مركزي شارك به مئات الاف من المواطنين في ساحة "الكتيبة" وتم تأمينه".
وكانت حركة حماس قد احتفلت بذكرى انطلاقتها بارجاء متفرقة من الضفة الغربية بموافقة السلطة الفلسطينية دون قيد اوشرط بمشاركة قيادات الحركة .
واشار عساف ان رفض اقامة المهرجان المركزي للانطلاقة الـ 48 لحركة فتح، هي رسالة سلبية من حماس للشعب الفلسطيني باكمله ، كما هو رد سلبي على ما اقدمت عليه السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية من السماح لحركة حماس بالاحتفال في ذكرى انطلاقتها بكافة المحافظات دون قيد او شرط مكاني او زماني، بالرغم من لن حماس لم تقدم طلب ترخيص لاحتفالتها وانما من تقدم به هو تجمع الشخصيات المستقلة".
واشار ان هناك قيادات من حركة حماس في الضفة لم يذكر اسمائهم، لم تسر من ردة فعل قيادتهم في قطاع غزة .
و قال خليل عساف " ما اقدمت عليه السلطة الفلسطينية بالسماح لحركة حماس في الاحتفال دل على رؤية حقيقية لبناء الثقة ، كنا نتوقع ان تقابل حماس هذة المبادرة بمبادرات ايجابية و ليس منع فتح من تنظيم مهرجان مركزي".
واعلن عساف ان الاتصالات مع حركة حماس ما زالت متواصلة حتى اليوم لايجاد بديل عن "الكتيبة" و سيكون هناك رد نهائي خلال الـ48 ساعة القادمة.
واشار ان انطلاقة فتح كان من المفترض ان تكون ليس لابناء الحركة فقط، وانما ايضا لكل مواطن فلسطيني شريف يريد انهاء الانقسام بمشاركة كافة فصائل العمل الوطني وفي مقدمتهم حركة حماس.
و قال " بدأ الجميع التحضير لحالة من الوحدة الحقيقية ، الا ان موقف حركة حماس يضعنا امام خيارات مرعبة لا ندري ما هي نتائجها".
و ناشد عساف حركة حماس لان ترتقي لمستوى المسؤولية ، وقبول الطرف الاخر وتقديم دلالات للمواطن الفلسطيني ان هناك حسن نوايا لاتمام المصالحة الوطنية.
هذا القرار الذي تتمسك به حركة حماس اثار مخاوف كبيرة من تعزيز الانقسام و العودة للمربع الاول بعد ان ظن الشعب الفلسطيني ان النوايا الصادقة بين الطرفين بدأت تظهر بخطوات على ارض الواقع .
و اشار المحلل السياسي احمد رفيق عوض ، ان هذا القرار بعدم السماح لحركة فتح باقامة مهركان مركزي يفتح الباب واسعا للعودة الى المربع الاول للانقسام، وهو دليل ان هناك نوع من ادارة ازمة الانقسام وليس حلها .
وقال "هذه خطوة تشوش كثيرا على الجو العام لانهاء الانقسام الذي تولد بعد الانتصارات الفلسطينية .
واضاف" الموقف الرافض و الاسباب المقدمة هي ذرائع ليست حقيقية، فقد يكون هناك خلاف فتحاوي لكنه لا يرتقي لتخريب مهرجان" .
و اوضح ان قرار الرفض له اسباب اخرى تعرفها حركة حماس ، مشيرا انه ربما تكون بهدف عدم اظهار حجم حركة فتح في قطاع غزة.
حركة فتح التي شاركت في احتفالات انطلاقة حركة حماس في الضفة والقطاع تفاجئت من التعنت الحمساوي وتمترسهم خلف حجج اعتبرتها واهية، رغم ما ابدته من مرونة مطلقة في الحوار حول مكان اقامة المهرجان المركزي.
و اشار المتحدث باسم حركة فتح احمد عساف، إن فتح أبدت مرونة كبيرة وقدمت أكثر من اقتراح وخيار للمكان الذي يمكن أن ينظم فيه المهرجان ، إلا أن هذه المرونة ووجهت برفض من حركة حماس وبوضع مزيد من العقبات في وجه إقامة المهرجان، من خلال ومبررات وصفها " بالسخيفة ".
وقال" هذه فبركات لا اساس لها الى في رؤوس اصحاب المشاريع الانقسامية والشخصية".
ورحب عساف بأية جهود تبذل من الفصائل والشخصيات الوطنية المستقلة على قاعدة إجبار حماس على التراجع عن موقفها " الخاطئ " لانهاء هذه الأزمة المفتعلة وإعادة الأمور إلى نصابها .
و طالب عساف الفصائل والشخصيات الوطنية بعدم الاكتفاء بدور أشبه ما يكون بدور "الصليب الأحمر"، وقال إن عليهم تحمل مسؤولياتها الوطنية واعلان موقف واضح بخصوص الطرف الذي يعطل ويختلق الازمات ويسهم في تسميم الأجواء الايجابية التي سادت في الآونة الأخيرة باتجاه إنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة الوطنية .
عن القدس